جائزة زايد للاستدامة.. أداة شبابية «ناعمة» لدعم المناخ
تتنوع أدوات دولة الإمارات التي تستضيف فعاليات النسخة الـ28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28، في العمل المناخي لتشمل أدوات يمكن وصفها بـ"الناعمة".
وبرز ضمن فعاليات COP28 التي تحتضنها تلك البقة التي تمثل "درة وواجهة مشرفة" على أرض الإمارات وهي مدينة إكسبو دبي، جانبا من قوة الدولة "الناعمة" في جهود المناخ والاستدامة ومن بينها "جائزة زايد للاستدامة".
وقبل الاستفاضة في الحديث عن تلك الجائزة وأهميتها وقوة تأثيرها من الجدير الإشارة إلى تنوع جهود العمل المناخي والاستدامة في الإمارات لتشمل الخطط والمساهمات الوطنية والعمل الدولي المشترك (COP28 نموذج) بالتوازي مع العمل الشعبي والمجتمعي في منظومة متكاملة تجعل من الإمارات نموذجا عالميا فريدا في جهود حماية وإنقاذ كوكب الأرض.
ويعكس المؤتمر نشاط دولة الإمارات واسع النطاق لتعزيز مشاركة مختلف شرائح المجتمع في دعم العمل المناخي بما يسهم في تحقيق تقدم ملموس وفعال ودائم، استناداً إلى مبدأ احتواء الجميع وضمان سماع أفكارهم وآرائهم الذي يمثل أحد الركائز الأساسية لجدول أعمال COP28.
جائزة زايد للاستدامة
تحافظ قيادة الإمارات على دعم جهود العمل المناخي والاستدامة وفي سبيل ذلك استحدثت شكلا مهما للدعم يشجع أصحاب العمل الرائد في إطار المناخ والاستدامة كوسائل تشجيعية وتحفيزية لمواصلة الجهود والبناء عليها.
وفي هذا السياق كرم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أمس الجمعة الفائزين بـ "جائزة زايد للاستدامة " خلال الحفل الذي أقيم اليوم ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28” الذي تستضيفه دولة الإمارات في مدينة إكسبو دبي.
حضر الحفل عدد من رؤساء الوفود المشاركين في "COP28 " والوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين.
وهنأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الفائزين، مشيداً بجهودهم في دعم الاستدامة ودعاهم إلى مواصلة العمل وتقديم الإسهامات المهمة في هذا المجال.
وأكد رئيس الإمارات أن بلاده "ماضيةٌ في البناء على إرثها الراسخ في مجال الاستدامة"، والذي أرسى ركائزه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
أهمية الجائزة والتحقيز
أشار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الدور المهم لـ"جائزة زايد للاستدامة " في تعزيز جهود التقدم نحو التنمية المستدامة وخدمة البشرية، وتمكين المبتكرين ورواد الأعمال والشباب وتحفيزهم على المشاركة بهدف تسريع إحداث فارق إيجابي لصالح كوكبنا.
وتسعى جائزة زايد للاستدامة كأداة إماراتية تحفيزية مشجعة في العمل المناخي لتحقيق عدة أهداف على رأسها:
- دعم التقدم نحو التنمية المستدامة وخدمة البشرية
- ترسيخ إرث الوالد المؤسس من خلال دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمنظمات غير الربحية والمدارس الثانوية وتكريمها
- الدفع والتحفيز باتجاه إيجاد حلول مستدامة تعالج التحديات المتعلقة بمجالات الصحة والغذاء والطاقة والمياه والمناخ.
تاريخ الجائزة ودعم الشباب
على مدار أكثر من 15 عاماً، أحدثت الجائزة، عبر الحلول المبتكرة التي قدمها الفائزون البالغ عددهم 106 فائزين، تأثيراً إيجابياً في حياة 384 مليون شخص حول العالم.
وتركز جائزة زايد للاستدامة على تعزيز مشاركة الشباب في مجال الاستدامة من خلال فئة المدارس الثانوية العالمية التي تشجع الشباب على أداء أدوار فاعلة في دعم مجتمعاتهم وريادة الاستدامة مستقبلاً.
وأحدث الفائزون بالجائزة في هذه الفئة والبالغ عددهم 47 مدرسة ثانوية عالمية تأثيراً إيجابياً في حياة أكثر من 55,186 طالباً و453,887 شخصاً في مجتمعاتهم المحلية.
وتركز رئاسة COP28 في الوقت نفسه على تعزيز الدور المهم للشباب، من أجل معالجة أزمة المناخ إضافة إلى وضع الشباب في الدولة ضمن أولويات صنع القرار الدولي بشأن العمل المناخي وتمكين الشباب وتطوير مهاراتهم وقدراتهم وتعزيزها، إضافةً إلى دمج قادة الشباب في مفاوضات COP28 وغيرها من المحافل المحلية والدولية الرئيسية التي تقام على مدار العام.
ويشهد COP28 برنامجاً مبتكراً متخصصاً بالموضوعات ذات الصلة يمتد لأسبوعين ويتيح الفرصة لجميع المعنيين تقديم مساهمات إيجابية، في إطار من احتواء المهتمين بالمشاركة في العمل المناخي.
وتمت صياغة هذا البرنامج اعتماداً على المشاورات المفتوحة مع المعنيين كافة، وذلك بهدف تفعيل العمل المناخي، والإسهام في تنفيذ السياسات والحلول التمويلية والتكنولوجية المتوافقة مع الأهداف الأساسية لرئاسة المؤتمر.
معايير اختيار الفائزين
جرى اختيار الفائزين الأحد عشر لدورة هذا العام في شهر سبتمبر/أيلول الماضي بالإجماع من قبل أعضاء لجنة التحكيم بعد إجراء مراجعة دقيقة لجميع المرشحين لتقييم مساهماتهم والتزامهم بتقديم حلول تتسم بالابتكار والتأثير والأفكار الملهمة عبر مختلف فئات الجائزة التي تشمل الصحة والغذاء والطاقة والمياه والعمل المناخي والمدارس الثانوية العالمية.
وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة مدير عام جائزة زايد للاستدامة رئيس مؤتمر الأطراف COP28.. " إنه تماشياً مع رؤية القيادة وتوجيهها، تعمل جائزة زايد للاستدامة منذ أكثر من 15 عاماً على المساهمة في تعزيز التنمية المستدامة الشاملة ودفع العمل المناخي العالمي".
وأضاف أن دولة الإمارات تواصل التزامها بتحفيز العمل للحد من تداعيات تغير المناخ، وتمكين المجتمعات التي تحتاج إلى الدعم، وإحداث تغيير إيجابي في العالم، وخاصة في دول الجنوب العالمي".
الفائزون
ــ ضمن فئة العمل المناخي، فازت شركة "كيلب بلو" من ناميبيا لجهودها الطموحة في زراعة غابات عشب البحر على نطاق واسع في المياه العميقة، ومساهمتها في استعادة التنوع البيولوجي للمحيطات وعزل 100 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي سنوياً، بالإضافة إلى خلق فرص عمل في المجتمعات الساحلية.
ــ وفي فئة الصحة، جرى تكريم منظمة الأطباء للرعاية "DoctorSHARE" الإندونيسية تقديراً لجهودها الرائدة في توفير الرعاية الصحية في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها من خلال مستشفياتها العائمة المحمولة على السفن. وأحدثت المنظمة تأثيراً إيجابياً واسع النطاق من خلال علاج أكثر من 160 ألف مريض.
ــ وفي فئة الغذاء، فازت منظمة "منتدى غزة للزراعة الحضرية وشبه الحضرية" من فلسطين لمساهماتها في دعم القطاع الزراعي في غزة. وتعمل المنظمة غير الربحية على تسهيل الوصول إلى الأغذية المُنتَجة محلياً، وتوفير فرص العمل لنحو 200 امرأة رائدة في مجال الزراعة، ويستفيد منها أكثر من 7000 شخص.
ــ وفي فئة الطاقة، فازت شركة "إغنايت باور" من رواندا لجهودها الكبيرة في توفير الكهرباء بأسعار ميسورة للمجتمعات النائية في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى..وقامت الشركة بتزويد حلول الشراء بنموذج الدفعات الدورية بالاعتماد على الطاقة الشمسية لـ 2.5 مليون شخص وساهمت في تفادي إطلاق 600 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. كما قدمت الشركة حلولاً مبتكرة للري بالاعتماد على الطاقة الشمسية، ووفرت 3,500 فرصة عمل في المجتمعات المحلية.
ــ وفي فئة المياه، فازت منظمة "الماء والحياة" الفرنسية لإسهاماتها في ضمان الوصول إلى المياه النظيفة في المناطق الفقيرة عن طريق تركيب صنابير المياه مباشرة في منازل السكان في المناطق الحضرية.
وأسهمت المنظمة غير الربحية في تسهيل الوصول إلى المياه لـ 52,000 شخص في 27 حياً في 10 مدن، إضافة إلى رفع مستوى الوعي بالممارسات الصحية لـ 66,000 شخص وخفض تكلفة المياه بنسبة 75%.
- شملت قائمة الفائزين بالجائزة في فئة المدارس الثانوية العالمية كلاً من مدرسة الحرية للأداء العالي (بيرو) عن منطقة الأمريكيتين؛ وأكاديمية جواني ابراهيم دان هاجا (نيجيريا) عن منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى؛ والمدرسة الدولية (المغرب) عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ ومعهد نورث فليت تكنولوجي (المملكة المتحدة) عن منطقة أوروبا وآسيا الوسطى؛ ومجمع كورت التعليمي (باكستان) عن منطقة جنوب آسيا؛ ومدرسة بكين 35 الثانوية (الصين) عن منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ.
من جانبه، قال أولافور راغنار غريمسون، رئيس لجنة تحكيم جائزة زايد للاستدامة الرئيس الأسبق لجمهورية آيسلندا: " أظهرت الحلول التي قدمها الفائزون بالجائزة هذا العام مستويات ملحوظة من الابتكار في مواجهة التحديات العالمية الملحة. ونحن على ثقة بأن هؤلاء الفائزين سيؤدون دوراً حيوياً في تحفيز إحداث تغيير كبير في المجتمعات حول العالم وتمهيد الطريق لبناء مستقبل مستدام للجميع، وستلهم جهودهم العمل العالمي نحو تحقيق الأهداف المناخية المشتركة".