زينب العقابي.. الحلم لا يعطله بتر الساق (بروفايل)
حوّلتها الظروف إلى نموذج ملهم لذوي الهمم، ففقدان الشابة العراقية زينب العقابي لساقها لم يحرمها من إكمال حياتها على النحو الذي تريده.
ولم تكتف زينب العقابي بتجاوز أزمتها الشخصية فحسب، بل سعت إلى الوصول لقلوب الكثير والتأثير فيهم.
"زينب" هي من مواليد أغسطس/ آب 1990 في العاصمة العراقية بغداد، بدأت رحلة كفاحها وهي في السابعة من العُمر، حينما تعرضت لحادث أليم كلفها خسارة ساقها.
تعود الواقعة إلى عام 1997 حينما طلبت "زينب" من والدها إصلاح دراجتها الهوائية، وما إن أحضرت له قطعة معدنية وبدأ في الطرق عليها، تبين أنها لغم من مخلفات حرب الخليج الثانية، وانفجرت فيها.
لم تتوقف المأساة عند هذا الحد، فتعرضت الصغيرة لخطأ طبي أجبر المتخصصين في وقت لاحق على اتخاذ قرار بتر ساقها.
من هذه اللحظات، رفعت "زينب" راية التحدي، فبخلاف اعتمادها على الطرف الصناعي، انتقلت إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وفيها درست الصيدلة في جامعة الشارقة، حتى تخرجت بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف.
كما حرصت "زينب" على عرض تجربتها الشخصية عبر منصات التواصل الاجتماعي، فدشنت على موقع "فيسبوك" صفحة "معاق وأفتخر"، وعمدت خلالها إلى دعم ذوي الهمم بأقصى قدر ممكن.
وخرجت تحركات "زينب" عن منصات التواصل الاجتماعي، فبلغ تأثيرها أكبر الفعاليات المحلية والإقليمية والعالمية، منها على سبيل المثال لا الحصر مشاركتها في "تيد إكس بغداد" عام 2014، ومهرجان السلام العالمي المقام في العاصمة العراقية سنة 2015.
وخلال نفس العام، اشتركت الشابة العراقية في ماراثون الإمارات العربية السبع الذي دام 12 يوما، قطعت خلالها مسافة 575 كم، وذهبت عوائده لجهود تأهيل الأطفال من ذوي الهمم.
كما شهدت نفس السنة توقيع "زينب" لعقد مع شركتي "أوتو-بوك" و"ليمبتيش"، وهما من بين كبريات الشركات في مجال تصنيع الأطراف الصناعية.
باتت "زينب" بهذه الخطوة أول سفيرة عراقية وعربية في العالم من ذوي الهمم لشركة "أوتو-بوك"، في إنجاز لم يحققه أحد من قبلها.
وتشارك "العقابي" في فعاليات القمة العالمية للحكومات 2024 التي تستضيفها دبي، حيث تحل ضيفة في جلسة تحت عنوان "نوابغ العرب".
aXA6IDE4LjExNi4yNC4xMTEg
جزيرة ام اند امز