"باتريوت" أم الدبلوماسية.. من ينقذ أوكرانيا؟
هل يمكن أن تحسم صواريخ "باتريوت" حرب أوكرانيا أم أن النزاع بحاجة فعلا للدبلوماسية للتجديف به إلى بر النجاة على الأقل بالنسبة لكييف؟
مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية ترى أن صواريخ باتريوت لن تنجح في إنقاذ أوكرانيا، وأن الدبلوماسية هي وحدها القادرة على تحقيق هذه الغاية.
وقالت المجلة إن "نشر صواريخ باتريوت في أوكرانيا لا يرقى إلى مستوى الأهمية التي يروج لها البعض، نظرا لبيئة التهديد التي تواجهها كييف والتي تشكل تحديات شاقة لنظام باتريوت".
- معاهدة القوات المسلحة التقليدية.. محطات على طريق قرار روسيا
- أزمة أوكرانيا.. هجوم ربيعي بطعم الضربات الخاطفة
تهديدات
ووفقا للمجلة، تواجه أوكرانيا تهديدات تمتد عبر ترسانة الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية، التي تضم طائرات استطلاع مسيرة وطائرات "كاميكازي" إيرانية، وهو ما يجعل من استخدام باتريوت مسألة تكتيكية واقتصادية.
إضافة إلى ذلك، يمكن للطائرات المسيرة استخدام قدرتها على المناورة وأنماط الطيران التي تعانق التضاريس لتظل غير مكتشفة بواسطة رادارات باتريوت، وهو ما يجعل من الصعب على أوكرانيا استخدام صاروخ تصل قيمته إلى 3 ملايين دولار لاعتراض طائرات مسيرة رخيصة الثمن.
وأشارت المجلة إلى أن "أزمة أوكرانيا ستتضح عندما يبدأ مخزونها من الصواريخ الاعتراضية التي تعود للحقبة السوفياتية بالنفاد؛ وهو ما من شأنه أن يجعل من باتريوت منظومة الدفاع الوحيدة عن أوكرانيا ضد التفوق الجوي الروسي".
ورأت أن "الأزمة ستتضاعف عندما تعجز واشنطن عن تزويد كييف بمزيد من صواريخ باتريوت الاعتراضية".
عيوب المنظومة
أولا لأنها سلعة ثمينة، حيث اشترت واشنطن 252 صاروخًا اعتراضيًا من طراز PAC-3 MSE فقط هذا العام للجيش الأمريكي بأكمله، ورغم ريادة نظام "باتريوت" من الناحية التكنولوجية، إلا أنه يظل "عرضة للخطر".
وأوضحت أن نظام رادار "باتريوت" يؤدي إلى الكشف عن موقعه؛ ما يجعله هدفًا مفتوحًا أمام الهجمات الروسية، ما يجعل النظام الصاروخي هذا "خيارًا ضعيفًا" فيما يتعلق بمسألة الدفاع عن الأصول العسكرية لأوكرانيا وشعبها.
وأضافت أنه "بالنظر إلى العيوب التكتيكية والتشغيلية، هناك قيمة استراتيجية مشكوك فيها لواشنطن في إرسال المزيد من أنظمة باتريوت إلى أوكرانيا".
وتقتصر أنظمة باتريوت على تحديد الدفاع عن الأصول الرئيسية وهي مصممة للعمل جنبًا إلى جنب مع الدفاعات الجوية التي تشتبك مع أهداف على ارتفاعات أعلى وأقل.
ودون هذه الإضافات، سيكون لدى باتريوت الكثير من التهديدات للاشتباك وستكون النتيجة إما تغطية غير مكتملة لا تحمي أصولها المدافعة، أو تغطية تنحسر سريعا عندما تنفد صواريخ باتريوت.
وأشارت المجلة إلى أن "إرسال باتريوت إلى أوكرانيا، لن يمكن كييف من ربح الحرب أو منحها يدا عليا في المفاوضات أو استعادة شبه جزيرة القرم أو دونباس، وأقصى ما يمكنها القيام به هو إطالة مذبحة أوكرانيا".
"غروم-2" و"إس-400"
في السياق ذاته، ذكرت مجلة "مليتري ووتش" الأمريكية أن "أوكرانيا لن تتمكن من استهداف القرم حتى إن أرادت ذلك، بسبب الدفاعات الجوية لشبه الجزيرة التي ضمتها موسكو في 2014".
ووفقا للتقرير، لم تتمكن الصواريخ الأوكرانية من طراز "غروم -2" من استهداف شبه جزيرة القرم، بسبب عدم القدرة على تجاوز منظومات صواريخ "إس-400" الروسية.
وقبل أيام، اعترضت الدفاعات الجوية الروسية في شبه جزيرة القرم هجومًا بصاروخين باليستيين أوكرانيين من طراز "غروم-2"، في أحدث محاولة لشن هجمات متعددة على الإقليم من قبل أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة.
وجرى تطوير "غروم-2" استنادًا إلى التقنيات السوفياتية التي ورثتها أوكرانيا من الاتحاد السوفياتي.
وعلى الرغم من عدم دخولها حيز التنفيذ إلا بأعداد محدودة، إلا أنها حلت محل جزء من أنظمة الصواريخ السوفياتية "توكا-يو" في البلاد والتي كانت مسؤولة عن الجزء الأكبر من الغارات على الأهداف الروسية.
ويصل مدى "غروم-2" إلى 500 كيلومتر، وتحمل رأسًا حربيًا يزن 500 كيلوجرام تعمل بالوقود الصلب من قاذفات متحركة توفر إمكانية الإطلاق عبر التنقل.
ودخل "غروم-2" الخدمة منتصف عام 2010، بعد تأخيرات عديدة، وهو صاروخ باليستي قياسي نسبيًا للقرن الحادي والعشرين، لكنه يخلو من السمات الكامنة لصواريخ مثل "إسكندر" الروسي، سواء كانت مسارات منحدرة شبه باليستية ذات ذروة منخفضة أو القدرة على المناورة أثناء الطيران.
وأشارت المجلة إلى أن "الصواريخ الباليستية الأوكرانية ستظل ضعيفة أمام أنظمة الدفاع الجوي الروسية الحديثة، إذ لم تتمكن من تطوير خصائص قادرة على التعامل مع هذا النوع من الأسلحة".
عيوب تجعل هذه القذائف غير قادرة على الوصول إلى شبه جزيرة القرم، وتجاوز شبكة الدفاع الجوي متعددة المستويات التي تضم 3 وحدات "إس-400".
وأشار المقال إلى أن نظام الدفاع الجوي "إس-400" ليس المنظومة الوحيدة التي تحمي شبه جزيرة القرم، فهي مدعومة بأنظمة الدفاع الجوي "إس-300 بي إم" و"بانتسير" وصواريخ "اسكندر الباليستية" وصواريخ "كروز" و3 أفواج طيران مقاتلة.
aXA6IDMuMTM1LjE5NC4xMzgg جزيرة ام اند امز