زينة نصار.. ملاكمة تناضل لقبول الحجاب بالمسابقات الدولية
اليوم أصبحت زينة نصار "21 عاما" بطلة ألمانية على مستوى الهواة في فئة وزن الريشة وتحلم بتحقيق المجد الأولمبي
تناضل الملاكمة الألمانية من أصل لبناني زينة نصار كي يصبح الحجاب مقبولاً في المسابقات الدولية، رغم الانتقادات التي تواجهها.
واليوم أصبحت نصار "21 عاماً" والتي اكتشفت الملاكمة النسائية من خلال مشاهدة مقاطع فيديو عبر الإنترنت في سن المراهقة، بطلة ألمانية على مستوى الهواة في فئة وزن الريشة وتحلم بتحقيق المجد الأولمبي.
وقالت من أحد المقاهي في حي كرويتسبرج في برلين حيث ترعرعت، إن مسيرتها تطلبت كل العزيمة التي أمكنها استجماعها.
وأضافت، خلال استراحة بين تدريبات شاقة: "تطلّب الأمر جهداً مضاعفاً ليس لأنني امرأة فحسب بل لأنني محجبة أيضاً".
وتابعت نصار التي دائماً ما تتشارك مع معجبيها على "أنستقرام" صورها: "لكن في النهاية هذا الأمر جعلني أقوى".
وأوضحت مبتسمة: "حلمي هو أن أشارك في دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها طوكيو في 2020، ثم الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس عام 2024".
وهذا الحلم لم يصبح في المتناول إلا في فبراير/شباط عندما عدلت الرابطة الدولية للملاكمة قواعدها للسماح للملاكمات بوضع الحجاب وتغطية أجسادهن بالكامل على الحلبة.
وبالنسبة إلى التصفيات: "أصبحت الآن شروط المسابقة هي نفسها للجميع" وفق ما قالت نصار التي تضع غطاء رأس خلال التدريبات والمنافسات على حد سواء وتغطي جسمها بالكامل.
وأوضحت: "يجب أن نحاسب على أدائنا الرياضي فقط وعدم حصر الأمر في المظهر الخارجي".
وتضم لائحة إنجازاتها 6 ألقاب في فئة وزن الريشة في بطولة برلين، ولقب بطولة ألمانيا عام 2018.
وفي 24 منافسة رسمية، حققت نصار التي تزن 57 كيلوجراماً 18 انتصاراً، بما فيها واحد بضربة قاضية، وهو أمر نادر في فئتها.
وقالت: "طريقتي في الملاكمة غير تقليدية لكنني سريعة جداً، وهنا تكمن نقطة قوتي، مضيفة: "لا يشعر خصومي بالراحة عندما يواجهونني".
لكن لسنوات، لم تستطع هذه الطالبة التي تتخصص في التعليم وعلم الاجتماع المشاركة في منافسات دولية بسبب ملابسها.
وأشارت نصار التي تتكلم العربية أيضاً وتزور لبنان بلد أجدادها باستمرار، إلى أنه لم يخطر في بالها مطلقاً خلع الحجاب من أجل الملاكمة.
وقالت: "لماذا علي أن أفعل ذلك؟ بالنسبة إليّ كان من الواضح دائما أنني سأمارس الملاكمة وأنا أضع حجابي".
لكن النضال لم ينته بعد، فطموحات هذه الملاكمة بالمشاركة في الألعاب الأولمبية مثل طموحات الرياضيات المحجبات الأخريات تصطدم بالانتقادات المستندة إلى وجود قواعد في هذه المنافسات تحظر عرض أي رموز سياسية أو دينية أو عنصرية.
وقالت آني سوغير، رئيسة الرابطة الدولية لحقوق المرأة: "حتى لو سمحت بذلك رابطة الملاكمة، مثلها مثل معظم الاتحادات، فإن الميثاق الأولمبي لم يتغير بعد".
أزياء محتشمة
ورغم الجدل الدائر حول الحجاب في بعض الدول الغربية، فقد بدأت الشركات العالمية للملابس الرياضية تقديم ملابس محتشمة أكثر للاستفادة من سوق "الأزياء المحتشمة" التي تبلغ قيمتها حاليا مئات الملايين من اليورو.
ونصار هي وجه لشركة "نايكي" الأمريكية التي تسوق الحجاب الرياضي منذ ما يقرب من عامين.
وأصبحت هذه الملاكمة الشابة الناشطة بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي مثالاً للشابات المسلمات خصوصاً.
وكتبت في منشور مؤخراً: "إذا أراد المرء أن يصل إلى القمة، فعليه النضال.. اقبلوا التحديات وتجاوزوها.. ولا تنسوا أن تبتسموا".
aXA6IDMuMTM4LjEzNS4yMDEg جزيرة ام اند امز