"شرطة الإنترنت".. جوجل تعد 10 آلاف موظف لمكافحة التطرف
سوزان ووجسيكي، المديرة التنفيذية ليوتيوب المملوكة لشركة جوجل، قالت إن الجهات الفاعلة السيئة تستغل الإنترنت
تعهدت شركة جوجل بنشر جيش مكون من 10 آلاف موظف من أجل القضاء على التطرف العنيف، والمحتوى الذي يعرض الأطفال للخطر على موقعها لمشاركة الفيديوهات "يوتيوب".
وكتبت سوزان ووجسيكي، المديرة التنفيذية ليوتيوب المملوكة لشركة جوجل، في مقال نشرته صحيفة "ديلي تليجراف"، الثلاثاء، أن "الجهات الفاعلة السيئة تستغل الإنترنت "لتضل أو تتلاعب أو تضايق أو حتى تؤذي الآخرين".
وأعلنت ووجسيكي، الثلاثاء، لأول مرة عن حجم العملية لرصد يوتيوب، ثاني أكبر موقع على شبكة الإنترنت في العالم.
وفي الوقت الراهن، يتعرض "يوتيوب" وغيره من عمالقة الإنترنت وبينهم "فيسبوك" لضغوط كبيرة بشأن وجود المواد الإرهابية والدعاية على مواقعهم في أعقاب 5 هجمات إرهابية شهدتها المملكة المتحدة هذا العام.
ومن المتوقع أن يسلط تقرير رسمي أصدره، الثلاثاء، ديفيد أندرسون، المراجع المستقل السابق لتشريعات مكافحة الإرهاب، المشكلات الضخمة التي واجهها جهاز الأمن الداخلي البريطاني (إم.آي.5) في محاولاته لمراقبة آلاف الإرهابيين المحتملين، والكثير منهم تطرفوا على الإنترنت على أيدي دعاة الكراهية الذين ينشرون تسجيلاتهم المصورة على "يوتيوب" ومواقع أخرى.
وأشارت ووجسيكي إلى أن "يوتيوب" طوّر بالفعل تقنية "تعلم الحاسوب" التي تبلغ عن مقاطع الفيديو المتطرفة العنيفة، وأنها ستنشر نفس التكنولوجيا لتتبع مقاطع الفيديو التي تعرّض سلامة الأطفال للخطر وتنشر خطاب الكراهية.
ولفتت إلى أنه منذ يونيو/حزيران الماضي، راجعت فرق إنفاذ (قانون) تابعة ليوتيوب مليوني مقطع فيديو لمحتوى متطرف عنيف، وتم حذف 150 ألف مقطع فيديو، وتشير التقديرات إلى أن نحو نصف مليون ساعة من المحتوى يتم نشرها على موقع مشاركة الفيديوهات يوميا.
وأوضحت ووجسيكي أن 98% من مقاطع الفيديو التي تم حذفها قد تم الإبلاغ عنها في البداية بواسطة "أنظمة التعلم الآلي"، حيث يجري حذف نصفها تقريبا في غضون ساعتين من التحميل، و70% في غضون 8 ساعات.
وشملت هذه التسجيلات المصورة مشاركات لمتطرفين متعاطفين مع تنظيم "داعش" والجماعات الإرهابية الأخرى، وكذلك متطرفي اليمين المتطرف.
ومن المتوقع أن يشكك تقرير أندرسون في فشل جهاز الأمن الداخلي البريطاني (إم.آي.5) في التعامل مع التحذيرات بشأن منفذ هجوم ساحة مانشستر الانتحاري سلمان العبيدي وواحد على الأقل من منفذي هجوم جسر لندن.
ومن المتوقع أيضا أن يقترح على جهاز الأمن زيادة استخدام تقنية "التنقيب عن البيانات" لمراقبة أنشطة الإرهابيين المشتبه بهم على الإنترنت لمنع الهجمات المستقبلية.
وأكدت ووجسيكي في مقالها أن "يوتيوب" لا يزال "قوة للإبداع والتعلم"، استخدمت لتعزيز التغيير الاجتماعي وتعليم الأطفال. لكنها حذرت من أن بعض الجهات الفاعلة السيئة تستغله لتضلل أو تتلاعب أو تضايق أو حتى تضر الأخرين.
وتابعت "في العام الماضي، اتخذنا إجراءات لحماية مجتمعنا ضد المحتوى العنيف أو المتطرف، نحن نطبق الدروس التي تعلمناها من أجل معالجة محتوى إشكالي آخر، وهدفنا هو المضي قدما خطوة واحدة، الأمر الذي يجعل من الصعب ظهور أو بقاء المحتوى الذي ينتهك السياسة على يوتيوب".
وزادت "تعمل فرقنا بشكل وثيق مع منظمات سلامة الطفل في جميع أنحاء العالم للإبلاغ عن السلوكيات الافتراسية والحسابات إلى وكالات إنفاذ القانون الصحيحة".
واختتمت بالقول: "سنواصل النمو الملحوظ لفرقنا، بهدف جعل إجمالي عدد الأشخاص الذي يعملون في جوجل على معالجة المحتوى الذي قد ينتهك سياساتنا أكثر من 10 آلاف شخص في عام 2018".