العتيبة للإعلام الأمريكي: خلافنا مع قطر حول مستقبل الشرق الأوسط
مقابلة ليوسف مانع العتيبة، سفير دولة الإمارات لدى أمريكا، مع الصحفي والإذاعي الأمريكي تشارلي روز على قناة "بي بي إس"
قال يوسف مانع العتيبة، سفير دولة الإمارات لدى الولايات المتحدة الأمريكية، في مقابلة مع الصحفي والإذاعي الأمريكي تشارلي روز، على قناة "بي بي إس" الأمريكية، بحضور مايكل موريل، النائب السابق لمدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، إن الخلاف مع قطر يدور حول مستقبل الشرق الأوسط واستقراره ورخاء شعوبه.
وأضاف العتيبة: "إذا سألت الإمارات ومصر والسعودية والأردن والبحرين أي نوع من الشرق الأوسط يريدون أن يروه بعد 10 سنوات من الآن، فإنه سيتعارض بالأساس لما أعتقد أن قطر ترغب في رؤيته بعد 10 سنوات من الآن، وهناك طريقتان للنظر إلى الخلاف مع قطر، هل هذا خلاف دبلوماسي أم هل هو خلاف فلسفي.. أميل إلى الاعتقاد بأن خلافاتنا مع قطر تتجاوز الدبلوماسية، وتميل إلى أن تكون فلسفية أكثر".
وتابع: "ما نريد رؤيته هو حكومات أكثر علمانية واستقراراً وازدهاراً وتمكيناً وقوة، وما رأينا قطر تفعله خلال الـ25 سنة الماضية هو دعم جماعات مثل الإخوان، حماس، طالبان، مليشيات إرهابية في سوريا، مليشيات إرهابية في ليبيا، وهذا اتجاه معاكس تماماً لما نعتقد أن منطقتنا تحتاج للمضي فيه".
وأوضح أن "خلافنا حول المستقبل الذي ينبغي أن يكون عليه الشرق الأوسط، وهذا شيء لم نتمكن من التوافق عليه مع قطر لفترة طويلة، أعتقد أنهم يريدون المزيد من الجماعات مثل الإخوان المسلمين وحماس وطالبان، لا أعتقد أنه من قبيل المصادفة أن داخل الدوحة لديك قيادة حماس، لديك سفارة لطالبان، لديك قيادة الإخوان المسلمين، لديك جماعات تظهر على قناة الجزيرة كل يوم تروج وتشجع وتبرر التفجيرات الانتحارية. والآن لماذا يفعلون ذلك؟ ليس لدينا إجابة".
- وردا على سؤال حول المطالب الرئيسية من قطر، أجاب سفير الإمارات لدى واشنطن:
"إذا رجعنا إلى الوراء لعام 2014 عندما سحبت السعودية والإمارات البحرين سفراءها من الدوحة، بسبب نفس مجموعة الشكاوى، نفس القضايا.. دعم الإرهاب، التدخل في شؤوننا الداخلية، التحريض والاستفزار، وفي نوفمبر/تشرين أول 2014 استضاف العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، اجتماعاً في الرياض، ودعا جميع قادة مجلس التعاون الخليجي، وأجرى محادثات مفتوحة للغاية وصريحة للغاية وأعلن شكواه من القادة القطريين، وفي نهاية الاجتماع وقّعنا وثيقة سميناها "اتفاقية الرياض"، لقد أحضرت نسخة معي، ها هي وعليها توقيع قطر، كانت حول نفس القضايا وقطر تعهدت بوقف دعم الجماعات والأفراد الذين يسببون لنا المشكلات، للأسف كل ما تم توقيعه في هذه الاتفاقية تم خرقه خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لذلك فإن الاستياء الجماعي لهذه الدول الثلاث وصل إلى مستوى جديد، والمطالب المحددة تتوافق مع ما وقّعت عليه قطر في عام 2014".
ومع ذلك قال العتيبة: "نحن مستعدون للجلوس مع قطر غداً والتفاوض على قائمة المطالب الثلاثة عشر، إذا كان القطريون على استعداد لأن يقولوا إنهم مستعدون للتفاوض، وحتى الآن، لم يتمكنوا من قول ذلك، لكننا نريد حلاً، ويجب أن يكون الحل حلاً دبلوماسياً. ولكن الرغبة في إيجاد حل لا تكمن في الرياض، وليست في أبوظبي وبالتأكيد ليست في واشنطن، إنها تقع في الدوحة".
- وحول ما إذا كانت هذه الإجراءات قد اتخذت نتيجة زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمشاركة في قمة الرياض في مايو/أيار الماضي، قال العتيبة:
"بالتأكيد لا.. كان هذا مثل وضع قدر على النار لفترة طويلة جداً، وأخيراً وصل إلى الغليان، إلا أنه وصل إلى الغليان مرتين، مرة منذ 3 سنوات مضت، وتم التعامل مع ذلك، لكن هذه الالتزامات لم يتم الوفاء بها، بل أصبحت أسوأ اليوم، ولقد وصلنا إلى النقطة التي قلنا فيها إننا لا نستطيع أن نعيش هكذا بعد الآن.. لا يمكنك الجلوس حول الطاولة معنا ودعم المجموعات التي تهدد بقتلنا وقتل أطفالنا. لا يمكنك أن تكون داخل الخيمة، وتدعم المجموعات التي تقوّض أمننا".
وأضاف: "إذا كنت ترغب في مواصلة هذه السياسة الخارجية ودعم حماس والإخوان والمليشيات الإرهابية، فأنت حر. لديهم كل الحق في العودة غداً، والقول إننا نرفض هذه المطالب ولا نريد التفاوض، حينئذ، من حقنا أن نقول إننا لا نريد أن تكون لنا علاقة معكم، فمن الصعب عليك أن تأتي وتجبر أي دولة بأن ترتبط بعلاقات مع دولة، حيث لا يعتقدون أن تلك العلاقة ستكون في مصلحتهم، ولدينا 4 دول ترى أن قطر تدعم جماعات تقوضهم وليس الأمر غريباً لأنني كما قلت آنفاً هذا يجري منذ فترة طويلة".
- وعن أدلة دعم قطر لتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، قال سفير الإمارات:
"هناك أدلة على أن قطر دعمت القاعدة في سوريا وهي (جبهة النصرة)، وهي نفس الشيء، لقد دعموا المليشيات الإرهابية في ليبيا، ولا يخفى على العالم أن قطر دعمت جماعات في ليبيا وسوريا والصومال، قبل عام ونصف، اتصل مسؤول أمريكي بارز بمسؤول إماراتي بارز، وكان هدف الاتصال أننا نحتاج لنصيحتكم، كيف يمكننا أن نقنع القطريين بالتوقف عن دعم "النصرة" في سوريا؟ وهذا يخبرنا بشيئين: أولاً.. الحكومة الأمريكية على علم، وثانياً.. الحكومة الأمريكية لا تستطيع منع هذا".
وأضاف: "وبالنسبة لقطر، هذا نمط ثابت من التصرف إنهم يواصلون محاولة تقويض دول مثل مصر والسعودية والإمارات، وليس هناك أي عنصر على الإطلاق لتغيير النظام أو جزء عسكري في هذا، نحن نريد تغيير السلوك ونرحب بالفرصة للجلوس ومناقشة هذا".
- أما عن الخلاف مع إيران، فقال العتيبة:
"الأمر ليس أنها تصدر الثورات، وإنما في دستورها، فهي البلد الوحيد في العالم التي ينص دستورها على مفهوم ترويج وتصدير الثورات، ولقد فعلوا هذا بنجاح كبير في أماكن مثل العراق وسوريا ولبنان والآن اليمن، ووصلوا حتى أفغانستان، وقلقنا هو السياسة التوسعية لإيران وسلوك الهيمنة الإيراني".
وأضاف: "أنا أتحدث معك كدبلوماسي تحتل إيران 3 من جزر دولته حتى اليوم منذ 1971، وهذا ليس نظرياً فنحن نرى بصمات إيران في كل مكان بالمنطقة، وإذا كنت سترسم خريطة لنفوذ إيران قبل 15 عاماً وتعيد رسمها اليوم هذه المنطقة ستصبح أوسع بكثير، لديهم نفوذ أكبر في العراق وفي سوريا وفي لبنان، وجزء من سبب تواجدنا في اليمن هو أن نمنع حدوث هذا في اليمن، فلا نريد أن نرى إيران تنسخ "حزب الله" عبر الحوثي في اليمن".