نحو حلم غاب 20 عاما.. مدرب ناشئي منتخب اليمن يتعهد بإنجاز تاريخي جديد
يمتلك قيس محمد صالح مدرب اليمن للناشئين، شعبية كبيرة للغاية في بلاده، وهو صانع الفرحة الأولى والإنجاز الوحيد للكرة اليمنية في المحافل الدولية.
كان سعيد قاد منتخب الناشئين للفوز بلقب بطولة كأس غرب آسيا في نسختها الثامنة، والتي احتضنتها السعودية ليعود مؤخرا في مهمة تحقيق ذات الإنجاز.
الجماهير اليمنية ما زالت تُعوّل على المدرب قيس صالح لتكرار الإنجاز التاريخي والحفاظ على اللقب، حين يشارك ناشئو اليمن في النسخة الجديدة من بطولة غرب آسيا، التي ستقام أواخر يونيو/حزيران الحالي في الأردن.
وفي خضم استعدادات "الأحمر الصغير" للدفاع عن لقبه، أجرت "العين الرياضية" حوارا مقتضبا مع المدرب اليمني قيس محمد صالح، للوقوف على مدى استعداد منتخب الناشئين للحفاظ على اللقب وتكرار إسعاد ملايين اليمنيين.
الالتباس في الاعتذار
في وقت سابق مطلع الشهر الحالي، قال قيس سعيد في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" إن منتخب الناشئين تلقى إشعارا من الاتحاد اليمني لكرة القدم بالانسحاب، لكنه أكد في وقت لاحق وقوع لبس مشددا على "أن المنتخب سيشارك للدفاع عن لقبه".
وقبل استعدادات ناشئي اليمن، نشر اتحاد غرب آسيا لكرة القدم جدول المباريات خاليًا من اسم بطل البطولة السابقة، وهو ما أثار استغراب المتابعين، نتيجة عدم مشاركة حامل اللقب.
لكن قيس محمد صالح أوضح أن "منتخب الناشئين لم يعتذر عن المشاركة في البطولة، وما حصل من نشر جدول مباريات البطولة بدون تضمينها فريقنا مجرد التباس فقط".
وأضاف: "هناك لبس من قبل الاتحاد اليمني لكرة القدم في صيغة الرسالة الموجهة إلى اتحاد غرب آسيا، فبدلاً من الحديث عن انسحاب منتخب الشباب، تم ذكر اسم فئة الناشئين، وهذا بحسب حديث مسؤولي الاتحاد".
واستدرك المدرب قيس صالح: "لكن تم تدارك الأوضاع بسرعة، ونحن الآن نعد ترتيبات السفر إلى الأردن للمشاركة، والدفاع عن اللقب والمحافظة عليه".
مرحلة استعداد قصيرة
اعترف مدرب ناشئي اليمن بأن مرحلة الإعداد والاستعدادات للبطولة القادمة كانت قصيرة جدًا، ولم تزد عن 20 يومًا أو أقل.
وقال: "رغم فترة الاستعداد القصيرة إلا أننا عملنا على مضاعفة الجهود، وتكثيف برنامج الإعداد من خلال تدريبات صباحية ومسائية وإجراء 4 مباريات ودية تجريبية في صنعاء".
وأضاف أن "فترة الإعداد رغم قصرها، إلا أننا استطعنا خلالها رفع الجانب البدني والفني إلى مستوى مناسب جدًا".
وشدد المدرب قيس على أنه كان يطمح لأن يكون الاستعداد لمدة 3 شهور على الأقل، لكن الظروف شاءت أن يعسكر الفريق في آخر 20 يومًا قبل البطولة فقط.
أزمة لاعبي منتخب اليمن
خلال فترة ما بين بطولتي غرب آسيا، والتي وصلت إلى 6 أشهر وأكثر، تم استبعاد عدد من لاعبي منتخب الناشئين ممن ساهموا في تحقيق الإنجاز اليمني الكروي التاريخي.
وتعود أسباب ذلك إلى تغيرات فسيولوجية وجسمانية لدى عدد من اللاعبين الناشئين الذين تقدموا بالسن، وباتوا في مرحلة لا تسمح لهم باللعب ضمن هذه الفئة العمرية.
وفي هذا الصدد، يوضح مدرب المنتخب أن استبعاد بعض اللاعبين جاء بعد اكتمال عظمة المرفق عندهم بحسب القوانين، كون هذه العظمة تنمو كل 3 أشهر، وهو شيء طبيعي، ودائما يتم تغيير منتخبات الناشئين ما بين بطولة وأخرى بسبب كبر سن اللاعبين.
وأردف "استطعنا استبدال اللاعبين المستبعدين بلاعبين آخرين نتمنى أن يكونوا عند حسن ظننا وظن الجمهور في شغل مراكز زملائهم المغادرين، ونتمنى أن يقدموا مستوى كبيرا يليق بمستوى المنتخب اليمني وسمعته".
الدفاع عن اللقب
ليس سهلا أن تحرز بطولة إقليمية ودولية مثل بطولة غرب آسيا وتفوز بلقبها، ثم تعود في النسخة التالية وتحقق ذات الإنجاز، غير أن المدرب اليمني قيس صالح لديه إيمان بتنفيذ المهمة كما خطط لها.
ويقول "نحن ذاهبون بهدف المحافظة على اللقب، مع إدراكنا لصعوبة المهمة في ظل تواجد منتخبات قوية في مجتموعتنا وأيضا في المجموعة الثانية، ولكننا سنقاتل بكل ما نستطيع من أجل الحفاظ على اللقب في هذه البطولة، وتقديم صورة مميزة عن اليمن كالصورة السابقة في البطولة الماضية أو أفضل منها".
وأشار إلى حديثه مع لاعبيه والمسؤولين على المنتخب وفي الاتحاد اليمني بقوله "جميعا نسعى إلى أن يحافظ المنتخب على اللقب، وهذه غايتنا".
رسالة للجماهير
تأتي مشاركة منتخب ناشئي اليمن في بطولة غرب آسيا القادمة بالأردن، والدفاع عن لقبه هناك، في ظل نتائج سلبية حققها الفريق الأول في تصفيات كأس آسيا للكبار.
ويرى الشارع الرياضي أن مهمة منتخب الناشئين باتت مهمة وطنية لتحسين صورة اليمن التي ظهرت مع انتكاسة المنتخب الأول في تصفيات كأس آسيا، وهو ما يضاعف المسئولية على الصغار.
لكن المدرب قيس صالح لا يرى في الأمر أي ترابط، ويؤكد أن منتخب الناشئين يسعى دومًا لتقديم صورة جيدة ومتازة عن اليمن وتاريخ اليمن بشكل عام، بغض النظر عن نتائج غيره من المنتخبات الوطنية.
ويضيف: "لسنا متواجدين في غرب آسيا بسبب سوء نتائج المنتخب الأول، الكبار محكومون بظروف معينة وذات خصوصية تختلف عن ظروف منتخب الناشئين، ونحن نسعى للحفاظ على ما قدمناه من صورة طيبة كما قدمناها سابقًا وأفضل؛ لإسعاد كل الشعب اليمني، وليس هناك أية حسابات أخرى".
منتخب اليمن
يربط كثير من اليمنيين إنجاز منتخب الناشئين الحالي بإنجاز فريق الأمل، الذي حقق وصافة كأس آسيا للناشئين عام 2002، لولا ضربات الترجيح التي حرمته من اللقب أمام كوريا الجنوبية، وتأهل إلى كأس العالم في فنلندا عام 2003، وحقق نتائج مشرفة أمام البرازيل والبرتغال والكاميرون.
كما يأمل اليمنيون أن يكرر منتخب الناشئين ما حققه نظيره قبل نحو عقدين من الزمان، وحول هذا يكشف المدرب قيس صالح عن برنامج طويل الأمد لإقامة معسكرات والدخول في بطولات كغرب آسيا وكأس العرب من أجل الاستعداد لتصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم.
واعتبر المدرب اليمني هذا البرنامج الطويل بأنه يهدف من أجل التأهل إلى كاس العالم عبر تصفيات آسيا، وقال: "إن شاء الله نسير عليه وبتوفيق من الله نستطيع تحقيق الأهداف".
مستقبل المدرب
الإنجاز الذي حققه المدرب قيس محمد صالح مع منتخب الناشئين، دفع الكثير من الأندية اليمنية لطلب وده وتدريبها والإشراف عليها فنيا.
لكنه أكد أن مستقبله حاليا مرتبط بمنتخب الناشئين، بقوله: "نسير بنفس الطريق إلى أن نبلغ القمة، وبعد ذلك لكل حدثٍ حديث، وحاليا تركيزنا منصب مع منتخب الناشئين لتحقيق البطولات والإنجازات".
وغادر منتخب الناشئين اليمني يوم الأحد، إلى الأردن للمشاركة في بطولة غرب آسيا تحت 17 عاما في نسختها التاسعة، خلال الفترة من 22 يونيو الجاري وحتى 1 يوليو/تموز المقبل.
aXA6IDMuMTMzLjEwNy4xMSA= جزيرة ام اند امز