إن يوم زايد للعطاء الإنساني هو يوم نستذكر فيه إنسانية الأب وعطاءه وكرمه.. الأب الذي علّمنا حب عمل الخير ومساعدة الغير
رحم الله رجلاً كان لشعبه أبًا قبل أن يكون حاكماً، زينت هذه الجملة مواقع التواصل الاجتماعي في يوم زايد للعطاء الإنساني والذي يوافق ذكرى وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" في 19 رمضان، فنحن "عيال زايد الخير".
هذه الجملة تحمل كل المعاني التي غرسها الأب الشيخ زايد فينا وبعد مرور 14 عاماً على غيابه جسداً، فإن الأب والمعلم لا يزال حاضراً بيننا بفكره وروحه، إن الشيخ زايد علمنا أن الخير والعطاء قيمة عليا.
زايد الخير هو الإنسان الذي يعلمنا كل يوم أن الرحمة هي دليل عمل وسلوك يومي.. ويكفي لنتعرف على شخص زايد الأب أن نتذكر القصة التي روتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" وتقول: "أذكر أنه في إحدى جولاته أسرعت إليه امرأة وجذبت ذراعه لتحكي له عن مظلمة لها، فآذت بأظافرها يده الكريمة فسالت دماً فاندفع نحوها الحرس وخافت المرأة منهم، ولكن زايد اندفع إليها ليحميها قائلاً: جرح يدي سيبرأ أما جرح قلبها والظلم الذي دفعها لقبض يدي فلن يشفيه أو يبرئه إلا رد الظلم والاستماع إليها ثم أمر بإجابة طلبها على الفور".
الشيخ زايد كان المثال الأروع للتسامح، فأعماله الإنسانية شملت المسلمين وغير المسلمين، فكان هو الرد الأقوى على دعوات الكراهية والتعصب والتطرف، والنموذج الحي للإنسانية في معناه الشامل الذي لا يعرف تعصباً أو تفرقة
إن يوم زايد للعطاء الإنساني هو يوم نستذكر فيه إنسانية الأب وعطاءه وكرمه.. الأب الذي علّمنا حب عمل الخير ومساعدة الغير والوقوف بجانب الجميع في المحن دون النظر لجنس أو دين أو عقيدة أو لون.
إن الشيخ زايد كان المثال الأروع للتسامح، فأعماله الإنسانية شملت المسلمين وغير المسلمين، فكان هو الرد الأقوى على دعوات الكراهية والتعصب والتطرف، والنموذج الحي للإنسانية في معناه الشامل الذي لا يعرف تعصباً أو تفرقة.
فقد امتدت أيادي زايد الخير إلى بقاع الأرض كافة.. فالأب مصدر فخر لأبنائه، وفخرنا بأبينا الشيخ زايد يفوق الحدود، فعندما نذهب إلى أي بقعة من بقاع الأرض وخاصة في الدول العربية والإسلامية.. دائما ما يقال لنا: أنت من "عيال زايد الخير"، وهذا يكفي لتجد الترحاب والمودة من الجميع وتسير وأنت شاهد على مدن بنيت باسم الشيخ زايد وشوارع ومساجد ومستشفيات ومدارس شيّدت على نفقته "رحمه الله".. إنه زايد الخير فخرنا.
الشيخ زايد المعطاء الذي منح أكثر من 90 مليار دولار مساعدات لــ117 دولة في نموذج فريد للعمل الإنساني، وظل أساساً لعمل مؤسسات دولة الإمارات التي احتلت للعام الخامس على التوالي صدارة دول العالم كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية في عام 2017، حيث بلغت تلك المساعدات نحو 19.3 مليار درهم في عام واحد فقط ووصلت إلى 147 دولة في مختلف بقاع الأرض، لتكون شاهدا على أن أبناء زايد الخير ماضون على نهج والدهم في التسابق على العمل الإنساني.
إن الشيخ زايد كان وسيظل أيقونة عالمية في العمل الإنساني، ومسيرة خير زرع حبها في قلوبنا، فقد علمنا أن السعادة في العطاء وخدمة البشرية.. فهو من علمنا أن "الرزق رزق الله والمال مال الله والفضل فضل الله والخلق خلق الله والأرض أرض الله".
رحم الله الشيخ زايد من كان وسيظل لنا خير أب وخير قائد وخير معلم..
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة