«يوتيوب» يسقط في فخ الذكاء الاصطناعي.. مغامرة بالمستقبل

حدث أمر غريب على يوتيوب خلال الأسابيع القليلة الماضية، فبعد تحميل بعض الفيديوهات، لاحظ مستخدموها خضوعها لتعديلات طفيفة، وتغير مظهرها دون تدخل منشئيها في ذلك، وفق تقرير "ذا أتلانتيك".
بات من الصعب أكثر فأكثر التمييز بين الصور ومقاطع الفيديو المصنوعة بالذكاء الاصطناعي، ومع التطورات الأخيرة التي يشهدها يوتيوب تبدو هذه المهمة مرشحة لمزيد من التعقيد في المستقبل.
فقد بلغ حضور تقنيات الذكاء الاصطناعي على المنصة مستوى مقلقا، إذ بدأ المستخدمون يلاحظون مؤشرات تكشف عن تعديلات آلية أدخلت على المقاطع التي يشاهدونها، لكن الأخطر أن صانعي المحتوى أنفسهم لا يتلقون أي إشعار بوقوع مثل هذه التغييرات.
ولاحظ المشاهدون "ظلالاً حادة للغاية"، و"حوافاً حادة بشكل غريب"، ومظهراً ناعماً للقطات يجعلها تبدو "كأنها مصنوعة من البلاستيك".
وتوصل الكثيرون إلى نفس الاستنتاج، وهو أن يوتيوب يستخدم الذكاء الاصطناعي لتعديل الفيديوهات على منصته، دون علم منشئيها.
وكتب فنان وسائط متعددة يُدعى برافو، والذي تتميز فيديوهاته على يوتيوب بـ"لمسة جمالية أصيلة من الثمانينيات" من خلال تشغيلها على جهاز تسجيل فيديو، على ريديت أن فيديوهاته تبدو "مختلفة تماماً عما رُفع في الأصل".
وأضاف، "جزء كبير من سحر الفيديوهات يكمن في مظهر VHS وجودة الفيديو الباهتة المحببة لعشاق هذه الحقبة".
وحجب فلتر يوتيوب هذه الجودة التي تتطلب جهداً كبيراً، وقال صانع المحتوى "من السخيف أن يضيف يوتيوب ميزات كهذه تُغير المحتوى تماماً".
ونشر ريت شول، وهو منشئ محتوى على يوتيوب، فيديو الأسبوع الماضي حول ما يحدث لفيديوهاته القصيرة، ولفيديوهات صديقه ريك بيتو.
وكلاهما يديران قنوات موسيقية شهيرة، بأكثر من 5.7 مليون مشترك إجمالا، وفي الفيديو، يقول شول إنه يعتقد أن "تحسين الذكاء الاصطناعي" يُستخدم - وهي عملية تزيد من دقة الصورة وتفاصيلها - ويشعر بالقلق إزاء ما قد يُوحي به لجمهوره.
وقال: "أعتقد أن هذا سيدفع الناس إلى الاعتقاد بأنني أستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء فيديوهاتي، أو أنها مُزيفة، أو أنني أُقلل من شأني بطريقة ما، سيؤدي هذا حتمًا إلى تقويض ثقة المشاهدين في محتواي".
ويُعدّ التزييف مصدر قلق واسع الانتشار في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث يُمكن توليد الوسائط وتحسينها وتعديلها بجهد ضئيل.
وقد يحتوي الفيديو الذي تعرض للتعديل من يوتيوب، على عمل شخص بذل وقتًا وجهدًا وتحلى بالشجاعة للظهور أمام الجمهور، أو عمل شخص يجلس في سريره يكتب الأوامر ويجمع المقاطع لكسب بعض المال.
وعلى المشاهدين الذين لا يريدون الانخداع بهذا الأخير أن يكونوا الآن على دراية بأدق علامات تعديل الذكاء الاصطناعي.
وبالنسبة لمنشئي المحتوى الذين يرغبون في تمييز أنفسهم عن المحتوى الاصطناعي الجديد، يبدو أن يوتيوب مهتم بجعل المهمة أكثر صعوبة.
وردت شركة غوغل، حين سئُلت عن مصير هذه الفيديوهات، وكتبت المتحدثة باسم الشركة أليسون توه، "نجري تجربة على فيديوهات يوتيوب قصيرة مختارة تستخدم تقنية تحسين الصور لزيادة وضوح المحتوى".
وأضافت "لا تُجرى هذه التحسينات باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي"، لكن هذا بيان غير دقيق بحسب الصحيفة، فليس لـ"الذكاء الاصطناعي التوليدي" تعريف تقني دقيق، ويمكن أن تشمل "تقنية تحسين الصور" أي شيء.
وقالت توه إن يوتيوب "يستخدم تقنيات التعلم الآلي التقليدية لإزالة التشويش والضوضاء وتحسين الوضوح في الفيديوهات".
ومن غير المعروف ما إذا كانت الفيديوهات المُعدّلة تُعرض لجميع المستخدمين أم لبعضهم فقط، إذ تُجري شركات التكنولوجيا أحيانًا اختبارات محدودة للميزات الجديدة.
ويبدو وصف توه مُشابهًا بشكل ملحوظ للعملية التي تُجرى عند إنشاء برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي لفيديوهات جديدة كليًا.
وتستخدم هذه البرامج عادةً نموذج الانتشار، وهو برنامج تعلم آلي مُدرّب على تحسين صورة شديدة التشويش وتحويلها إلى صورة واضحة، ذات حواف حادة ونسيج ناعم.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMiA= جزيرة ام اند امز