مصطفى منير لـ"العين الإخبارية": معرض القاهرة للكتاب "عيد قومي".. وأعشق عالم الديستوبيا
من بين مئات المبدعين الشباب المشاركين في معرض القاهرة الدولي للكتاب، يطرح الروائي المصري مصطفى منير 6 روايات تنتمي لعالم الديستوبيا.
اختيار منير لهذا النوع من الكتابة لم يكن سهلا، لكنه وجده الأنسب لاصطياد أفكار غير تقليدية لم يتطرق لها غيره، ما يساعده على التجديد والابتكار.
وتنطلق فعاليات الدورة الـ54 من معرض القاهرة الدولي للكتاب في 25 يناير/كانون الثاني وتستمر حتى 6 فبراير/شباط المقبل في مركز مصر للمعارض الدولية، تحت شعار "على اسم مصر- معا: نقرأ.. نفكر.. نبدع".
"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع الكاتب مصطفى منير، تحدث خلاله عن سبب اختياره للون أدب لا يقبل عليه كثيرون بسبب سوداويته، وأهم أعماله في معرض القاهرة للكتاب 2023.
مصطفى منير كاتب مصري، تخرّج في كلية الألسن، جامعة عين شمس، قسم اللّغة الإنجليزية، ويعمل حاليًا كمخرج إبداعي في مجال الدّعاية والإعلان.
وإلى نص الحوار:
* كم مرة شاركت في معرض القاهرة للكتاب؟
أشارك في معرض القاهرة بشكل منتظم منذ بدأت الكتابة الاحترافية وقد خرجت أول أعمالي للنور في عام 2014، وهناك 5 روايات من أصل 6 أعمال نشرتها صدرت بالتزامن مع فعاليات المعرض.
* ماذا عن أعمالك التي تشارك في معرض القاهرة؟
أشارك في هذا الكرنفال الثقافي الدولي بكل الروايات التي صدرت لي حتى الآن، وأولها كانت "باب" التي نشرت في عام 2014 عن دار الحلم، وركيزتها الأساسية هي الفوبيا والخوف من أشياء مختلفة، كالحقن والنّار والممرضات وغيرها.
تلتها رواية "رهف" التي صدرت في عام 2016، وهي تكشف قصة حياة رهف، البنت الّتي تحولت لقاتلة بسبب قيود المجتمع. ثم رواية "حانة الفوضى" التي خرجت للنور في عام 2017، وتتناول فكرة إنكار الذّات من خلال كاتب شاب يقابل عظماء الكتابة، ويحاول إقناعهم بموهبته وقدرته على الانضمام إليهم بصفتهم صفوة الأدب.
وفي عام 2018 صدرت رواية "قيامة الظل" عن دار بردية بالاشتراك مع دار أجيال، ثم أُعيد نشرها عام 2021 عن دار معجم، ويتناول موضوعها الظّلال وماذا لو تمرّدتْ على البشر بقيادة نبل من الظّلال اسمه كنود.
وبحلول عام 2020 نشرت رواية "تلاوات المحو" عن مركز المحروسة، وتتحدث عن تساقط ملامح أهل المدينة، بعد سقوط كتبهم من السّماء واكتشاف يوم القيامة.
ونشرت في عام 2021 قصة قصيرة بعنوان "سيرة أب يحاول"، وهي الوحيدة في مسيرتي الأدبية حتى الآن وحازت جائزة I read في القصة القصيرة.
وتتناول القصة آخر يوم على كوكب الأرض، وكيف تتفاعل أسرة صغيرة مع الحدث، وحزنهم على قطع حبل العمر فجأة، دون صنع ذكريات تليق بجمال كلمة العائلة.
* حدثنا عن آخر أعمالك الأدبية؟
صدرت لي حديثا رواية "كما يليق بأبٍ يحاول" عن دار الكرمة، وهي رواية خيالية مجنونة تشهد العديد من المطاردات وتتحدث عن العائلة وأديب نوبل الأشهر.
وتدور الرواية حول مواطن مصري عادي تحول فجأة إلى متهم رئيسي في قضية جاسوسية، وبينما يسعى للانتقام من المجاذيب الذين قتلوا ابنه الصغير، ويساعده طبيبه النفسي في البحث عن زوجته التي اختفت في ظروف عجيبة، يصادف رواية غامضة، ويتعرف على خفايا كيان ثقافي مهم، وتنظيم سري غريب، فيلح عليه سؤال متكرر: كيف تعقدت الأمور بهذه الطريقة؟
* هل تنتمي إلى مدرسة بعينها في الكتابة؟
أنتمي إلى عالم الديستوبيا، حيث اجتهد في البحث دومًا عن الأفكار الجديدة التي لم يتناولها غيري أو جرى تناولها بشكل نادر، إذ راودتني دوما فكرة التّجديد ولم تشغلني أبدًا فتنة الاكتفاء بالموجود.
وأعتقد أن الكتابة تبحث دومًا عن كاتبٍ مشغول بتجديدها، تلاعبه كما تشاء، ترفض تجاربه مرّاتٍ، تنصفه مرةً، تشاكسه بالاستحقاق والجوائز والتّنويهات، وفي النّهاية؛ تخضع لرغبته ولأفكاره.
والحقيقة أنا أكتب في فنٍ من فنون الأدب لا يحبه الكثير من القرّاء، بسبب سوداويته واندماجه بالواقع العام وخلّوه من القيم والأخلاق، وطبعًا الابتعاد عن الكتابة النّظيفة، فأنا كاتب ديستوبيا وأحبها كأنها ابنتي.
* لماذا اخترت الديستوبيا أسلوبا لكتاباتك؟
تجبرني الدّيستوبيا كل يومٍ على ضرورة التّعمق في فلسفة الأمور، وتحرمني تساؤلاتها من الخصوصية، وهي الغاية الّتي تجبر عقلي على التّفكير معظم الوقت كي يناقش فكرةً ويبدأ في تفصيصها، ثم التّأكد من قابلية عرضها كخط رئيسي أو محور مهم داخل عملٍ من الممكن أن يرى النّور.
* ماذا تمثل لك المشاركة في معرض القاهرة للكتاب؟
اعتبر المعرض بمثابة العيد القومي لكل المثقفين والقرّاء والكّتاب، ونقطة الانطلاق الحاملة لجسور الثقافة المتبادلة بين دول العالم، عن طريق الكتب العربية أو المترجمة أو الكتب الأجنبية بلغتها الأصلية.
وللمعرض فرحة خاصة تغمر قلبي كل عامٍ، تُعيدني طفلًا متقافزًا بين أجنحة العرض ودور النّشر، طفلٌ يفرح للخصومات والإصدارات وألوان الأغلفة والأعمال الصّعبة الّتي ينتظر وصولها إلى مصر كي يستضيفها بمكتبته أخيرًا.
وسعدت كثيرا باختيار صلاح جاهين شخصية المعرض هذا العام، فهو أول شاعر عامية قرأت رباعياته بعدما سرقتها من مكتبة أبي، وأذكر جيدا غلافها الأزرق وصورته المرسومة وابتسامته الطّفولية، وابتهجت وقتها بسبب مقدرتي على فهم المكتوب، لبراعة چاهين في تطويع اللّغة بسلاسة وخفة ودلع كما يقول دومًا.
* هل شاركت في معارض كتب أخرى غير القاهرة؟
بالطبع، أغلب رواياتي شاركت في معارض كتب عربية مثل الشارقة، الكويت، الرياض، بغداد، وغيرها.
aXA6IDM0LjIzOS4xNTMuNDQg جزيرة ام اند امز