لم يكن خبر إقالة وزير ما في أي دولة في العالم أشد وقعاً من إقالة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الأسبوع المنصرم.
لم يكن خبر إقالة وزير ما في أي دولة في العالم أشد وقعاً من إقالة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الأسبوع المنصرم.
ومع أنه "يفترض" أن يكون ذلك شأناً داخلياً، إلا أن ردود الفعل كانت عارمة في العالم، وفي الشرق الأوسط بالتحديد، فبعد ثلاثة عشر شهراً وثلاثة عشر يوماً قضاها تيلرسون في سدة وزارة الخارجية، قرر دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الحازم التغريد بإقالة سكرتير الدولة.
خبر الإقالة مرَّ كالزلزال في العالم، حيث خرجت التصريحات من الشرق والغرب، بين مرحِّب ومهنئ، وبين متوجس وخائف من هذا القرار الذي سيشكل -لا شك- فارقاً كبيراً في تعاطي الإدارة الأمريكية مع القضايا الشرق أوسطية في هذه المرحلة المفصلية.
تعيين بومبيو سيكون له تداعيات إيجابية على تطبيق رؤى ترامب وسلبية على المراهنين على تيلرسون الذي سيكون رحيله بداية تطبيق العهد الجديد من السياسة الأمريكية من وجهة نظر الرئيس الحالي بشكل أكثر انسيابية، حيث إن بومبيو يعد من صقور ترامب ومن المتوافقين مع سياساته
وكعادة بعض المتحزبين الذين يربطون أي حدث في العالم لا سيما إن لم يكن متوائماً مع توجهاتهم ومصالحهم، بالمؤامرة الكونية والحرب العالمية على الدين والمعتقد والملة، فقد خرجت تقارير عن كراهية الوزير الجديد مايك بومبيو للإسلام والمسلمين، وأياً كانت صدقية هذه التصريحات في وقت سابق، فإن القضايا السياسية لا يمكن ربطها بالمزاج الشخصي للفاعلين، حيث –إن كان لا بد من العودة بالذاكرة- كان التفاؤل بباراك حسين أوباما الرئيس الأمريكي السابق كبيراً إبان خطبته في جامعة القاهرة، ولم يجنِ العرب من سِنِي أوباما ما يبرر ذلك التفاؤل.
إن وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون لم يقدم خلال فترة عمله ما يشفع لصاحب الوزارة الأرفع في الولايات المتحدة، وبالعكس فقد رسَّخ سياسة التهادن والتغافل، ورغم ما يروج أنه مما يسمى بالأصوات المعتدلة، إلا أنه كان متردداً في التعامل مع كثير من القضايا، ونخص بالذكر قضايا المنطقة، وكان يتعارض مع سياسات ترامب في أحيان عدة، وهو ما جعل الإدارة الأمريكية تبدو منقسمة لا يمكن فهمها.
ورغم الأسباب التي ترِدُ عن أسباب الإقالة والتي تتلخص بالصدامات بالرئيس بخصوص الملف النووي الإيراني، واتفاقية المناخ، إلا أن السبب الأبرز هو عدم كفاءة الرجل القادم من رئاسة شركة نفطية، وليس له أي صلة بالعمل الدبلوماسي والسياسي، بالإضافة إلى علاقاته السابقة بشخصيات ودول أثرت في تعاطيه مع قضاياها.
إن تعيين بومبيو سيكون له تداعيات إيجابية على تطبيق رؤى ترامب، وسلبية على المراهنين على تيلرسون الذي سيكون رحيله بداية تطبيق العهد الجديد من السياسة الأمريكية من وجهة نظر الرئيس الحالي بشكل أكثر انسيابية؛ حيث إن بومبيو يعد من صقور ترامب ومن المتوافقين مع سياساته، وهو ما سيتضح من خلال القرارات المقبلة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة