الإمارات تحتفي بيوم زايد للعمل الإنساني في عام التسامح.. عطاء بلا حدود
قيادة الإمارات تواصل السير على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لتحتل المركز الأول عالميا كأكبر جهة مانحة للمساعدات
تحتفل دولة الإمارات بـ"يوم زايد للعمل الإنساني"، الذي يصادف 19 رمضان من كل عام الموافق لذكرى رحيل مؤسس الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بمبادرات وفعاليات متنوعة تخلد إرثه الخيري والإنساني، وترسخ عطاءاته ومشاريعه الخيرة حول العالم، وتضع أسسا وخططا لضمان ديمومتها واستمرارها.
- بالفيديو.. الإمارات ملهمة التعايش الإنساني.. التسامح كلمة السرّ
- الأرشيف الوطني في الإمارات يقيّم إصدارات عام التسامح
وسيرا على نهجه، تواصل قيادة الإمارات، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مسيرة الخير، لتحتل الإمارات المركز الأول عالميا كأكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية نسبة إلى دخلها القومي.
ويكتسب هذا اليوم أهمية كبرى هذا العام، كونه يأتي في "عام التسامح"، الذي يجسد أبرز القيم الإنسانية التي تحرص الإمارات على نشرها حول العالم.
وعاما تلو عام لم يعد "يوم زايد للعمل الإنساني" علامة فارقة في تاريخ دولة الإمارات فحسب، بل أضحى محطة بارزة في تاريخ الإنسانية تسجل بحروف من نور ما حققته الدولة منذ عهد المؤسس وحتى اليوم من إنجازات على صعيد العمل الإنساني من خلال المساعدات التي تقدمها- وما زالت متواصلة- حول العالم .
وبلغة الأرقام، بلغ حجم المساعدات التي قدمتها الإمارات بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أكثر من 98 مليار درهم حتى عام 2000، كما وصلت مساعدات دولة الإمارات خلال الفترة من 2013 حتى 2017 إلى 32.01 مليار دولار؛ حيث استفاد منها ملايين الناس حول العالم.
مبادرات مبتكرة
كيفية الاحتفال بهذا اليوم تؤكد نجاح المؤسس في تحويل العمل الإنساني في دولة الإمارات إلى أسلوب حياة وسلوك حضاري تتناقله الأجيال، حيث تشهد الاحتفالات بهذا اليوم كل عام إطلاق مبادرات إنسانية وخيرية مبتكرة وحيوية ونوعية من خلال الآلاف من الفعاليات الحكومية والمجتمعية التي تنظمها المؤسسات العامة والخاصة والأهلية.
في إطار تلك المبادرات، تعتزم جمعية الشارقة الخيرية إقامة أكبر إفطار في العالم في الأردن يضم جميع مكفولي الجمعية في المملكة الأردنية وذلك بمناسبة يوم زايد للعمل الإنساني.
أطلقت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية عدة مبادرات إنسانية داخل الإمارات وفي عدة بلدان صديقة كان الهدف منها السير على نهج المغفور له الشيخ زايد في الأعمال الإنسانية.
وشملت المبادرات داخل الإمارات تنفيذ مبادرة قافلة الشواب لتكريم الرعيل الأول من المؤسسين من الآباء والأجداد الذين عاشوا وترعرعوا على أرض هذا الوطن وأسهموا بصبرهم وكفاحهم في وضع اللبنات الأولى في بناء الدولة العصرية واجتهدوا في وضع اللبنات الأولى لهذا الوطن.
نظمت المؤسسة مبادرة قافلة الشواب الرمضانية من خلال إقامة حفل إفطار جماعي للمسنين والأيتام، وتم توزيع كسوة العيد على الأيتام وتنقلت القافلة في 15 محطة.
أما على صعيد المشاريع خارج الدولة قامت المؤسسة بتنفيذ مشروع مفاطر رمضان في 50 دولة في أنحاء العالم بالتعاون مع عدد من المؤسسات والجمعيات الخيرية في تلك الدول لتقديم المعونات اللازمة وإيصالها للأسر ذات الدخل المحدود في الشهر الفضيل وذلك في إطار التعاون القائم بين المؤسسة ونظرائها في الدول الشقيقة والصديقة بمبلغ تجاوز 1.2 مليون درهم وبلغ عدد الأسر المستفيدة من هذه المفاطر على نطاق كل الدول 86 ألف أسرة.
بدورها تشارك جمعية عجمان للتنمية الاجتماعية والثقافية في "يوم زايد للعمل الإنساني" بالتعاون مع إدارة التوطين والموارد البشرية في عجمان في حملة #تواصلكم _فرحتنا وهي عبارة عن رصيد للهاتف يقدم للعمال إضافة للمشاركة في كسوة عيد مع فريق "كلنا حاضرين" التطوعي.
كما احتفت منطقة عجمان الطبية - تزامنا مع يوم زايد للعمل الإنساني تحت شعار "فوانيس الخير" - بعدد من كبار المواطنين والأيتام ضمن برنامج الفعاليات الرمضانية التي تنفذها بالتعاون مع مؤسسة حميد بن راشد الخيرية ودار رعاية المسنين بعجمان.
ومن أبرز أهداف الاحتفال بهذا اليوم التذكير بأعمال الشيخ زايد الخيرة والإنسانية وأن يتم الاقتداء به وتسليط الضوء على هذه القيم ونشر الوعي بأهمية أعمال البر والخير وتقديم العون والمساعدة إلى الآخرين والمحتاجين.
تاريخ ساطع
بأحرف من ذهب، وكلمات من نور، رفع الشيخ زايد بأياديه البيضاء ومشاريعه الإنسانية اسمه واسم الإمارات عاليا خفاقا في سماء الإنسانية.
وتميز العمل الإنساني منذ عهد المؤسس وحتى اليوم بعدة سمات، من شأنها ضمان استمراريته وتطويره واتساعه، الأولى أنه عمل مؤسسي تقوم على النهوض به العديد من المؤسسات والهيئات العاملة في الدولة ويحسب للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان سعيه إلى استحداث أطر قانونية وتنظيمية تضمن تحويل الخير من منظومة قيمية إلى منظومة مؤسسية متكاملة تتبناها الجهات الحكومية والخاصة.
السمة الثانية شموليته وعمومتيه حيث لا يقتصر فقط على تقديم المساعدات المادية وإنما يمتد أيضاً إلى التحرك إلى مناطق الأزمات الإنسانية والتفاعل المباشر مع مشكلاتها.
السمة الثالثة أنه يمثل بعداً مهماً من أبعاد السياسة الخارجية للدولة، وتظل دائماً قيم الحق والعدل والمساواة والعطاء الإنساني ركائز أساسية في الدبلوماسية الإماراتية منذ قيام اتحاد دولة الإمارات، فالدبلوماسية الإماراتية تعبّر بجلاء دوماً عن مواقف الدولة التاريخية تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية، وتعمل بجد على تجسيد قيم الخير والعطاء الإنساني التي وضعت الإمارات في صدارة الدول الأكثر عطاء على مستوى العالم، كما تحرص دوماً على مد جسور السلام والتعايش السلمي بين الشعوب انطلاقا من نهج يسعى لتحقيق الخير للبشرية جمعاء.
أيادي الشيخ زايد البيضاء
ورابعاً أنه نهج عالمي حيث لا تفرق الإمارات في مساعداتها وإسهاماتها الإنسانية بين الشعوب على أسس عرقية أو دينية أو مذهبية وإنما تمد يدها البيضاء للجميع دون استثناء لأن منطلقها إنساني أولا وأخيرا وهذا ما يكسبها الاحترام ويجعلها عنوانا للخير في العالم كله ويجعل أبناءها محل تقدير وترحيب في أي مكان يذهبون إليه.
وبلغة الأرقام، بلغ حجم المساعدات التي قدمتها الإمارات بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد أكثر من 98 مليار درهم حتى عام 2000، شملت مختلف دول العالم.
أيادي الشيخ زايد البيضاء شملت مختلف نواحي ومجالات الحياة الخيرية والإنسانية والأكاديمية والصحية والتعليمية والسكنية والتنموية، وتعد مئات المشاريع الشامخة أمام الأعين حول العالم والتي تحمل اسم "زايد" خير شاهد، من أبرزها ضاحية الشيخ زايد في القدس، ومدينة الشيخ زايد في غزة، ومؤسسة الشيخ زايد العلاجية في المغرب.
كما شكلت مساعدات ومكارم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أبرز ملامح حبه لوطنه العربي والعالم أجمع، حيث تبرع "رحمه الله" بإنشاء كلية الطب ومستشفى ناصر بمدينة ود مدني السودانية، وفي عام 1972 قرر مساعدة اليمن بإنشاء إذاعة صنعاء وفي عام 1974 قدم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مبلغاً إضافياً قدره مليون و710 آلاف دولار لتكملة مشروع الإذاعة والتلفزيون في اليمن.
وفي مصر ترك المغفور له الشيخ زايد أثراً طيباً حيث تعددت على ضفاف النيل مشاريع كثيرة منها بناء عدد من المدن السكنية السياحية واستصلاح عشرات الآلاف من الأراضي الزراعية، وتكفل بعد حرب أكتوبر عام 1973 بمساعدة مصر على إعادة إعمار مدن قناة السويس "السويس- الإسماعيلية- بور سعيد"، التي دُمرت في العدوان الإسرائيلي عليها عام 67. وتبرع في عام 1990 خلال مشاركته في الاحتفال التاريخي العالمي الذي أقيم في أسوان بجمهورية مصر العربية بمبلغ عشرين مليون دولار وذلك لإحياء مكتبة الإسكندرية القديمة.
وعبر صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي، مولت الإمارات العشرات من المشاريع التنموية في بلدان شتى منها البحرين والمغرب وسوريا والسودان.
كما اهتم الشيخ زايد بمساعدة دول مثل لبنان من خلال مبادرته بنزع الألغام التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي للجنوب وعلى نفقته الخاصة وكذلك اهتم بأن تقوم الإمارات بدور فاعل في عملية إعادة بناء لبنان بعد الحرب فقدمت الدولة المساعدات المالية والهبات والقروض للمشاريع الحيوية والتنموية.
وفي باكستان تقف مدن كراتشي ولاهور وبيشاور شامخة مزهوة بالمراكز الإسلامية الثلاثة التي أقامها الشيخ زايد لنشر الثقافة الإسلامية والعربية بين أبناء باكستان .
ولم تتوقف المشاريع الخيرية الإماراتية في عهد الشيخ زايد على العالم العربي والإسلامي بل امتدت لتشمل حتى العالم المتقدم ففي عام 1992 تبرعت دولة الإمارات بخمسة ملايين دولار لصندوق إغاثة الكوارث الأمريكي لمساعدة منكوبي وضحايا إعصار اندرو.
ويسجل التاريخ مواقف مشرفة للشيخ زايد في نصرة ودعم شعب البوسنة والهرسك خلال تعرضه لأبشع جرائم الحرب في تسعينيات القرن الماضي حيث وجه في 26 أبريل 1993 بتقديم مبلغ 10 ملايين دولار لإغاثتهم من الأوضاع المأساوية.
وفي مايو 1990 تم التوقيع على الاتفاق لإقامة مطبعة إسلامية في العاصمة الصينية بكين بمنحة من الشيخ زايد لدعم أنشطة المسلمين الصينيين ونشر الدعوة الإسلامية.
تواصل العطاء
وسيرا على نهجه، تواصل الإمارات دورها الريادي على مستوى المنطقة والعالم في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية، وينظر العالم اليوم إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بوصفهم من روّاد العمل الإنساني ليس على المستوى الإقليمي فقط وإنَّما على المستوى العالمي أيضاً بما يرتبط بهم من مبادرات إنسانية غير مسبوقة من حيث مضمونها وأهدافها ومداها الجغرافي والنتائج الكبيرة التي حققتها.
وتحافظ الإمارات على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية قياسا إلى دخلها القومي، وتبوأت المركز الأول عالميا كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياسا إلى الدخل القومي لعام 2017، حيث بلغت قيمة مساعداتها 1.31% من دخلها القومي، لتقترب بذلك من ضعف النسبة العالمية المطلوبة، وهي 0.7%، التي حددتها الأمم المتحدة كمقياس عالمي لقياس جهود الدول المانحة.
وتشير نسب المساعدات الإنمائية الرسمية من إجمالي الدخل القومي لدولة الإمارات، إلى منحنى تصاعدي خلال السنوات الـ4 الماضية، حيث تجاوزت النسب بين عامي 2013 و2016 المستهدف المحدد من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فيما وصل حجم التمويل المطلوب للاستجابة الإنسانية عام 2017 إلى 23.5 مليار دولار أمريكي، لمساعدة 141 مليون شخص، بمن فيهم 65.5 مليون نازح قسرا.
وحصلت دولة الإمارات على المركز الأول عالميا، بصفتها أكبر دولة مانحة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة للشعب اليمني لعام 2018، كمساعدات بتنفيذ مباشر، فيما بلغ مجموع المساعدات المقدمة لليمن منذ بداية عام 2018 وحتى الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، 4.56 مليارات درهم "1.24 مليار دولار أمريكي".
وينسجم تقديم هذه المساعدات مع رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالانفتاح على العالم والتفاعل مع قضاياه العالمية.
وضمن توجهات دولة الإمارات الرامية إلى إحداث تأثير إيجابي ملموس لأجل تحقيق الهدف الأسمى للإنسانية، وهو القضاء على الفقر وتحقيق التنمية المستدامة بحلول عام 2030، حيث احتلت الإمارات موقع الصدارة بين دول العالم في بذل الجهود لمحاربة الفقر، وتقديم المساعدات الخارجية للمحتاجين، بمن فيهم الفئات الأكثر ضعفا وهشاشة.
وتسعى حكومة دولة الإمارات للحفاظ على مركزها كأكبر مانح للمساعدات الإنمائية الرسمية في العالم، مقارنة بإجمالي الدخل القومي، من خلال برامج ومبادرات متعددة.
aXA6IDMuMjMuMTAxLjYwIA== جزيرة ام اند امز