العبدية اليمنية.. حصار الحوثي يهدد بكارثة إنسانية
يثير الحصار الجائر التي تفرضه مليشيات الحوثي الإرهابية على مديرية العبدية أقصى جنوب مأرب مخاوف من حدوث كارثة إنسانية.
ويدخل الحصار القاسي لمديرية العبدية، يومه الـ13 بعيد قطع المليشيات الحوثية الشرايين الرئيسية في مسعى لكسر قبيلة "بني عبد" التي تستوطن المديرية وتواصل صمودها الأسطوري في وجه حملة الانقلابيين العسكرية.
ويهدد الحصار أكثر من 33 ألفا و496 مدنيا ونازحا أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن والذين أصبحوا في خطر كبير ويفتقرون إلى أدنى مقومات الحياة الأساسية مع تقييد حركة التنقل.
وعلى مدى الأيام الماضية، توالت حملة التنديدات الصادرة من منظمات حقوقية ومن الحكومة المعترف بها دوليا وفعاليات احتجاجية، والتي حذرت جميعها من استخدام مليشيات الحوثي "التجويع" كوسيلة لتحقيق أهداف عسكرية في العبدية.
كما أطلق ناشطون يمنيون حملة تغريدات واسعة تحت وسم "العبدية تحت الحصار" وذلك بهدف جذب أنظار المجتمع الدولي لممارسة الضغط على المليشيات الحوثية من أجل رفع الحصار الذي يهدد بالفعل بكارثة إنسانية وشيكة وجرائم ترقى لجرائم حرب الإبادة الجماعية.
بالتزامن مع ذلك، يستميت الجيش اليمني ورجال قبائل مأرب في القتال ضد المليشيات الحوثية التي رمت بكل ثقلها جنوبا وذلك من أجل فتح ممرات آمنة تصل لمديرية "العبدية" الواقعة على حدود محافظتي البيضاء وشبوة.
وقالت مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية"، إن قوات الجيش ورجال القبائل خاضوا الساعات الماضية معارك هي الأعنف مع مليشيات الحوثي في بلدة "علفاء" و"المناقل" و"ملعاء"، على حدود مديريات العبدية والجوبة ورحبة من بلاد قبائل مراد القوية.
وبحسب المصادر، فإن القوات لم تنجح في كسر الحصار العسكري والتي تفرضه المليشيات من كافة المنافذ، فيما يقاتل رجال قبائل (آل شداد، آل بلغيث، وآل سعيد، آل الثابتي، آل الأحرق، آل غانم) من قبلية "بني عبد" على أكثر من جبهة داخلية ويقدمون صمودا اسطوريا للأسبوع الثاني على التوالي.
تقارير مفزعة
ولم تكتف مليشيات الحوثي بالحصار بل لجأت لقصف قرى العبدية والجوبة ومدينة مأرب بالصواريخ الباليستية في مسعى لبث الرعب وحمل السكان على النزوح القسري.
ودعت منظمتا "رايتس رادار" و"ميون لحقوق الإنسان" المجتمع الدولي والأمم المتحدة للتدخل العاجل لإنهاء حالة الحصار التي تفرضها مليشيات الحوثي الانقلابية على سكان مديرية العبدية.
وحذرت المنظمتان من التدهور المؤسف للوضع الإنساني لأكثر من 5 آلاف و100 أسرة واستخدام التجويع وسيلة لتحقيق أهداف عسكرية.
وقالت المنظمتان في بيانين منفصلين إن التقارير الرسمية الواردة من العبدية أقصى جنوب محافظة مأرب مفزعة، وتؤكد أن سكان المديرية والنازحين فيها يتعرضون لحصار مطبق من قبل مليشيات الحوثي.
وأكدت البيانات "من وجود عراقيل أمام دخول البضائع والمواد الغذائية وصل بعضها إلى عدم السماح بدخولها للمدنيين المحاصرين في المديرية والذين باتوا يفتقرون إلى أدنى مقومات الحياة".
وأضافت أن "الخطر المميت الذي يتربص بالمدنيين في هذه المديرية البعيدة عن أعين الرصد الحقوقي، وتواجد المنظمات الإنسانية يستدعي البحث بجدية عن توفير المساعدات للمدنيين لاسيما النازحين من نيران الحرب، وإيصالها لهم".
"جريمة حرب"
ووصفت الحكومة اليمنية الحصار الغاشم الذي تفرضه مليشيا الحوثي المدعومة من إيران على مديرية العبدية في مأرب ومنع الإمدادات الغذائية والدوائية عن المدنيين، بـ"جرائم الحرب" والتي ترقى لجرائم مرتكبة ضد الإنسانية.
واعتبر وزير الاعلام والثقافة والسياحة معمر الارياني، على حسابه في موقع "تويتر" الحصار الحوثي والقصف العشوائي الذي تشنه على قرى ومنازل المواطنين بمختلف أنواع الأسلحة أنه "عمل انتقامي جبان".
وأوضح الإرياني أن مديرية العبدية الصامدة جنوب محافظة مأرب تضم (5100) أسرة من أبناء المديرية والأسر النازحة القادمة من مختلف محافظات البلاد، فروا من بطش مليشيات الإرهاب الحوثية بحثا عن ملاذ آمن، ويعانون ظروفا مأساوية جراء سنوات الحرب والتصعيد الحوثي المتواصل الذي فاقم الأوضاع الإنسانية.
ودعا الوزير اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الاممي والأمريكي ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي، لإدانة واضحة وصريحة للحصار الحوثي، مطالبا بممارسة الضغط لفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية والوصول للمحتاجين.