لا ينبغي أن يشعر الشباب بالرهبة والخوف من أولئك الكبار الذين يزعمون أنهم يمتلكون الخبرة والمعرفة التي تفوق خبرة ومعرفة الشباب
قمت بإلقاء كلمة قصيرة بالأمس في مؤتمر خاص بالشباب في مدينة لندن، حيث تراوحت أعمار الحضور ما بين 17 و30 عاماً، وكان عدد الجمهور نحو ألف و800 شخص، في اليوم الأول حضرتُ الحفل الافتتاحي وشعرتُ حينها بقدر كبير من الطاقة الإيجابية، كانت الموسيقى صاخبة، وتم عرض أعلام كل الجهات المشاركة.
انتابتني لحظات شعرتُ خلالها بأنه لعلي كنتُ أحضر المؤتمر الخطأ، بمعنى أنه ربما لم يكن من المناسب لي حضور مثل هذا المؤتمر، ولكن عند المساء تناولت العشاء بصحبة المستشارين والمنظِمين الأكبر سناً، وشعرتُ مرةً أخرى بوجود طاقة إيجابية عالية جداً.
كانت فعاليات المؤتمر تدور حول شباب يافعين يعملون معا على إيجاد حلول للمشكلات العالمية المتعلقة بالتعليم والمناخ والقضايا الاجتماعية والفقر، إضافة إلى طيف واسع من المواضيع الأخرى.
قررتُ هذه المرة أن أقوم بإعداد خطابي من منظور مختلف، وأثناء كتابته في اليوم الثاني شعرتُ بأنني أقوم بالمجازفة؛ حيث خططتُ لإخبار مجموعة كبيرة من الشباب ببعض الأفكار الحادة والآراء القاسية
قررتُ هذه المرة أن أقوم بإعداد خطابي من منظور مختلف، وأثناء كتابته في اليوم الثاني شعرتُ بأنني أقوم بالمجازفة؛ حيث خططتُ لإخبار مجموعة كبيرة من الشباب ببعض الأفكار الحادة والآراء القاسية.. وتساءلت: ماذا لو أزعجهم خطابي؟ وماذا لو أخذوا يُطلقون أصوات الاحتجاج والاستياء؟ إن ذلك واردٌ وممكن، وقد حصل من قبل، وبالرغم من ذلك قررتُ المضي قدماً في نهجي الأول المتمثل بالصراحة والصلابة.
وجاء اليوم الذي سألقي فيه خطابي، وجدتُ نفسي أقف على منصة المسرح وجهاً لوجه مع الجمهور، بدأت خطابي قائلاً لهم: إنني قد تأثرت بروح الشباب المفعمة بالحماس والتفاؤل لدى الحضور، وإن الإيجابية التي تتحلون بها وتصميمكم على الإنجاز لشيء تستحقون الثناء عليه، ثم تحدثت عن العلاقة بين الكبار والشباب في اقتصاد اليوم القائم على العولمة.
وقلت لهم: لا ينبغي أن يشعر الشباب بالرهبة والخوف من أولئك الكبار الذين يزعمون أنهم يمتلكون الخبرة والمعرفة التي تفوق خبرة ومعرفة الشباب، وخصوصاً أنكم أيها الشباب تتمتعون بحسن النية والمثالية والحماس، وهذا ما يكفيكم لبدء مسيرتكم في الحياة.
وقلت أيضاً: يجب ألا يؤخر الشباب تنفيذ أفكارهم الصائبة، وألا ينتظروا تقدمهم في العمر كي يبدأوا بالعمل على تحقيق أفكارهم المميزة، لا يوجد وقت مناسبٌ أو محددٌ للبدء، لذلك يجب عليهم البدء الآن.
وفي الختام قلتُ لهم: لا ينبغي أن ينتظر الشباب حصولهم على موافقة ودعم ومباركة الكبار كي يبدأوا بتنفيذ خططهم، بل يتعين عليهم أن يتحملوا مسؤولية حياتهم، وأن يتولوا قيادة زمام أمورهم بأنفسهم.
والمدهش في الأمر أن الجمهور الشاب قد أحب هذه الأفكار وتفاعل معها.
نقلاً عن "الرؤية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة