الأم نيللي لـ«العين الإخبارية»: جائزة زايد للأخوة الإنسانية ملهمة.. والتسامح أول خطوات بناء السلام (حوار)
رحلة طويلة وشاقّة قطعتها الأم نيللي، الناشطة في حقوق المرأة من تشيلي، لإنشاء مؤسستها "المرأة الصّامدة"، والتي حملت على عاتقها تقديم الدعم للسيدات السجينات، من فترة وجودهن في السجن وحتى مرور عام على إطلاق سراحهن، حتى يتمكّن من بناء حياة جديدة.
وتقديرا لهذه الجهود الاستثنائية كرّمت جائزة زايد للأخوة الإنسانية في دورتها الخامسة "الأم نيللي"، وسط حفل مهيب تزامنا مع الاحتفال باليوم الدولي للأخوة الإنسانية، الذي أقرته الأمم المتحدة بإجماع أعضائها احتفاء بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في أبوظبي في 4 فبراير/ شباط 2019.
عن شعورها بعد تكريمها بالجائزة والتحديات التي تواجهها في عملها ورؤيتها لمستقبل "المرأة الصامدة" تحدثت الأم نيللي لـ"العين الإخبارية"، معبّرة عن سعادتها بتكريمها في دولة الإمارات وشعورها بالامتنان والسعادة والتواضع، لأن الجائزة "تمثل كل النساء في السجن".
وقالت إن الجائزة لها أهمية كبيرة وتدعم عملها وتمنحها رؤية للمستقبل، مستشهدة بكلمة للبابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية "لننبت بذور الأمل".
التحدي الأكبر
وقالت إن "الصمود أمام الألم اليومي الذي تواجهه في قصص حياة كل امرأة مسجونة، هو التحدي الأكبر الذي تحاول التغلب عليه يوميا، فضلا عن العمل مع النساء لعدم الاستسلام للظلم، والحفاظ على رباطة الجأش والهدوء لنقل رسالة مفادها بأنه من الممكن النهوض من جديد، لأن الله يحبهن، ونحن موجودات لدعمهن ومشاركة نضالهن ورغباتهن الصادقة في التعافي".
وأضافت أن من التحديات أيضا النظر إلى النساء في السجن كأشخاص لهم حقوق، بغض النظر عن جرائمهن، فضلا عن تحدي البحث عن الموارد المالية لتوفير الدعم المهني والعلاجي بجودة عالية.
لا أريد العودة أبدًا إلى السجن
وعن اللحظات التي تشعر فيها بالفخر والسعادة، أوضحت أنّها تكون عند رؤية النساء في حرية مع أطفالهن، عندما يقلن "لا أريد العودة أبدًا إلى السجن" و"أحتاج إلى الدعم المهني"، قائلة: "أشعر بالفخر لأن الله لمس قلوبهن ليتخذن خطوة نحو استعادة عائلاتهن وتحمل مسؤولية دورهن كأمهات".
تقبلوا السجينات دون وصمة عار
ودعت "الأم نيللي" جميع فئات المجتمع إلى عدم الحكم على النساء دون معرفة قصصهن، لأن المجتمع أيضًا مسؤول عن إعادة تأهيلهن، موضحة أن النساء في السجن هن نساء فقيرات، وأن قصص حياتهن قادتهن إلى طريق التهميش. وقالت: "لو كنا في مكانهن، قد نكون محرومين من الحرية أيضًا".
وأضافت أن أهم ما يمكن للمجتمع تقديمه للنساء السجينات بعد الإفراج عنهن هو "تقبلهن دون وصمة عار، ومساعدتهن على الصمود أمام الشدائد وتوفير فرص العمل لهن".
رسالة للنساء في السجن
ووجهت رسائل عدة للنساء في السجن بأن "يؤمنّ بقدرتهن على بناء حياة جديدة إذا سمحن لأنفسهن بالحصول على الدعم، وأن أطفالهن ينتظرونهن بحب، وأن بذل الجهود يستحق العناء من أجلهم"، موضحة أنها تؤمن كراهبة أن الروحانيات والشعور بالمعنى ضروريان لتعزيز الكرامة والأخوة الإنسانية.
كلنا يمكن أن نكون بناة سلام
وقالت إن هناك خطوات عدة مهمة لتعزيز الأخوة الإنسانية ومنها أن ندرك جميعا أننا متساوون في الكرامة، فضلا عن التعاطف مع الآخرين، والاحترام والتسامح مع من يختلفون عنا، والإدراك أننا جميعًا يمكن أن نكون بناة سلام، وعدم انتظار الآخرين للقيام بذلك، والقدرة على مسامحة من أخطأ أو أذنب.
aXA6IDMuMTQ3LjcxLjE3NSA=
جزيرة ام اند امز