باحثة: وسائل الإعلام مسؤولة عن اختزال المرأة في صورة "جسد"
مؤلفة كتاب "الصورة المثالية لجسد المرأة بين المشاهير والواقع" ترى أن الإعلام يعمل على تنميط صورة واحدة لجمال المرأة.
حمّلت الكاتبة المصرية آية يحيي، الباحثة في مجال الإعلام، وسائل الإعلام المرئية مسؤولية اختزال صورة المرأة في كونها جسدا.
وترى مؤلفة كتاب "الصورة المثالية لجسد المرأة بين المشاهير والواقع"، أن الإعلام يعمل على تنميط صورة واحدة لجمال المرأة، ويعمل على تسويقه.
وتكشف آيه يحيي، المدرس المساعد بأكاديمية الشروق للإعلام، في الكتاب الذي صدر حديثاً في 256 صفحة من القطع الكبير، عن دار "العربي للنشر والتوزيع"، اختلاف معايير الجمال الأنثوي من زمن إلى آخر.
ويُشير الكتاب إلى أن مفهوم الجسد المثالي خلقته وسائل الإعلام المرئية منذ ظهورها، لكنه انتشر بفضل تفاعلات الميديا، وظهور الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، التي جعلت من الجسد أحد أهم وأقوى الوسائل الإعلامية من حيث الحشد والتأثير.
وترى المؤلفة أن الإعلام العربي رغم كل التطورات، لا يزال يُقدم المرأة بصورتها النمطية التقليدية داخل قالب جنسي، وصورة معلبة للنموذج الغربي لمفهوم "الموديل"، وهو ما يجعل المرأة وسيلة من وسائل الجذب الجنسي، ولتشجيع زيادة الاستهلاك.
وتستعرض الباحثة في الكتاب، المعايير التي خلقتها وسائل الإعلام عبر العصور، لخلق صورة مثالية عن الجسد، من خلال عرض أبرز حالات "الموديلات" اللواتي تم الاستعانة بهن في الترويج لمنتجات استهلاكية طوال القرن الماضي، وكانت صورة نجمة مثل مارلين مونرو هي الأكثر تأثيراً وجاذبية لسنوات.
ويشير الكتاب كذلك إلى حملات التنمر التي تعرضت لها بعض النجمات في ظروف معينة، هددت بفقدانهن لصورة الجسد المثالي.
وترى الباحثة أن الإعلانات التلفزيونية وأغنيات الفيديو كليب، ساعدت كذلك على تنميط صورة لجمال المرأة، حيث استعملت المرأة كأداة للجذب، وكطعم لتشجيع الاستهلاك.
وأوضحت: "بالتالي عززت هذه الإعلانات والكليبات الصورة النمطية السائدة عن المرأة، بينما سعت برامج تلفزيون الواقع إلى تهديد القيم الاجتماعية السائدة".
وتعرض الكتاب للمحتوى الصحفي لبعض المواقع الإلكترونية التي تهتم بصورة الجسد، سعياً للحاق بما يسمى "التريند"، ما ينتج عنه أمراض ناجمة عن السلوكيات الخاطئة لمحاولات فقد الوزن.
ويعنى الكتاب بموضوع صورة الجسد فيما يسمى بـ"إعلام الواقع"، الذي يؤثر في السلوكيات والمعتقدات، ويركز على دراسات حديثة أظهرت العلاقة بين الإعلام والإدراك السلبي لصورة الجسد، وتأثيرات ذلك على الصحة النفسية والجسمانية للأفراد.
ووفقاً للكتاب، يؤثر عدم الرضا عن صورة الجسد على مجموعة واسعة من الأفراد، رجالاً ونساءً، بما في ذلك أولئك الذين لديهم مستويات منخفضة من تقدير الذات، ومن هم مرضى اضطراب الطعام.
وتتكون صورة الجسد من 4 مكونات رئيسية هي: الإدراك، والمعرفة، والوجدان، والسلوك، والصورة السلبية عن الجسد تكون نتيجة التشوه الإدراكي عندما يفشل الشخص في تحقيق أهداف غير واقعية، كالوزن المثالي، ما يؤدي به إلى حالة عدم الرضا عن الجسد.
ويشير الكتاب إلى أن هناك عوامل تسهم في تطوير هذه الصورة السلبية عن الجسد، أهمها جماعات الضغط الاجتماعي، والدوائر المحيطة، إلى جانب وسائل الإعلام.
ويتضمن دليلاً إرشادياً للتوعية بصورة الجسد، ومقترحا تنفيذيا بإنشاء صندوق لدعم المراهقين، لمواجهة المشاكل المتعلقة بالإدراك السلبي لصورة الجسم.