المرأة في جحيم الحوثيين.. قتل وتعذيب واختطاف
مصادر حقوقية تؤكد أن المليشيا ترفض تحويل النساء المختطفات إلى القضاء، وتواصل إخفاءهن بغرض الابتزاز السياسي تارة والمالي تارة أخرى.
تتعرض المرأة اليمنية في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية لانتهاكات متصاعدة منذ اجتياح صنعاء قبل 5 سنوات، وخلال الأسابيع الماضية، تجاوزت الجرائم الحوثية بحق النساء جميع الخطوط الحمراء، وفقا لمراقبين.
وخلافا لجرائم القتل وزراعة الألغام التي راح ضحيتها مئات النساء منذ بدء الانقلاب المدعوم إيرانيا، دشنت المليشيا الإرهابية موجة جديدة من القمع والانتهاكات، بعد اختطاف العشرات من الفتيات في العاصمة صنعاء وباقي المدن الخاضعة لسيطرتها.
وكشفت تقارير حقوقية يمنية، الإثنين، عن اختطاف أكثر من 35 فتاة وطالبة من أماكن الدراسة وشوارع العاصمة صنعاء خلال الأيام الماضية، في جرائم كانت تُعرف بأنها تندرج ضمن "العيب الأسود" بالأعراف اليمنية والذي يجرّم التعرض للنساء.
وقالت منظمة "رايتس رادار" اليمنية المعنية بحقوق الإنسان إن الاختطافات يرجع بعضها إلى الضغط على أسرهن وابتزازهم، والبعض الآخر لبلاغات كيدية وحسابات سياسية.
وأشارت المنظمة، في بيان، إلى أنه تم اختطاف عدد من الفتيات كنّ يتعلمن التطريز وخياطة الملابس عند إحدى معلمات الخياطة بعد إعطائهن مادة مخدرة غير معروفة؛ حيث تم نقلهن إلى بيت للدعارة، ثم نقلهن إلى السجن بعد ذلك.
ووفقا للبيان، فإن عملية الاختطاف تمت في محافظة المحويت (جنوب غرب)، وتم بعد ذلك نقل المختطفات إلى أحد سجون الانقلابيين بصنعاء.
ديسمبر الأسود
شهد شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري عمليات اختطاف للفتيات في صنعاء، أكثر من أي وقت، وفقا لمصادر حقوقية ومحلية لـ" العين الإخبارية".
وقالت المصادر إن تزايد هذه الانتهاكات أجبر العشرات من الأسر على احتجاز فتياتهم في منازلهم خشية من عملية اختطاف إذا ما خرجن إلى مقرات أعمالهن أو دراستهن، فيما فضّل البعض النزوح من صنعاء إلى مناطق آمنة.
وجند الحوثيون العشرات من المليشيات النسائية المعروفة باسم "الزينيبات"؛ حيث أوكل إليهن هذا النوع من الانتهاكات الإنسانية ضد النساء، وتلفيق تُهم الإخلال بالشرف لأي أسرة تختلف معهم سياسيا وفكريا، أو ينحدر منها قيادات تعمل مع الشرعية في عدن أو خارج البلاد.
ووفقا لشهود عيان؛ فإن الملصقات على عدد من الجدران وشوارع صنعاء، تزايدت بشكل ملحوظ، وجميعها تحمل مناشدات لمن يتعرف على هوية الضحايا، مذيلة بأرقام هواتف محمولة للتواصل مع أسرهن في حال تم معرفة مصيرهن.
وحسب تقارير حقوقية؛ فقد تم اختطاف 3 فتيات، منهن شقيقتان (18 و13 عاما)، في حيي "الأعناب" و"معين" بصنعاء، الأسبوع الماضي، وذلك بواسطة مليشيات نسائية حوثية.
ولم تتوقف الانتهاكات الحوثية عند ذلك؛ حيث داهمت مجموعة حوثية مسلحة معهدا للغات في حي "حدة"، واختطفت عددا من النساء اللاتي يعملن فيه، بتوجيهات من قيادي أمني في المليشيا الانقلابية.
ودائما ما تلجأ المليشيا الحوثية إلى تبرير جرائمها بتلفيق تُهم تتعلق بالشرف؛ حيث تم اتهام عاملات المعهد التعليمي بذلك، من أجل إسكات أسرهن، وشرعنة عملية الإخفاء القسري لهن، وفقا للتقارير.
إخفاء قسري وتعذيب
لم يعد الإخفاء القسري حكرا على الرجال المناهضين للمليشيا الانقلابية؛ فالعشرات من النساء يعشن المصير نفسه في مناطق الانقلابية، وسط صمت مطبق من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان.
وحسب تقارير حديثة صادرة عن المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر؛ فقد وصل عدد النساء المخفيات قسرا في سجون الانقلابيين، إلى أكثر من 160 امرأة.
وأكدت مصادر حقوقية أن المليشيا ترفض تحويل النساء المختطفات إلى القضاء، وتواصل إخفاءهن بغرض الابتزاز السياسي تارة والمالي تارة أخرى.
ووفقا للتقارير، فإن دلائل قاطعة متوافرة تثبت تعرض الكثير من المختطفات للتعذيب في سجون سرية تابعة للانقلابيين بصنعاء، فيما تم نقل 55 مختطفة إلى سجون عامة.
واعتبر الناشط الحقوقي اليمني، ماجد الشرعبي، أن المليشيا الحوثية حوّلت صنعاء ومناطق سيطرتها إلى سجن مغلق، وأن انتهاكاتها تجاوزت جميع القوانين والخطوط الحمراء في الأعراف والتقاليد اليمنية.
وقال الناشط اليمني لـ"العين الإخبارية": "نأمل من المبعوث الأممي مارتن جريفيث، الذي يوجد في صنعاء خلال هذه الفترة، في الالتفات لهذه الجرائم المسكوت عنها ووضع حد لها؛ فما يجري هو انتهاكات إرهابية تفوق الخيال".
ووفقا للناشط اليمني، تعمل المليشيا الحوثية على عزل المبعوث الأممي في صنعاء من أي لقاءات لناشطين وحقوقيين مستقلين وتقصر برنامجه على لقاء قياداتهم العسكرية والسياسية، خشية تسرب هذه الجرائم وسماع المبعوث الأممي صرخات الضحايا في صنعاء.
aXA6IDE4LjIyNi45My4yMiA= جزيرة ام اند امز