بادو الزاكي.. "زامورا" العرب حارسا ووصيف التونسيين مدربا
بادو الزاكي الحارس التاريخي لمنتخب المغرب والذي فاز بجائزة زامورا كأفضل حارس في القسم الثاني من الدوري الإسباني يحتفل بعيد ميلاده الـ61
يعد بادو الزاكي، حارس مرمى ريال مايوركا الإسباني السابق، من أبرز الأسماء في تاريخ الكرة العربية، نظرا للإنجازات الواسعة التي حققها، سواء مع المنتخب المغربي، أو خلال رحلته الاحترافية في إسبانيا.
الزاكي، الذي يحتفل الخميس بذكرى مولده الـ61، اسم متكرر في جميع الاستفتاءات الرياضية التي تشير إلى أفضل الحراس، واللاعبين بشكل عام، في تاريخ الكرة العربية والأفريقية.
نقطة البداية
بدأ الزاكي مسيرته كلاعب كرة في الدوري المغربي، حيث برز اسمه بقوة مع فريق الوداد الذي لعب له بين عامي 1978 و1986، وحقق معه العديد من الإنجازات.
وكانت أبرز إنجازات الزاكي خلال فترة الوداد المغربي قيادته الفريق للفوز ببطولة الدوري المغربي مرتين عام 1979 و1986.
كما نجح الزاكي في قيادة فريق الوداد إلى الفوز ببطولة الكأس في المغرب عامي 1979 و1981.
مسيرة دولية حافلة
تألق الزاكي مع الوداد جعله عنصرا رئيسيا في المنتخب المغربي بمختلف مراحله.
الزاكي قاد المنتخب المغربي في دورة لوس أنجلوس الأولمبية عام 1984، حيث ودع "أسود الأطلس" البطولة من الدور الأول.
في المقابل، قاد الحارس المميز منتخب المغرب للفوز بالمركز الثالث في كأس الأمم الأفريقية 1980 بنيجيريا، والمركز الرابع في نفس البطولة عام 1986 و1988.
واختتم الزاكي مسيرته الدولية مع منتخب المغرب بالمشاركة في كأس الأمم الأفريقية عام 1992 بالسنغال، والتي ودعها المنتخب من الدور الأول.
المونديال نقطة التحول
وبعيدا عن البطولات العديدة التي شارك فيها، كان كأس العالم 1986 بمثابة البطولة التي مثلت نقطة تحول في مسيرة الحارس المغربي المميز.
الزاكي شارك مع المنتخب المغربي في 3 مباريات بدور المجموعات، وخرج بشباك نظيفة في التعادل السلبي مع كل من بولندا وإنجلترا.
الهدف الوحيد الذي تلقاه الحارس في دور المجموعات كان أمام البرتغال، غير أن المنتخب المغربي نجح في الفوز بالمباراة ليتأهل إلى الدور ثمن النهائي.
التأهل الذي لعب فيه الزاكي دورا كبيرا جعل المغرب أول منتخب عربي وأفريقي يتخطى دور المجموعات في كأس العالم منذ انطلاقها عام 1930.
وعاد الحارس المغربي ليقدم واحدة من أفضل مستوياته في مواجهة ألمانيا الغربية بالدور ثمن النهائي، غير أنه استقبل هدفا وحيدا أقصى "أسود الأطلس" من البطولة.
أفضل لاعب أفريقي
تألق الزاكي في بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1986 وكأس العالم في نفس العام، مكنه من الحصول على جائزة أفضل لاعب أفريقي في هذا العام.
الحارس المغربي تفوق على مواطنه عزيز بودربالة الذي حل في المركز الثاني والكاميروني روجيه ميلا الذي حل ثالثا في الجائزة التي كانت تقدمها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية.
رحلة مايوركا
تألق لافت غير محدود على المستويين المحلي والدولي قاد ريال مايوركا لإبداء الرغبة في التعاقد مع بادو الزاكي في صيف عام 1986، وهو ما حدث بالفعل.
مايوركا الصاعد حديثا إلى الدوري الإسباني في ذلك الحين، استمر في المسابقة خلال الموسم التالي، قبل أن يهبط إلى القسم الثاني في عام 1988.
غير أن تألق الزاكي في موسم الهبوط قاد مايوركا للعودة إلى الدوري الإسباني مباشرةً.
وخلال الموسم الوحيد في القسم الثاني، نجح الزاكي في الحصول على جائزة زامورا لأفضل حارس مرمى في المسابقة، بعدما استقبل أقل عدد من الأهداف.
وفي عام 1991، نجح الحارس المغربي في قيادة مايوركا للتأهل إلى نهائي كأس ملك إسبانيا للمرة الأولى في تاريخه، قبل الهزيمة أمام أتلتيكو مدريد بنتيجة 0-1.
وفي نفس العام، عاد الزاكي إلى الدوري المغربي، ولكن هذه المرة من بوابة الفتح الرباطي، الذي اعتزل فيه عام 1992 عن عمر 43 عاما.
المسيرة التدريبية
بعد اعتزاله بعام واحد، اتجه بادو الزاكي للتدريب من بوابة الفتح الرباطي الذي اعتزل فيه، قبل الانتقال إلى تدريب العديد من الأندية المغربية، على رأسها الوداد المغربي.
الزاكي قاد الوداد في العديد من الفترات المتقطعة، وكانت أبرز إنجازاته الحصول على الدوري عام 2010، وكأس المغرب عام 1998.
العقدة التونسية
وعلى مدار مسيرته التدريبية، عانى بادو الزاكي من عقدة الأندية التونسية في المباريات النهائية.
في عام 1999، قاد بادو الزاكي فريق الوداد للتأهل إلى المباراة النهائية من بطولة كأس الاتحاد الأفريقي، ليواجه النجم الساحلي.
ورغم أنه خسر ذهابا بهدف وحيد، فإن فوزه في مباراة الإياب بنتيجة 2-1 منح اللقب للفريق التونسي.
وفي عام 2009، تأهل الوداد بصحبة الزاكي إلى نهائي دوري أبطال الغرب ليواجه الترجي التونسي.
واستطاع الترجي أن يفوز في المغرب ذهابا بهدف نظيف، قبل أن يتعادلا في تونس بهدف لمثله، ليحصل الفريق التونسي على اللقب.
العقدة التونسية حرمت بادو الزاكي من تحقيق أفضل إنجاز على المستوى التدريبي، وذلك في كأس الأمم الأفريقية عام 2004 في تونس.
المنتخب المغربي تأهل للمباراة النهائية تحت قيادة الزاكي، ولكنه خسر أمام أصحاب الأرض بنتيجة 1-2.