حصار الحوثي لـ"العبدية".. جرائم إبادة وسط صمت دولي مخز
يوماً بعد آخر، تتفاقم "مأساة العبدية"، المحاصرة من جحافل مليشيات الحوثي، جنوبي محافظة مأرب، شرقي اليمن، وسط تغاضٍ من المنظمات المحلية والدولية.
المسؤولون والمعنيون اليمنيون كشفوا عن تعامل المجتمع الدولي بطريقة "الكيل بمكيالين" تجاه ممارسات المتمردين الحوثيين، في ظل صمت دولي إزاء حصار العبدية.
ورغم فداحة المأساة، ونداءات الاستغاثة المحلية، إلا أن مسامع المؤسسات الحقوقية ما زالت مغلقة، كما أن أعينها مغمضة تجاه ما يجري في العبدية.
منع تفاصيل الحياة
مسؤولون يمنيون تحدثوا لـ"العين الإخبارية" عن توقف كل مناحي الحياة في مديرية العبدية جنوب مأرب؛ بسبب الحصار الحوثي الشديد.
وقال مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب، خالد الشجني: "إن الحصار الحوثي المسلح، منع وصول الخدمات والمساعدات الإغاثية، وحتى الفرق الطبية والإسعافات والأدوية".
وكشف الشجني عن حالات وفاة في أوساط أهالي العبدية، بسبب الإصابة بالجلطات ووجود مئات المصابين بالأوبئة والحميّات، وتعرض العشرات من النساء الحوامل للولادة المبكرة؛ نتيجة عدم وجود اهتمام ورعاية صحية.
وأضاف أن المشتقات النفطية والوقود منعدم في المديرية، بسبب منع المليشيات دخولها، وهذا ما أدى إلى إغلاق غالبية وكالات الغاز في العبدية.
وأشار إلى أن المديرية تضم تسعة محال تجارية توفر المواد التموينية للأهالي، أغلقت منها سبعة محال بسبب عدم دخول السلع والبضائع الأساسية، بالإضافة إلى توقف التعليم بشكل عام.
وحذر المسؤول اليمني، في حديثه لـ"العين الإخبارية" من "كارثية" الوضع الإنساني في العبدية، مطالبا بفتح ممرات آمنة، وضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المديرية.
الكيل بمكيالين
وكان وزير الاعلام اليمني، معمر الإرياني، قال: "إن استمرار تعامي العالم عن الفظائع التي ترتكبها مليشيات الحوثي المدعومة من إيران بشكل يومي بحق المدنيين في مأرب، يؤكد سياسة الكيل بمكيالين".
وأضاف الإرياني، في تغريدات على تويتر، أن الموقف الدولي "المتخاذل" إزاء ما يتعرض له المدنيون من جرائم إبادة جماعية يعطي إشارات لاستمرار المليشيات في جرائمها وانتهاكاتها التي يذهب ضحيتها الأبرياء من النساء والأطفال".
وأوضح أن المجتمع الدولي مارس ضغوطا على الحكومة اليمنية لوقف العمليات العسكرية باتجاه العاصمة المختطفة صنعاء بعد أن بات الجيش في على بعد 20 كيلومترا من العاصمة؛ بحجة المخاطر على المدنيين والكثافة السكانية، وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
وأشار إلى أن "الأمر تكرر مع العملية العسكرية لتحرير مدينة وميناء الحديدة، بعد أن كانت المعارك على أبواب المدينة، بحجة الأوضاع الإنسانية والمخاطر على المدنيين، وسلامة البنية التحتية للمدينة وموانئها، ورعت الأمم المتحدة اتفاق السويد الذي لم تنفذ مليشيا الحوثي بنوده".
ولفت إلى أن مأرب تحتضن أكبر تكتل للنازحين، وتتعرض لعدوان حوثي بربري منذ أعوام، استهدف الأحياء السكنية ومنازل المواطنين بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وتتعرض مديرية العبدية لحصار غاشم منذ أسابيع، وسط صمت دولي مخزٍ.
ووجه الإرياني نداءً عاجلا للمجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والمبعوثين الأممي والأمريكي لوقف جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ترتكبها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران بحق المدنيين في مديرية العبدية بمحافظة مأرب بعد فرضها حصارا غاشما عليها.