"يوروفيجن للأغنية" تحرم زيلينسكي من الملايين.. لا مكان "للسياسة"

يحاول الرئيس الأوكراني كسر جدار الحرب بالمشاركة في المسابقة الغنائية الأوروبية "يوروفيجن"، لكن "الممثل الكوميدي" لم يظفر بالتذكرة.

فالمنظمون اعتبروا أن ظهور زيلينسكي في المسابقة النهائية التي ستقام في ليفربول، سيكون "مخالفا للقواعد".

وكان زيلينسكي قد تعهد في وقت سابق بإقامة المسابقة الغنائية في مدينة ماريوبول التي دمرتها الحرب، قبل اتخاذ قرار لأسباب أمنية بالتخلي عن حق أوكرانيا بصفتها الفائز العام الماضي في استضافة هذا الحدث.

وذكرت صحيفة "التايمز" أن "بي بي سي" وهيئات بث دولية أخرى منعت الرئيس الأوكراني من إلقاء خطاب في نهائي المسابقة، التي كان متوقعا أن يحث من خلالها 160 مليونا من الجمهور العالمي على مواصلة دعمهم لبلاده في مواجهة الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.

• زيلينسكي والقطيعة مع الروس.. عقارب الساعة تحرك "يوم النصر"

وأوضحت "التايمز" أن اتحاد البث الأوروبي (إي بي يو)، الذي يتكون من أكثر من مئة هيئة بث والذي يشرف على المسابقة إلى جانب هيئة الإذاعة البريطانية التي تقوم بدور المضيف لها هذا العام، يخشى أن يؤدي خطاب الرئيس الأوكراني إلى تسييس الحدث.

وقال متحدث باسم اتحاد البث الأوروبي: "مسابقة يوروفيجن للأغنية هي عرض ترفيهي دولي، وتحكمه قواعد ومبادئ صارمة أرسيت منذ إنشائه، وفي إطار ذلك تتمثل إحدى الركائز الأساسية للمسابقة في الطبيعة غير السياسية للحدث".

وأضاف المتحدث: "يحظر هذا المبدأ إمكانية إصدار تصريحات سياسية أو أخرى مشابهة كجزء من المسابقة، السيد زيلينسكي طلب إلقاء خطاب على الجمهور في مسابقة يويوفيجن للأغنية، لكن للأسف لا يمكن الموافقة عليه، إذ سيتعارض مع قواعد الحدث".

في المقابل، سلّط اتحاد البث الأوروبي الضوء على قرار التأكد من الظهور القوي للموسيقى الأوكرانية والثقافة والإبداع على مدار التصفيات نصف النهائية والنهائية.

وفي هذا الصدد، أوضح المتحدث أن "ما لا يقل عن 11 فنانا أوكرانيا، بما في ذلك الذين فازوا العام الماضي، أوركسترا كالوش، سيؤدون عروضا".

كما سيظهر 37 موقعا في شتى أنحاء أوكرانيا في بطاقات الأفلام القصيرة التي تقدم كل فنان مشارك قبل صعودهم على المسرح.

خطوة اعتبرها المتحدث نفسه "أفضل طريقة للاحتفال بفوز أوكرانيا في مسابقة يوروفيجن للأغنية، وإظهار أننا متحدون عبر الموسيقى خلال الأوقات الصعبة".

ليست المرة الأولى

وهذه ليست المرة الأولى التي يمنع فيها زيلينسكي من المشاركة في الأحداث الفنية، فسبق أن تقدم بطلب من أجل التحدث في مهرجان "الأوسكار"، وكذلك "تورنتو السينمائي" في سبتمبر/أيلول الماضي، بحسب الصحيفة ذاتها.

وكان زيلينسكي قد دُعي في السابق لإلقاء خطاب أمام منتدى دافوس 2022، وفي الكونغرس الأمريكي والبرلمان البريطاني.

وعن "يوروفيجن" أقرّ أنه كان يفضل استضافة المسابقة في بلد مجاور لأوكرانيا، مثل سلوفاكيا أو بولندا، حتى يتمكن مواطنوه من الحضور.

وقال زيلينسكي لـ"بي بي سي": "أكن احتراما كبيرا للمملكة المتحدة ومجتمعها، إنه بلد رائع. منذ البداية رأيت أنه إذا لم نتمكن من استضافة يوروفيجن يمكن تنظميها في أحد البلدان التي تتشارك حدودا معنا مثل سلوفاكيا أو بولندا، أو أي بلد آخر يمكن لشعبنا الوصول إليه بسهولة.. مكان قريب".

ما هي "يوروفيجن"؟

هي مسابقة غنائية دولية ينظمها اتحاد البث الأوروبي (EBU)، تقام مرة واحدة في السنة، وتستضيفها الدولة الفائزة في النسخة السابقة.

والقصة التي يتم تداولها على نطاق واسع حول أصل "يوروفيجن" تعود إلى تكليف الاتحاد بجمع قارة مزقتها الحرب، حيث نظم مسابقة موسيقية شاركت فيها سبع دول في المرة الأولى، قبل أن يصبح العدد اليوم 40 دولة.