رواد الأعمال الشباب.. ريادة إماراتية في قطاع الإنتاج الزراعي
بات شباب الإمارات ركيزة أساسية في مسيرة التنمية المستدامة وصناعة المستقبل بعد أن توالت إنجازاتهم في شتى المجالات.
والشباب هم ثروة الوطن التي آمنت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات بطاقاتهم المتجددة وجعلتهم ضمن أولويات أجندتها فأولتهم الاهتمام والرعاية والثقة وقدمت لهم الفرص المناسبة وأهلتهم للمشاركة في اتخاذ القرار، وأثبتوا على الصعيدين المحلي والعالمي بأنهم أهل للثقة.
وحرصت حكومة الإمارات على مساعدة رواد الأعمال من فئة الشباب والاهتمام بمشاريعهم الصغيرة والمتوسطة والتأكيد على دورهم بأن يكونوا إحدى ركائز الاقتصاد الوطني من خلال تقديم الدعم المعنوي واللوجستي لهم، وتتويج هذا الدعم والاهتمام بتعيين وزير دولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة في التشكيل الوزاري الأخير، وهو الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي.
وكان لذلك الاهتمام والدعم لرواد الأعمال الشباب توجه العديد منهم إلى قطاع المال والأعمال والاستثمار، بالإضافة إلى إدارة المؤسسات الاقتصادية، فبرزت الأفكار الشابة الطموحة والمشاريع الرائدة التي ساهمت بصورة كبيرة في تنمية قطاع الاقتصاد في دولة الإمارات وزيادة الإنتاج المحلي وفتح آفاق الابتكار بين الشباب وإيجاد فرص عمل للكثيرين منهم.
ومن القطاعات التي حرص الشباب الإماراتي على الولوج فيها خلال السنوات الأخيرة هو قطاع الإنتاج الزراعي، مما كان له الأثر في الحفاظ على الغطاء النباتي ودعم التنمية الزراعية في الدولة.
وتعتبر الزراعة أحد الأنشطة والمهن التي تميز بها أبناء الإمارات من زمن بعيد لتمتع مناطق عديدة على امتداد دولة الإمارات بالأراضي الخصبة المشجعة على الزراعة، وقد نما هذا القطاع وتطور على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، الذي أعطى بحكمته ورؤيته التنمية الزراعية والأمن الغذائي اهتماما كبيراً باعتبارهما ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في دولة الإمارات.. ومقولته رحمه الله "اعطوني زراعة أعطيكم حضارة".
وقدمت حكومة الإمارات التشجيع والتحفيز للشباب لتطوير مشاريعهم الزراعية من خلال دعم حكومي اتحادي ومحلي ومثل الدعم الحكومي وزارة التغير المناخي والبيئة التي تقدم الدعم اللازم للمزارعين المواطنين عبر اتجاهين الأول مادي من خلال توفير المستلزمات الزراعية بنصف تكلفتها السعرية والثاني تمثل في توفير منظومة واسعة ومتعددة القنوات لعمليات الإرشاد الزراعي التي تستهدف تطوير القدرات والمهارات عند المزارعين وتنفذ ذلك بالزيارات الميدانية للمزارع المحلية وتوعيتهم بالنظم الحديثة والمستدامة، وتشجيعهم على استخدامات التكنولوجيا الحديثة.
وقد استفاد 1925 مزارعا العام الماضي من مواد الدعم التي توفرها الوزارة لتعزيز نمو القطاع والمساهمة في تحقيق أمن واستدامة الغذاء، وشمل الدعم توفير 40 نوعا من مستلزمات الزراعة بنصف تكلفتها الشرائية.
كما تحرص المؤسسة الاتحادية للشباب على تقديم الدعم الكامل للشباب من خلال إطلاق المبادرات التي تخدمهم وفتح آفاق عديدة لهم في المجالات كافة والتي تعد الزراعة واحدة منها، وأبرز مثال على ذلك المبادرة التي أطلقتها المؤسسة مؤخرا بالشراكة مع وزارة التغير المناخي والبيئة والتعاون مع مكتب الأمن الغذائي والمائي مبادرة "سوق المزارعين الشباب" التي شارك فيها عدد كبير من الشباب المهتم بالمجال الزراعي من خلال المنصة التي تعرض منتجاتهم الزراعية وتروج لها أمام الجمهور والجهات الاستثمارية والتمويلية.
وهدفت المبادرة إلى تمكين رواد الأعمال من الشباب في مجال الإنتاج الزراعي واستقطاب تمويلات واستثمارات تساهم في توسعة حجم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وزيادة قدرتها الإنتاجية والتنافسية، بالإضافة إلى تعزيز المهارات وتمكينها من خلال تبادل الخبرات بين المشاركين في السوق.
من جهتها، وفرت الحكومات المحلية الدعم اللازم للشباب من خلال منحهم الأراضي الزراعية، إضافة إلى البرامج والصناديق التي تعتبر حاضنات اقتصادية قدمت لرواد الأعمال المواطنين من فئة الشباب الراغبين دخول عالم المال والأعمال الكثير من التسهيلات والدعم المالي والفني لمشاريعهم وهيأت لهم البيئة الاستثمارية المناسبة من خلال تذليل العقبات والتحديات التي تواجههم ومساندتهم في إطلاق أفكارهم الإبداعية.
واستطاع رواد الأعمال الشباب في الإنتاج الزراعي أن يثبتوا خلال فترات قصيرة ريادتهم في هذا المجال وإصرارهم على مواجهة التحديات والاستمرار.
وتحدث سيف راشد الشحي آل علي صاحب مشروع "فيجي بوكس - VEGGIE BOX" في أم القيوين عن سبب اختياره مجال الإنتاج الزراعي، مؤكدا حبه وشغفه بالزراعة منذ الصغر والذي بدأ باهتمام عائلي في نطاق ضيق إلا أنه مع توفر الفرص والدعم المقدم للمواطن من قبل الحكومة زاد من رغبته بتوفير منتجات زراعية محلية ذات جودة عالية وأسعار تنافسية لنفس نوع المنتجات المستوردة للمستهلك إلى جانب الإصرار على أن يكون له دور في دعم رؤية قيادة دولة الإمارات وأن يكون أحد رواد الأعمال المساهمين في توفير الاكتفاء من الإنتاج الزراعي في السوق المحلي خاصة الخضروات.
وثمن سيف آل علي، الدعم الذي يحصل عليه المواطن الإماراتي سواء كان اتحاديا أو محليا مما كان له دور كبير في نجاح المشروع وتطويره، مشيرا إلى أن وزارة التغير المناخي والبيئة تعمل على تعزيز قطاع الإنتاج الزراعي، وذلك من خلال توفير البذور والأسمدة والمبيدات الحشرية ومستلزمات الزراعة العضوية بأسعار مدعمة مما يساعد ويسهل عملية إنتاج المحاصيل وخاصة الخضروات.
وأضاف أن لدعم حكومة أم القيوين بقيادة الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، دورا في نجاح المشروع لما يقدمه من رعاية لأبناء الإمارة بتوفير الخدمات والمحفزات المشجعة على ريادة الأعمال.
وقال إن برنامج الشيخ سعود بن راشد المعلا لدعم مشاريع الشباب ساهم بشكل كبير في تسهيل المشروع الزراعي الخاص بي من خلال السماح باستصدار التصاريح اللازمة لممارسة النشاط الزراعي والتسويق للمنتجات بصورة قانونية ومنظمة.
من جانبه، أوضح ماجد سلطان الكبيسي أحد رواد الأعمال، أن الزراعة من القطاعات المستدامة والحاجة إليه مستمرة الأمر الذي يشجع الشباب بالاتجاه إلى هذا القطاع والاستثمار فيه، نظرا لأهميته الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ودوره في تحقيق التنوع والأمن الغذائي بدولة الإمارات.
ويعتمد مشروع الكبيسي على زراعة الورقيات في غرف مغلقة ومعقمة باستخدام أنظمة الزراعة المائية بنظام الإدارة اليابانية في الجودة، ومستخدم في تنفيذ مشروعه خبرات يابانية في تصميم وتشغيل نظام الزراعة لضمان جودة عالية في الإنتاج وكفاءة في التشغيل.
ويؤكد رواد الأعمال الشباب أن الزراعة تعتبر من المشاريع الاستثمارية الجيدة ومن الأنشطة الواعدة وتحتاج إلى صبر وإصرار على التحدي والمثابرة في العمل ومتابعة كل ما هو جديد في الزراعة واتباع أحدث الوسائل التي تمكن من نجاح المشروع واستمراريته.