بالفيديو.. من هو يوسف صديق الذي كرمه السيسي؟
صديق لقّب بفارس ثورة 23 يوليو/تموز ومنقذها بعد تحركه مبكرًا عن الموعد المتفق عليه وسيطرته مع قواته على مقر قيادة الجيش.
بعد أكثر من 40 عاما على وفاته، صدق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على منح قلادة النيل لأحد رموز ثورة 23 يوليو 1952، وهو العقيد أركان حرب يوسف منصور صديق عضو مجلس قيادة الثورة، ولكن من هو الرجل الذي كرم السيسي اسمه، الأحد، أثناء حفل تخريج طلاب الكليات العسكرية المصرية؟
بماذا وعد الرئيس المصري ابنة شهيد؟
يوسف صديق أحد الضباط الأحرار، الذي يُطلق عليه فارس ثورة يوليو ومنقذها من الفشل بتحركه مبكرًا عن الموعد المتفق عليه بين قادة الثورة، وسيطرته وقواته على مقر قيادة الجيش بعد إلقائه القبض على قيادات الجيش الملكي قبل تحركهم للقبض على الضباط الأحرار.
وقبل تحركه وبدء مشاركته البطولية في الثورة خطب صديق في ضباطه وجنوده قائلا إنهم مقدمون هذه الليلة على عمل من أجل الأعمال في التاريخ المصري، وسيظلون يفتخرون بما سيقومون به تلك الليلة هم وأبناؤهم وأحفادهم وأحفاد أحفادهم.
ويعد صديق هو البطل الذي أنقذ ثورة يوليو من الانتكاسة في اللحظة الأخيرة، وهو الذي نفذ خطة الاستيلاء على قيادة الجيش ومن ثم السلطة بأسرها في مصر في ذلك التاريخ.
ورغم أن تحرك صديق مبكرا بنحو ساعة عن الموعد المحدد أثار خلافا حول تقدير الموقف بينه وبين الزعيم جمال عبدالناصر، إذ كان عبدالناصر يرى في التحرك خطرا على أمن الضباط الأحرار، بينما كان صديق يرى ألا إمكانية للتراجع وأن الرصاصة انطلقت بالفعل ولا يمكن إعادتها، لتثبت الأحداث اللاحقة أن تقدير صديق كان الأوفق، وأنه كان عاملا حاسما في نجاح الثورة.
ولد يوسف صديق في بني سويف، إحدى محافظات الصعيد، في 3 يناير/كانون الثاني 1910، وسط عائلة عسكرية بالوراثة، فوالده وجده عملا ضابطين بالجيش المصري، وبعد تخرجه في المدرسة الثانوية، التحق صديق بالكلية الحربية ليتخرج فيها عام 1933 وتخصص بعد ذلك في التاريخ العسكري وحصل على شهادة أركان الحرب عام 1945.
فور تخرجه في منتصف الثلاثينيات، التحق صديق بالجيش العامل، لكنه دخل ساحة العمل السياسي المتوهج في تلك الفترة، ومال باتجاه الأفكار الاشتراكية وانخرط في منظمات يسارية.
كما شارك في القتال الدائر بالصحراء الغربية مع نشوب الحرب العالمية الثانية، قبل أن يلتحق بالقتال على الجبهة في حرب فلسطين 1948، وهناك قاد كتيبته، واستطاع أن يحتل نقطة مراقبة على خط الدفاع بين المجدل وأسدود، وكان الضباط يطلقون على المنطقة التي دخلها "شريط يوسف صديق".
وفي أحد أيام أكتوبر/تشرين الأول لعام 1951، زار صديق الضابط الراحل وحيد رمضان ليعرض عليه الانضمام إلى الضباط الأحرار، وأطلعه على برامجهم التي كانت تدعو للتخلص من الفساد وإرساء حياة ديمقراطية سليمة فوافق، وأسند تنظيم الثورة إليه قيادة كتيبة مدافع الماكينة الأولى.
في أغسطس/آب 1952، دخل يوسف الهيئة التأسيسية للضباط الأحرار مع محمد نجيب وزكريا محيي الدين، وعقب نجاح حركة الضباط الأحرار دعا يوسف صديق إلى عودة الحياة النيابية.
ورغم دور صديق التاريخي والبطولي فإن التاريخ لم ينصفه وربما يكون السبب الرئيسي وراء ذلك هو خلافه مع الجدل الذي أثير حول الديمقراطية داخل مجلس قيادة الثورة.
توفى صديق في 31 مارس/آذار 1975، وبعدما يزيد على 40 سنة على وفاته، منح السيسي خلال الاحتفال بحفل تخرج دفعة جديدة من طلبة الكليات والمعاهد العسكرية في الكلية الحربية، بحضور رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، وعدد من القادة والسياسيين، الأحد، الراحل يوسف صديق؛ قلادة النيل لتكون بذلك تكريمًا له على دوره البطولي في ثورة يوليو.