زينات صدقي.. السادات يرد الروح لـ"عانس السينما المصرية"
الأيام الأخيرة من حياة زينات صدقي كانت مليئة بالألم والشجن؛ إذ تجاهلتها شركات الإنتاج في فترة الستينيات، وعاشت سنوات طويلة بدون عمل.
تسكن الممثلة المصرية زينات صدقي في ذاكرة المشاهد العربي بأدائها الكوميدي المميز، حيث عاشت كي تصنع البهجة بينما كانت حياتها لوحة من الألم والوحدة.
ولدت زينات صدقي، التي مرت ذكرى وفاتها، الإثنين، في حي الجمرك بمحافظة الإسكندرية شمالي مصر، في 4 مايو/أيار 1913، والتحقت بمعهد أنصار التمثيل والخيالة الذي أسسه المسرحي المصري الكبير زكي طليمات.
لم يشعر والدها بمدى حبها للتمثيل، لذا منعها من استكمال دراستها بالمعهد ووافق على زواجها من أول شخص طرق بابه كي يطلب يدها، فتزوجت رغما عنها في سن مبكرة ثم انفصلت سريعا.
منحت تجربة الزواج الفاشلة زينات صدقي القدرة على اتخاذ القرار بعيدا عن محيط العائلة، وقررت العمل بالفن رغم اعتراض أسرتها، وكانت المفاجأة أن بدأت حياتها الفنية كراقصة ومغنية شعبية.
شاءت الظروف أن يشاهدها الفنان الكبير نجيب الريحاني الذي أعجبه أداؤها وعرض عليها الانضمام لفرقته المسرحية، لتبدأ شهرتها وتنتقل إلى عالم السينما، التي قدمت عبر شاشتها أدوار بنت البلد والخادمة سليطة اللسان والمرأة العانس التي فاتها قطار الزواج.
واندمجت زينات في حياتها الفنية ونسيت تماما حياتها الشخصية حتى أطلق عليها النقاد "عانس السينما المصرية" لأنها لم تتزوج إلا مرة وحيدة، كما أن أغلب أدوارها على الشاشة كانت حول أدوار المرأة الباحثة عن الزواج.
ورغم التوهج والشهرة جاءت الأيام الأخيرة من حياة زينات صدقي مليئة بالألم والشجن؛ إذ تجاهلتها شركات الإنتاج تماما في فترة الستينيات، وعاشت سنوات طويلة بدون عمل، والغريب أنها فوجئت بمصلحة الضرائب تطالبها بمبلغ مالي كبير.
ولم يقف أحد من أصدقائها في الوسط الفني بجانبها رغم أن أزمتها مع الضرائب وعجزها عن السداد كانت معلومة للجميع، ولم تجد أمامها سبيلا إلا بيع أثاث منزلها الثمين للخروج من المأزق.
وبعد أن فقدت زينات الأمل في كل شيء، عادت لها الابتسامة من جديد عندما كرمها الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1976 في عيد الفن، كأنه يرد لها الروح من جديد، ومراعاة لظروفها منحها معاشا قدره 100 جنيه وهو مبلغ يعد كبيرا في تلك الفترة.
وبعد مسيرة فنية كبيرة قدمت خلالها ما يقرب من 400 فيلم منها "معبودة الجماهير، ابن حميدو، ظلموني الحبايب، السيرك" أصيبت زينات صدقي بماء على الرئة، ورحلت عن الدنيا في 2 مارس/آذار عام 1978 عن عمر ناهز الـ64 عاما.
aXA6IDMuMTQyLjEyNC4xMTkg
جزيرة ام اند امز