مركز الشيخ زايد في بكين.. صرح معرفي لتعلم "العربية" والثقافة الإسلامية
المركز تأسس عام 1994 في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، بعد تبرع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، لتأسيسه عام 1990.
مئات الطلاب والدارسين الصينيين سنوياً من الراغبين في تعلم اللغة والثقافة العربية يلقبون أنفسهم بأسماء عربية عقب التخرج في مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية بجامعة الدراسات الأجنبية في بكين.
نشأة المركز
تأسس المركز في عام 1994 في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين. وتبرع بتكلفة إنشائه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، خلال الزيارة التي قام بها إلى العاصمة بكين في عام 1990، وأصبح المركز مؤسسة تعليمية بارزة لتدريس اللغة العربية في الصين، وصرحاً معرفياً لنشر الثقافة الإسلامية.
وتعد جامعة الدراسات الأجنبية ببكين التي تحتضن المركز (Beijing Foreign Studies University)، أقدم جامعة صينية في تعليم اللغات والثقافات الأجنبية، وقد تأسست عام 1941، وتدرّس لغات أجنبية أكثر من أي جامعة صينية أخرى، إذ بلغ عدد هذه اللغات 64 لغة أجنبية حالياً.
وبالإضافة إلى تدريس اللغات الأجنبية وآدابها وثقافاتها تفتح الجامعة تخصصات أخرى، مثل العلاقات الدولية والتجارة الدولية وإدارة الأعمال والتجارة الإلكترونية والإعلام والقانون والدبلوماسية واللغة الصينية وآدابها، ويزيد عدد طلاب الجامعة حالياً على 7000 طالب بمن فيهم نحو 1000 طالب في الدراسات العليا و1000 طالب أجنبي.
درجات علمية في اللغة العربية
وتأسست كلية اللغة العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين في عام 1958، وكانت أول وحدة تعليمية في الصين تمنح شهادتي الماجستير والدكتوراه في اللغة العربية وآدابها، وتعد الكلية هيئة علمية مهمة في البلاد في تعليم اللغة العربية لأبنائها، وفي دراسة العلوم العربية والإسلامية، وتحول اسم الكلية إلى «كلية الدراسات العربية» في عام 2015.
وقد أعدت الكلية منذ إنشائها حتى الآن أكثر من 1800 كفء في اللغة العربية للصين، يشتغلون في المجالات الدبلوماسية والثقافية والتجارية والإعلامية والتعليمية والأكاديمية، ومنهم بضع وعشرون سفيراً صينياً لدى الدول العربية، مثل السفيرين الصينيين الحالي والسابق لدى الإمارات، وتضم الكلية هيئة التدريس المكونة من 14 عضواً حالياً.
دعم إماراتي
ولقيت أعمال كلية اللغة العربية الدعم الكبير من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي الزيارة التاريخية التي قام بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، للصين عام 1990 تبرع بمنحة كريمة لبناء عمارة حديثة للكلية لينشأ على أساسها «مركز الإمارات لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية»، وقد تم بناء العمارة والمركز في عام 1994, وتبلغ مساحته نحو 4100 متر مربع.
وفي أبريل عام 2007، زار الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، المركز، وأعلن تقديم منحة قدرها مليون دولار باسم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، لدعم أعمال المركز التعليمية والأكاديمية.
وفي مارس عام 2012، زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، المركز وحضر حفل إعادة افتتاح المركز، بعد أن أجريت عليه صيانة وترميمات شاملة بتمويل الحكومة الإماراتية، وتم تغيير اسم المركز إلى «مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية».
مؤلفات وأبحاث
وقد أسهم إنشاء المركز في دفع النشاطات التعليمية والأكاديمية والتبادل الدولي للكلية، حيث بلغ عدد الخريجين من المركز منذ إنشائه عام 1994 حتى اليوم نحو 900 خريج، بين حملة شهادات الدكتوراه والماجستير والليسانس.
وأصدر أساتذة المركز عدداً كبيراً من المؤلفات والترجمات والأبحاث في مختلف الفروع للعلوم العربية بين اللغة والأدب والفكر والمجتمع والسياسة وغيرها، كما استقبل العديد من رؤساء دول وحكومات أجنبية، منهم رؤساء البرتغال وبولندا وأوروغواي، ورئيس وزراء كل من ماليزيا وإثيوبيا وبلغاريا، إضافة إلى شخصيات ثقافية عربية مرموقة مثل أدونيس وسعدي يوسف وجمال الغيطاني ونوال السعداوي وواسيني الأعرج وفراس السواح ومسعود ضاهر، ومحمد علي فرحات وأحمد السيد النجار وغيرهم، كما تنظم في المركز ندوات علمية ومعارض فنية ومسابقات لغوية وأمسيات شعرية وغيرها من الفعاليات الثقافية والعلمية بشكل منتظم.
وقد أصبح المركز مهداً لإعداد الأكفاء الصينيين في اللغة العربية، وقاعدة لإجراء الدراسات في العلوم العربية بفروعها المختلفة، ونافذة لنشر صورة مشرقة للثقافة العربية الإسلامية في الصين، وجسراً لتعزيز الصداقة بين الصين والدول العربية عامة والإمارات خصوصاً.
مشاركة فاعلة في توطيد العلاقات الإماراتية الصينية
وقام المركز بدور مهم في نشر الكتب الإماراتية التي تعرف بتاريخ وإنجازات الإمارات، وترجمتها من وإلى العربية، ومنها ترجمة ونشر كتاب «رؤيتي: التحديات في سباق التميز» للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
وإنجاز ترجمة كتاب «بقوة الاتحاد: الشيخ زايد.. القائد والدولة»، وإنجاز ترجمة كتاب «السراب» للدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وإنجاز تأليف كتاب «التجربة الإماراتية الفريدة في التنمية".
كما يشارك المركز في معارض الكتب في الإمارات، ويشارك في إقامة العديد من الفعاليات الثقافية والفنية، كان من بينها معرض للصور الفوتوغرافية بعنوان «الإمارات في عيون الصينيين»، بالتعاون مع السفارة الصينية في الإمارات والسفارة الإماراتية في بكين.
كما لعب المركز دورا محوريا في التخطيط لإنشاء الجامعة الإماراتية الصينية المشتركة في مدينة ين تشوان الصينية، بالتعاون بين جامعة الإمارات وجامعة الدراسات الأجنبية ببكين، والمشاركة في إنشاء معهد كونفوشيوس في جامعة زايد، كما يحرص طلاب المركز على حضور ندوات علمية في مركز الإمارات للسياسات، ومؤسسة سلطان العويس الثقافية، والمجلس الدولي للغة العربية في دبي وغيرها، ويقدم طلاب المركز سنوياً عروضاً للفنون الإماراتية في حفلات اليوم الوطني التي أقامتها السفارة الإماراتية في بكين.
كما أقام المركز عدة فعاليات ضمن فعاليات عام زايد، من بينها معارض فنية وندوات عن مسيرة الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
aXA6IDMuMTI4LjMxLjIyNyA=
جزيرة ام اند امز