نبش قبور واغتصاب نساء.. الشباب ترد على هزائمها بالانتقام من الصوماليين
في سيناريو أشبه بذلك الذي شهده العراق إبان سيطرة تنظيم داعش على أجزاء كبيرة من البلد الغني بالنفط، كان الوضع في الصومال لا يختلف كثيرا.
فرغم أن حركة الشباب كانت أقدم كثيرًا من تنظيم "داعش" إلا أن "إرهابهما" للبلدين اللذين تمركزا فيهما، كان متطابقًا إلى حد كبير؛ ففيما سيطر تنظيم "داعش" الإرهابي في عصره الذي يوصف بـ"الذهبي" على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا، ضمن محاولات الحثيثة لبناء "دولته" المزعومة، كان الصومال يعاني بالفعل من تغلغل حركة الشباب الإرهابية في مفاصل البلد الأفريقي، أملا في بناء "دويلتها" هي الأخرى.
إلا أن ذلك الوضع لم يكن وجه التشابه الوحيد بين البلدين؛ بل إن دور العشائر والقبائل فيهما كان يعتبر متطابقًا إلى حد كبير؛ فبينما ساعدت العشائر بغداد وجيشها على النهوض مجددًا في وجه "داعش"، كان رجال العشائر في الصومال والذين يعرفون تضاريسها أفضل من الجيش الوطني ولديهم دافع أكبر للقتال، على موعد مع مساندة القوات المسلحة في بلادهم، لاستعادة الدولة الوطنية من براثن حركة الشباب الإرهابية.
صفحات "مشرفة"
وفي هذا الإطار، سجلت صفحات المعارك ضد مسلحي "الشباب" والتي جرت على أرض الصومال مشاركة وصفت بـ"المشرفة" لرجال العشائر الذين وضع الرئيس حسن شيخ محمود فيهم ثقته، مما دفع الحركة الإرهابية ومعاونيها إلى محاولة الانتقام.
وتعددت سبل الانتقام بين اغتصاب النساء، وتجنيد الأطفال، و"تكفير" الصوماليين، وقطع رؤوس الأبرياء، بحسب وكالة الأنباء الصومالية، التي قالت إن "مليشيات الشباب" المرتبطة بتنظيم القاعدة، نفذت العديد من الجرائم ضد السكان المحليين في المناطق التي سيطرت عليها في السنوات الـ15 الماضية.
وبحسب "سونا"، فإن تلك العناصر المسلحة ارتكبت جرائم القتل والتشريد، والتهديد في المناطق المحررة من محافظات شبيلي الوسطى، وهيران بولاية هيرشبيلي، وغلغدود بولاية غلمدغ.
وأشارت إلى أن وسائل الإعلام الحكومية رصدت تنفيذ "مليشيات الشباب عملية الإعدام ضد أحد المسافرين"، مؤكدة أنه "عند دفنه من قبل السكان المحليين، أمروا بنش القبر، ونقله إلى مكان آخر".
انتقام من السكان
وروى السكان المحليون أن الخوارج كانت تستبيح المحرمات، من مثل تعاطي المخدرات، واغتصاب النساء، وتجنيد الأطفال، وتكفير الصوماليين، وقطع رؤوس الأبرياء.
وتقول وكالة الأنباء الصومالية، إن "الخلايا الإرهابية عادة ما تنتهك حرمات العلماء، إذ قامت سابقا بنبش جثث العلماء في المناطق التي سيطرت عليها في السنوات الماضية"، مشيرة إلى أنه "عندما اشتدت وطأة تلك المليشيات في جنوب ووسط البلاد، هب الجيش الوطني لرفع معاناة الشعب، واستعادة القرى الريفية من براثن حركة "الشباب".
حرق منازل
ومن بين جرائم حركة الشباب الإرهابية بحق المواطنين والسكان المحليين، ما أقدمت عليه يوم الإثنين، من إحراق منازل قرية كاملة في محافظة هيران وسط الصومال.وقال مسؤول محلي صومالي، إن حركة الشباب هاجمت قرية تابعة لمديرية محاس، في محافظة هيران وسط البلاد، وأحرقت جميع منازل المديرية البالغة نحو 300 منزل.
من جانبه، قال عمدة محاس، مؤمن محمد حلني، إن "القرية تقع على الخط الحدودي بين محافظتي هيران وجلجدود، وتبعد 35 شمال شرق المديرية، وكان الهجوم مباغتا"، مشيرًا إلى أن مواجهات بين القوات المحلية والإرهابيين أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى قبل سيطرتهم على القرية وردم البئر وحرق المنازل وفرار جميع السكان من المنطقة.
وأوضح حلني أن تحديات فنية أدت إلى عدم إحباط الهجوم، وخاصة وأن مسلحي حركة الشباب شنوا الهجوم من مناطق بولاية غلمدغ التي لا تقع تحت سيطرة هيران.
وشهدت مديرية محاس الأسبوع الماضي هجوما داميا بسيارتين مفخختين تبنته حركة الشباب أسفر عن سقوط نحو 70 قتيلاً وجريحا، فيما نجح الجيش الصومالي بالتعاون مع المقاومة الشعبية في تطهير 95% من مناطق محافظة هيران من حركة الشباب خلال النصف الأخير من العام الماضي.
هجمات مباغتة
وتلجأ حركة الشباب حاليا إلى تنفيذ هجمات مباغتة والاختطاف ونصب الكمائن لحركة النقل إضافة إلى تنفيذ الهجمات الانتحارية وأعمال إجرامية انتقامية.
وتعرضت مليشيات "الشباب" لهزائم متلاحقة منذ انتخاب حسن شيخ محمود رئيسا للبلاد في مايو/أيار الماضي؛ ففقدت مرتكزاتها، ومناطق قوتها في إقليمي شبيلي الوسطى، وهيران، لتبدأ تاريخًا جديدًا من الانحسار بلا رجعة، فيما الحكومة الفيدرالية ماضية في طريقها لتصفية المتمردين.
وتقول وكالة الأنباء الصومالية، إن قدرة الجيش وأجهزة الأمن والمخابرات الوطنية، و"انطلاقة الثورة الشعبية"، مكنت القوات المحلية من تحييد والتقليل من شوكة مليشيات حركة الشباب الإرهابية.
aXA6IDMuMTM1LjIwMC4xMjEg
جزيرة ام اند امز