عام على "طوفان الكرامة".. دعم شبابي وقبلي لطوق نجاة ليبيا
مجموعة أطلقت على نفسها "شباب العاصمة" بدأوا مع تقدم عملية طوفان الكرامة في تنفيذ عمليات نوعية ضد المليشيات الإرهابية في طرابلس
في مطلع أبريل/نيسان 2019 انطلقت احتجاجات واسعة في العاصمة الليبية طرابلس والمدن كافة، وامتلأت الساحات والميادين بالمحتجين الذين عانوا من القمع والاضطهاد والاعتقالات العشوائية على أيدي مليشيات حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.
وطالب المحتجون قوات الجيش الليبي والشرطة بتحمل مسؤولياتهم تجاه الشعب والقيام بواجبهم الوطني في حماية الوطن والليبيين والقضاء على المليشيات الإرهابية ونزع أسلحتها.
وأعرب الليبيون عن استيائهم الشديد من حالة التردي والإذلال وسوء المعيشة والفوضى الأمنية، بسبب سطوة الجماعات المسلحة على مفاصل الدولة والأجهزة الحساسة والمؤسسات الاقتصادية، داخل حكومة فايز السراج المنبثقة عن اتفاق الصخيرات.
و"الصخيرات" هو اتفاق سياسي ليبي شمل أطراف الصراع في ليبيا، وتم توقيعه تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة في مدينة الصخيرات في المغرب بتاريخ 17 ديسمبر/كانون الأول 2015، بإشراف المبعوث الأممي وقتها مارتن كوبلر لإنهاء الحرب.
وتوافقت مظاهرات المواطنين مع تقارير بعثة الأمم المتحدة حول عجز حكومة السراج أمام هذه الجماعات المسلحة، والتي أصبحت تحت سطوتها، مما زاد من معاناة الناس وتفاقمت أزماتهم واستنزفت ثرواتهم دون أدنى تحسن في المتطلبات الأمنية أو الاقتصادية.
وفي ظل هذه المطالبات تحركت طلائع القوات المسلحة العربية الليبية نحو طرابلس لإطلاق عملية "طوفان الكرامة" في 4 أبريل/نيسان 2019، من أجل تحرير العاصمة من قبضة المليشيات الإرهابية.
ونالت العملية العسكرية دعما واسعا من القبائل الليبية، التي لها تاريخ مشرف في مقاومة الاحتلال الإيطالي، حيث سعت القبائل لدعم أبناء الجيش الليبي وشكلت ظهيرا شعبيا قويا وأعلنت مباركتها لـ"طوفان الكرامة"، التي ستحرر ليبيا من سطوة المليشيات الإرهابية.
وفي محيط العاصمة طرابلس خرج أبناء قبائل مدينة ترهونة، التي تعد من بين أكبر الداعمين لقوات الجيش الليبي، وأعلنوا انتفاضهم، مطالبين الجميع بالوقوف أمام المجرمين والقتلة من مرتزقة مسلحين، ورغم سلمية ومدنية مطالبهم إلا أنهم قوبلوا بالرصاص الحي والاعتقال التعسفي من قبل المليشيات.
كما خرجت عدة مناطق مؤيدة للجيش الليبي من داخل طرابلس وعلى رأسها مناطق العزيزية ورشفانة، وهي من أعرق القبائل المعروفة تاريخيا بالسبع طبول لمقاومتهم الاستعمار في العصور الماضية، كما أعلنت مديرية أمن النواحي الأربعة (سوق الخميس امسيحل، سوق السبت، السبيعة-سيدي السايح، قصر بن غشير) تأييدها للجيش الليبي.
وبدأ الموالون للجيش الليبي الذين عرفوا أنفسهم بأنهم "شباب العاصمة" في تنفيذ عمليات نوعية ضد المليشيات الإرهابية في طرابلس.
ومؤخرا مع تقدمات الجيش الليبي لمناطق جديدة ظهرت قوات أخرى موالية للجيش، من بينها قوات "حماية أبوسليم" وهي إحدى أشهر الأحياء المؤيدة لعملية طوفان الكرامة.
وزادت المليشيات من تضييق الخناق على المناطق المؤيدة للجيش الليبي والرافضة لهيمنتها مثل أبوسليم والهضبة وفشلوم، وبدأت في تنفيذ اعتقالات من المنازل وتفتيش الهواتف المحمولة.
ولا تزال عالقة في أذهان أبناء منطقة أبوسليم مجزرة "غرغور" التي نفذتها الجماعات المسلحة، حين تجمع عدد من المصلين العزل أمام مسجد القدس وسط طرابلس للتظاهر سلمياً، مطالبين بتطبيق قراري المؤتمر الوطني العام 27 و53 بخصوص إخلاء العاصمة من جميع التشكيلات المسلحة.
ذلك المشهد الدموي الذي أسفر عن سقوط 47 ضحية و518 جريحا ظل محفورا داخل ذاكرة أبناء منطقة أبوسليم وغيرهم من أبناء طرابلس، الذين بادروا برصد تحركات المليشيات الإرهابية ونفذوا عمليات نوعية ضدها بمنطقة صلاح الدين وفي مدينة جنزور بالجزء الغربي من العاصمة.
كما أعلن أبناء منطقة أبوسليم وغيرهم أنهم سيستهدفون كل قادة المليشيات الإرهابية في طرابلس وأذنابهم، وأنهم سيتتبعون وجودهم في العاصمة حتى يرحلوا عنها أو يلقوا مصرعهم.
وعول الجيش الليبي على "شباب العاصمة" في تسهيل مهمته للقضاء على الإرهاب والسيطرة على طرابلس.
وخرج المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة بعدد من البيانات التعبوية التي تناشد هؤلاء الشباب التنسيق مع الأطباء بالمستشفيات وإعداد أخرى ميدانية، وضرورة تسهيل حركة الوصول إلى المستشفيات الميدانية، ووضع حراسة على مداخلها ومخارجها.