في ذكرى اغتيال يوسف السباعي.. محمد رياض يكشف أصعب مشاهد "فارس الرومانسية" (حوار)
وصف الأديب العالمي نجيب محفوظ، صديقه الروائي المصري يوسف السباعي بـ"جبرتي عصره".
كان محفوظ الذي منحه القدر موهبة متعددة الأبعاد، من أشد المعجبين بأعمال "السباعي" ويرى أنه نجح في تسجيل أحداث ثورة 1952 في كتاباته الأدبية، من بدايتها حتى نصر أكتوبر/ تشرين الأول 1973.
أثرى يوسف السباعي المكتبة الأدبية، وخزانة السينما المصرية، بأعمال تغازل المشاعر وتلقي بظلال الرومانسية تارة، وتعزز الولاء للوطن تارة أخرى، ومن أبرز وأهم أعماله "نائب عزرائيل، أرض النفاق، رد قلبي، السقا مات، نحن لا نزرع الشوك".
لم يتوقف نجاح وتوهج هذا الأديب الاستثنائي عند الإنتاج الأدبي، حيث شغل العديد من المناصب الإدارية، وحقق نجاحا كبيرا فيها، فقد بدأ حياته ضابطا في سلاح الفرسان، وفي 1952 تم تعيينه مديرا للمتحف الحربي، وفي عام 1967 شغل منصب رئيس تحرير مجلة آخر ساعة، كما تولى منصب رئيس مجلس إدارة الأهرام، وبسبب موهبته الفريدة وقدرته على اتخاذ القرار تم تعيينه وزيرا للثقافة المصرية عام 1973.
وبمناسبة ذكرى وفاة يوسف السباعي، التي تحل في 18 فبراير/ شباط من كل عام، حاورت "العين الإخبارية" الفنان المصري محمد رياض، الذي قدم قصة حياة السباعي كاملة في مسلسل يحمل عنوان "فارس الرومانسية" إنتاج 2003، ومن إخراج صفوت القشيري، وتناول هذا المسلسل مسيرته من البداية حتى مقتله في قبرص عام 1978 .
ما الذي أغراك لتقديم قصة حياة يوسف السباعي في عمل درامي طويل؟
أنا واحد من جمهور الأديب الكبير يوسف السباعي، كان من كبار الأدباء والمثقفين والسياسيين أيضا، فقد تولى منصب وزير الثقافة والإعلام، وأنشأ أشياء كثيرة جدا مثل نادي القصة، ومنظمة الأفروآسيوية.
تميز السباعي بأنه شخصية جادة جدا، وقد منحته الخلفية العسكرية سمات كثيرة من حبه للنظام، كل هذه العوامل شجعتني على خوض التجربة، هذا بالإضافة إلى حبي للشخصية، كان روائيا فريدا، ومن أكثر الأدباء كتابة الذين كتبوا في الرومانسية، ومن أهم رواياته في هذا الاتجاه "إني راحلة" كما صاغ العديد من الروايات الواقعية بشكل رائع مثل "السقا مات".
مسلسلات السيرة الذاتية سلاح ذو حدين.. فهل حاصرك التردد قبل دخول التجربة؟
بالعكس تحمست جدا، كنت أحبه قبل أن تسيطر على عقلي فكرة التمثيل، وعندما تم ترشيحي للدور، قمت بقراءة كل رواياته من أجل التوحد مع الشخصية.
حقق مسلسل "فارس الرومانسية" نجاحا كبيرا وقت عرضه.. في رأيك ما السبب؟
بالفعل حقق العمل نجاحا لافتا، لأنه تناول عصرا مهما في حياة مصر، صحيح، كان الأديب يوسف السباعي، بطل القصة ومحورها، ولكن تم تناول ملامح هذه المرحلة بشكل جيد، وتم رصد الصراعات السياسية بصورة محايدة، كما أن مشهد اغتيال يوسف السباعي في قبرص خلق حالة كبيرة من التعاطف، ودفع الكثيرين للقراءة عن هذه الشخصية الوطنية التي جمعت بين الأدب والسياسة.
حدتنا عن أصعب مشاهد العمل؟
لا أبالغ إذا قلت إن كل مشاهد المسلسل صعبة جدا، الشخصية مثل "السهل الممتنع" قدمتها بكل جوانبها، النفسية والسياسية والاجتماعية، هذا إلى جانب المواصفات الشكلية، كنت حريصا على عدم تقليد الشخصية حتى لا يكون مصير مسلسل "فارس الرومانسية" الفشل، وحمدا لله خرج العمل للنور بشكل متميز، ونال إعجاب الجمهور والنقاد وقت عرضه.
وكيف كان الاستعداد لتجسيد شخصية يوسف السباعي؟
قمت بمذاكرة الشخصية بشكل جيد، ذهبت إلى مكتبة التليفزيون المصري، وشاهدت كل لقاءاته التليفزيونية، والتقيت عددا من أصدقائه، والمعاصرين له، مثل سكرتيره الخاص الذي مدني بتفاصيل مهمة عن حياته، هذا إلى جاني حرصي على قراءة كل رواياته ومقالاته في الصحف.
في رأيك هل ظهر على ساحة الإبداع أديب يحمل نفس سمات يوسف السباعي؟
لكل عصره مبدعوه في كل المجالات، مؤمن بأنه لا يوجد أحد يشبه أحدا، ولكن على ساحة الإبداع ظهر عدد كبير من المبدعين مثل أحمد خالد توفيق وكان كاتبا مؤثرا في جيل الشباب، وأحمد مراد الذي يحمل قدرا كبيرا من الموهبة.
وفاتني القول إن معرض الكتاب الأخير، يؤكد أن لدينا مبدعين في عالم الأدب، وإن الكتاب الورقي استرد عرشه، وانتصر على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل رائع.
ما هي مشروعاتك الفنية القادمة؟
أشارك في الجزء الثالث من مسلسل "المداح " بجانب الفنان حمادة هلال، وسيعرض في رمضان 2023، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور.
aXA6IDE4LjIyMS4yNy41NiA= جزيرة ام اند امز