المهدي وجرائم الحوثي.. عراب الصواريخ والمسيرات باليمن
يلعب القيادي الحوثي، عبداللطيف المهدي، دورا رئيسيا في تنفيذ هجمات المليشيات بالصواريخ الباليستية والمسيرات المفخخة بإيعاز إيراني.
وباتت الضواحي الشرقية من محافظة تعز غير المحررة بمثابة نقطة انطلاق للهجمات الصاروخية صوب المدن المحررة جنوبي اليمن، خصوصا محافظتي عدن ولحج وكذلك مدينة تعز المحاصرة، وذلك إثر تمركز مجاميع ما يسمى "المنطقة العسكرية الرابعة" التابعة للحوثيين والتي يقودها عبداللطيف المهدي أحد أخطر القيادات الإرهابية، في المناطق.
وتفتح "العين الإخبارية" السجلات الوحشية للقيادي الحوثي، المهدي، ضمن عدة ملفات تعري الجرائم الحوثية وارتباطهم الوثيق بالحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.
وعبداللطيف حمود يحيى المهدي الذي تمنحه المليشيات رتبة لواء ويكنى "أبو نصر الشعف"، هو المطلوب رقم 30 على لائحة التحالف العربي بمكافأة تصل لـ5 مليون دولار أمريكي باعتباره أحد قيادات الجيل الأول المتطرف، التي عملت مع مؤسس الجماعة حسين الحوثي وتلقت تدريبات عسكرية مكثفة لدى الحرس الثوري الإيراني.
وقالت مصادر خاصة لـ"العين الإخبارية" إن المهدي يعد الرأس المدبر والمنفذ لسلسلة الهجمات الإرهابية التي استهدفت العروض العسكرية وحاولت تصفية الحكومة اليمنية المشكلة وفقا لاتفاق الرياض، بإشراف من ضباط الحرس الثوري الإيراني.
ووفقا للمصادر، فأن المهدي المنحدر من صعدة معقل الانقلابيين، شيد غرفة عمليات عسكرية في مدينة الصالح التي تضم عشرات المعتقلين، حيث يتم اتخاذهم دروعا بشرية.
كما حول مطار تعز الدولي في مدينة الحوبان شرق محافظة تعز إلى نقطة لإطلاق الصواريخ الباليستية والمسيرات، واتخذ من محيط المطار مخازن لرؤوس الصواريخ، وفقا لذات المصادر.
وأوضحت المصادر أن المهدي تسلم قيادة ما يسمى المنطقة الحوثية الرابعة خلفا للقيادي الحوثي البارز أبوعلي الحاكم مطلع مايو/ أيار 2017، وذلك باعتباره أحد القيادات العسكرية المتطرفة طائفيا والمرتبطة بفريق الجنرال قاسم سليماني (القائد السابق لفيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري) في اليمن والذي يتزعمه يوسف المداني وعبداللطيف المهدي ومحمد الغماري.
وقتل الجنرال سليماني في غارة أمريكية في بغداد مطلع العام الماضي.
جرائم تحت المجهر
ويملك عبداللطيف المهدي سجلا قاتم السواد إثر جرائمه الوحشية منذ مشاركته بحروب صعدة الست (2004-2009) كقيادي ميداني، ما جعل القضاء اليمني العسكري يصدر بحقه حكم الإعدام، فيما وضع خبراء الأمم المتحدة أسمه تحت المجهر لانتهاكه بشكل سافر القانون الدولي الإنساني.
وبحسب مصادر "العين الإخبارية"، فإن عبداللطيف المهدي هو المسؤول الأول عن جرائم التنكيل الوحشية بحق سكان محافظتي تعز والبيضاء والمحافظات الجنوبية على رأسها الهجمات الانتقامية ضد تجمعات الأطفال في مدينة تعز انطلاقا من مواقع المليشيات في مرتفعات "الحرير" والسلال" شرقا و"الدفاع الجوي" شمالا.
وأواخر أغسطس/ آب، أصدر القضاء العسكري حكما بالإعدام بحق المهدي باعتباره "منتحل صفة رئيس غرفة العمليات المشتركة وقائد المنطقة العسكرية الرابعة" وذلك بجانب 174 قياديا حوثيا بينهم زعيم المليشيات الانقلابية عبدالملك الحوثي بتهمة تأسيس تنظيم إرهابي مسلح وإقامة علاقات غير مشروعة مع إيران، وتفكيك جغرافية اليمن على أساس مناطقي وطائفي وعنصري.
وورد اسم المهدي على هامش تقرير خبراء الأمم المتحدة حول اليمن المقدم لمجلس الأمن مطلع العام الجاري لتورطه مع قيادات المليشيات باحتجاز المدنيين عمدا واتخاذهم رهائن بغرض مبادلتهم بمقاتلين من أسرى الحرب وهو أمر محظور بموجب القانون الدولي الإنساني.
وأكد التقرير أن الخبراء شرعوا في التحقيق بمسؤولية عبداللطيف المهدي عن الانتهاكات والتعذيب للمحتجزين والمعتقلين في سجن مدينة الصالح السري الواقع شرق تعز بما فيهم 6 مختطفين بينهم قاصران وآخران لقيا حتفهم تحت التعذيب البشع.
الهجمات الإرهابية
ويتجلى إجرام عبداللطيف المهدي من إشرافه المباشر على الهجمات التي طالت أهداف غير مشروعة وبتوقيت حساس في عدن ولحج والتي التزمت المليشيات حيالها الصمت خشية لفت أنظار المجتمع الدولي نحو إرهابها ضد الشعب اليمني.
وكان أول هجوم غادر في يناير/ كانون الثاني 2019 بواسطة المسيرات المفخخة والتي استهدفت عرضا عسكريا بقاعدة العند الواقعة في محافظة لحج ما أسفر عن مقتل وإصابة 25 بينهم قيادات رفيعة بالجيش اليمني.
وفي العام نفسه وتحديدا في أغسطس/آب استهدفت المليشيات الحوثية بصاروخ ياليستي ومسيرة مفخخة عرضا عسكريا في معسكر الجلاء بعدن ما أدى إلى مقتل العميد منير أبواليمامة وأكثر من 30 جنديا وإصابة العشرات.
أما هجوم مليشيات الحوثي على مطار عدن الدولي آواخر ديسمبر/ كانون أول 2020 لدى وصول الحكومة الجديدة، والذي خلف 135 قتيلا وجريحا بينهم مسؤولون وصحفيون وموظفون بالصليب الأحمر الدولي، ففتح أنظار العالم نحو المناطق غير المحررة بتعز باعتبارها مصدر خطر وجودي ونقطة لانطلاق الصواريخ والطائرات الحوثية الإرهابية.
كما عزز الهجوم الإرهابي الأخير على قاعدة العند في 29 أغسطس/آب الماضي والتي سقط فيه 90 قتيلا وجريحا، مدى خطر بقاء الضواحي الشرقية بتعز تحت سيطرة المليشيات وضرورة تحريرها لتأمين محافظات جنوب اليمن، خصوصا العاصمة عدن.
وفي الهجوم على ميناء المخا التاريخي، الشهر الماضي، قال مواطنون بتعز إنهم شاهدوا وسمعوا دوي الصواريخ الباليستية لدى انطلاقها من محيط شارع "الستين" شرقا باتجاه المديرية المطلة على البحر الأحمر غربا.
وتقول مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية"، إن القيادي الحوثي عبداللطيف المهدي سحب مؤخرا الكثير من مقاتلي المليشيات في جبهات تعز ودفع بهم إلى جبهات مأرب في مسعى للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط والغاز.
aXA6IDMuMTM4LjE3MC42NyA=
جزيرة ام اند امز