برنامج حافل لبرلمان اليمن.. "مرحلة محورية" لدعم حراك المجلس الرئاسي
يستعد البرلمان اليمني لمرحلة محورية تتمثل بالانعقاد بشكل دائم انطلاقا من العاصمة المؤقتة عدن لدعم ومواكبة حراك مجلس القيادة الرئاسي.
ومن شأن العودة المرتقبة لبرلمان اليمن للانعقاد مجددا من عدن خلال الأيام المقبلة أن تسهم في تعزيز حضور مؤسسات الدولة الشرعية وتحريك أداء الحكومة المعترف بها دوليا على الأرض إلى مستويات أفضل.
وبحسب مصدر برلماني مسؤول لـ"العين الإخبارية"، فإن دورة الانعقاد المقبلة تمثل مرحلة محورية في تطبيع الحياة بالمناطق المحررة وتصويب مكامن القصور في أداء السلطة التنفيذية بجهد رقابي فاعل للبرلمان.
ويقود رئيس مجلس النواب القيادي البارز في حزب المؤتمر الشعبي العام، الشيخ سلطان البركاني، دفة العمل البرلماني في الداخل بعد أن حقق نجاحا خارجيا تمثل في الاعتراف بالبرلمان الشرعي كممثل وحيد لليمنيين وتصدى لمحاولات مليشيات الحوثي في استنساخ برلمان خاص بها.
ووفقا للمصدر فإن الانعقاد المرتقب للبرلمان في عدن لن يقتصر على جلسات محدودة كما حصل سابقا، بل ستتواكب مع تحركات المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية الساعية إلى تطبيع الحياة في المناطق المحررة وإنجاز ملفات مرتبطة بحياة الناس ومعيشتهم.
كما تحدث عن برنامج حافل من الملفات والقضايا التي سيناقشها أعضاء البرلمان خلال التئامه المقبل في عدن.
استعادة الزخم السياسي لحزب المؤتمر
وبعودة البرلمان إلى الانعقاد ترتفع آمال الشارع اليمني بدور حقيقي للمؤتمر الشعبي العام في استعادة زخمه السياسي وإنعاش الحياة العامة بخبرات وقدرات بشرية شكلت فيما سبق فارقا في العمل الإداري والخدمي إيجابا، خلافا لتجارب لاحقة وحالية لمكونات أخرى كالإخوان الذين ظهروا كصناع للفشل والفوضى.
ويُحسب لرئيس برلمان اليمن، الشيخ سلطان البركاني، أنه انتشل الحزب الذي كان حاكما أيام الرئيس السابق علي صالح من قاع التفكك وأعاده إلى واجهة الحياة السياسية والمدنية في زحمة الحرب والاستهداف الذي تعرض له الحزب خلال أكثر من عقد.
ونجح البركاني في استعادة الدور السياسي وزخم حزب المؤتمر الشعبي العام من بوابة البرلمان متجاوزا عقبات كثيرة وضعها الحوثيون والإخوان في طريق عودة الحزب إلى المشهد كرقم فاعل ومحوري.
ويملك المؤتمر الشعبي العام حضورا فاعلا في المعادلة السياسية والاجتماعية، كما أن له قاعدة شعبية كبيرة استعاد من خلالها البركاني زخم المنافسة على الصدارة بعد اغتيال الحوثيين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، إذ برز البركاني كزعيم سياسي له مكانة كبيرة في أوساط حزبه والأحزاب الأخرى الذي اعتبرته رجل المرحلة.
وتؤكد دراسة حديثة لمركز صنعاء للدراسات أن سلطان البركاني الأمين العام المساعد للحزب عزز حضوره إعلاميا وسياسيا، وساهم في إبقاء المؤتمر على قيد الحياة كحزب، رغم تعليق أنشطته الرسمية في الخارج بعيدًا عن اليمن والمركز السياسي للحكومة المعترف بها دوليًا.
وبحسب الدراسة فإن البركاني عزز دوره كزعيم للحزب الحاكم، ودافع عن منصبه داخل المؤتمر، وظل المحاور والوسيط الرئيسي للدبلوماسيين الأجانب وبناة السلام.
كما استعاد مكانته السياسية تدريجيًا من خلال التأثير على أقرانه ونظرائه، حيث اُختير رئيسا لبرلمان الحكومة المعترف بها دوليا عام 2019، وفقا لذات المصدر.
وكان برلمان اليمن التأم للمرة الثانية في عدن، في مايو/أيار 2022، من أجل أداء أعضاء مجلس القيادة الرئاسي المُشكل حديثًا اليمين الدستورية ومنح الثقة للحكومة اليمنية بحضور المبعوث الأممي إلى اليمن، وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي.
يأتي ذلك بعد أن سلم الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي السلطة في أبريل/نيسان الماضي، إلى مجلس قيادة يمثّل قوى مختلفة، وذلك في ختام مشاورات الأطراف اليمنية، في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي.