فنان يمني لـ"العين الإخبارية": الموسيقى علاج روحي وسط الحرب (حوار)
في طريق البحث عن الاستقرار النفسي، يهرب كثير من اليمنيين من أهوال الحرب إلى الموسيقى لنسيان أوجاعهم.
هكذا يرى الفنان اليمني الشاب محمد الميسري، الصاعد إلى عالم الأغنية اليمنية، والذي عاش أيضا تجربة مريرة في خضم الأزمة اليمنية، حيث قضى شهورا في أقبية الموت الحوثية في الحديدة، قبل إطلاق سراحه.
يشتهر اسم محمد الميسري في أرجاء محافظة الحديدة (غرب)، معروف أنه فنان يرقص طربا على الألوان الصنعانية والتهامية والبدوية والجنوبية.
ومن اليمن إلى الإمارات، أهدى الميسري أغنيته "وطن التسامح"، تحمل رسالة شكر لدولة الإمارات التي لم تتخل يوما عن مساندة الشعب اليمني وسط محنة الحرب.
عن رحلته الفنية كان لـ"العين الإخبارية"، هذا الحديث معه لاستكشاف ثراء الأغنية اليمنية وألوانها ودور الجيل الصاعد في تحديثها.
رحلة الحفاظ على هوية اليمن
قال الفنان محمد خالد الميسري، إن انطلاقته الأولى إلى عالم الأغنية اليمنية بدأت متأخرة في مرحلة الثانوية العامة قبل أن تتطور مسيرته الفنية.
وبالنسبة للميسري فإنّ الجيل الصاعد "يبشر بالخير" لأن اليمن بلد غنية بالمواهب الصاعدة، مضيفا: "يجب علينا التركيز على تلك المواهب التي تخوض رحلة كفاح من أجل الهوية اليمنية ضد عوامل سلبية عدة من بينها الحرب التي تسعى لطمس الأغاني اليمنية".
وشدد الميسري في هذا الصدد على أهمية ضخ الروح وعراقة الهوية اليمنية في الأغنيات انطلاقا من المعالم التاريخية والموروث في البلد حتى يؤدي الفن بإيقاعه الخاص رسالته السامية خارج الحواجز الجغرافية للبلاد.
الإمارات وطن التسامح
يحب محمد الميسري "كل الألوان الغنائية اليمنية والخليجية والأغنية العربية عامة"، إلا أنه في بلد ثري بالألوان كاليمن يؤكد ميله لـ"الأغنية الجنوبية والتهامية".
وعن أغنية "وطن التسامح"، أكد الميسري أنها أهداها للأشقاء في دولة الإمارات مع وصوله لأراضيها قادما من بلده في محاولة لرد الجميل لـ"بلاد الخير.. وأرض المحامد"، في إشارة للدور الإماراتي التاريخي في اليمن.
وحول هروب اليمنيين لترميم أوجاعهم بالفن والموسيقى من مآسي الحرب، أكد الفنان الشاب أهمية الموسيقى كعلاج للروح، معربا عن أمله أن "تكون الأغنية أحد الطرق التي بسببها توقف هذه الحرب" الحوثية.
ووصف الميسري انتشار الزامل كفن شعبي خلال الحرب بـ"الجائحة" وأنه لا يمثل أي وجه للأغنية اليمنية التي تعمل كطبيب روحي لنسيان الآلام، مؤكدا أن "الأغنية اليمنية في نهاية المطاف هي من ستنتصر فيما لن يكون للزامل الحربي وجود وهذا ما أثبتته دورات الحرب في تاريخ اليمن والتي رافقها ظهور تراث حربي حماسي".
نقطة.. أغنية جديدة منتظرة
خاض الميسري وهو في طريق صعوده الفني تجربة العمل كـ"يوتيوبر"، من خلال برنامج ساخر سماه "إيش اللي يضايقك"، قائلا إنها "كانت تجربة فريدة جميلة وممتعة بتعبها و بالقلق الذي رافق إنجاز بداياتها، لكنها للأسف لم تستمر".
وأضاف "البرنامج حاول التفتيش في المزاج العام للناس وغاص في التفاصيل الدقيقة التي لم يتنبه لها أحد في محاولة لدق جرس إنذار بشكل ساخر لتصحيح الأخطاء، إلا أن ذلك لم يستمر بسبب ضعف الإمكانات والدعم".
ولفت إلى دور مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة انتشار للانطلاق للعالمية في أي عمل كان فنيا أو إعلاميا إلا أنّه "يجب أن يكون المشروع قائما ومدعوما من الدولة"، مدللا ببعض الدول التي ترعى المبدعين من مختلف الشعوب العربية لترسم لها هوية فنية وثقافية خاصة.
ونبه الفنان اليمني إلى الحاجة الضرورية للدعم والرعاية الكبيرة من قبل وزارة الثقافة اليمنية للفنانين في البلد في ظل الوضع القائم وتقطع السبل بهم، مستشهدا بدور "الفنان الراحل أبو بكر سالم" الذي يعد أكبر مثال لإبراز الأغنية اليمنية في الساحة العربية بطابعها وهويتها ونجاحها وانتشارها، على حد تعبيره.
وعن آخر أعماله الفنية، كشف الميسري عن أنه في طريق وضع اللمسات الأخيرة لأغنيته الجديدة بعنوان"نقطة"، مشيرا إلى أنها ستكون إضافة مهمة لرصيده الفني خاصة وللأغنية اليمنية بشكل عام ومن المتوقع أن تطلق مع نهاية هذا العام.