"الأحلام المشرقية".. كتاب يبرز تأثر الأرجنتيني بورخيس بالتراث العربي
الأرجنتيني بورخيس يعد من أبرز كُتاب القرن الـ20 (1899–1986) وكتب في جميع الأنواع الأدبية، وعُرف بثقافته المتنوعة وانفتاحه على عدة لغات
يصدر قريباً في القاهرة عن دار بتانة طبعة جديدة من كتاب "الأحلام المشرقية.. بورخِس في متاهات ألف ليلة وليلة"، للشاعر والكاتب اللبناني المقيم في فرنسا عيسى مخلوف.
الكتاب يتناول تأثر الكاتب الأرجنتيني بورخيس في التراث العربي، وكيف نجح في أن يصهر المادة التراثية العربية وتيارات الصوفية المشرقية في ثقافته الموسوعية الشاملة ويطبعها بخصوصيته، والتي ميزته عن جميع أدباء أمريكا اللاتينية الذين التفتوا إلى الشرق ونهلوا منه، وفي مقدّمهم الكاتب الكولومبي جبريال جارثيا ماركيز.
والأرجنتيني بورخيس من أبرز كُتاب القرن العشرين (1899–1986)، وكتب في جميع الأنواع الأدبية، وعُرف بثقافته المتنوعة، وانفتاحه على عدة لغات، حيث أجاد الإسبانية والإنجليزية والفرنسية والألمانية.
وعبر مسيرته الأدبية، التي فقد خلالها بصره بالتدريج، تمكن من تحقيق سمعة أدبية كبيرة، واختير في منصب رئيس جمعية الكتاب الأرجنتينيين (1950-1953 م)، وكأستاذ للإنجليزية والأدب الأمريكي (1950- 1955 م)، في الجمعية الأرجنتينية للثقافة الإنجليزية.
وتقلد بورخيس منصب أستاذ للأدب في جامعة بيونس آيرس، والعديد من المناصب المؤقتة في جامعات أخرى، وبدأت شهرته الدولية عندما حصل في عام 1961 على جائزة فورمنتر مشاركة مع صاموئيل بكيت.
وظهرت أول ترجمة لأعماله بالإنجليزية في 1962م، وتبع ذلك جولات في أوروبا ومنطقة الأنديز في أمريكا الجنوبية في سنوات لاحقة، ومنحته إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا وسام الإمبراطورية البريطانية في عام 1965 م.
وحصل بورخيس بعد ذلك على عشرات الأوسمة والتكريمات، وظل على قائمة نوبل لسنوات طويلة، وفي عام 1999 تم إصدار عملة بمقدار 2 بيزو تحمل صورته، بمناسبة 100 عام على مولده.
وقال الشاعر اللبناني عيسى مخلوف، لـ"العين الإخبارية"، إن الكتاب يُظهر حجم تأثر بورخيس بالموروث العربي، وفي مقدمته "ألف ليلة وليلة"، إذ يحتل حيزاً بارزاً في ثقافته.
ويتألف الكتاب من قسمين: الأول يضم دراسة تتناول علاقة بورخس بالموروث العربي والإسلامي، من خلال بعض كتاباته ورموزه وحكاياته، وبالأخص حكايات "ألف ليلة وليلة".
أما القسم الثاني، فهو ترجمة عن الإسبانية لعدد من نصوص بورخس الشعرية والنثرية، التي يحضر فيها ذاك الموروث، وتجدر الإشارة إلى أنً الكتاب المزين بصور فوتوغرافية عدة، سيكون حاضراً في معرض الكتاب المقبل في القاهرة.
يذكر أنه صدر لعيسى مخلوف في بيروت كتب شعرية ونثرية عدة، منها "بيروت أو الافتتان بالموت"، و"عزلة الذهب"، و"عين السراب"، و"تفاحة الفردوس"، و"نجمة أمام الموت أبطأت"، و"الأحلام المشرقية"، و"بلند الحيدرى .. اغتراب الورد".