تحرش جوي فوق البحر الأسود.. ومسيرات تهاجم ثلثي أوكرانيا
ما بين هجوم بالمسيرات على العاصمة الأوكرانية كييف، واستمرار القتال حول باخموت، اشتكت رومانيا من تصعيد روسي جديد.
وأعلنت وزارة الدفاع الرومانية أن طائرة مقاتلة روسية اعترضت فوق البحر الأسود طائرة بولندية كانت تقوم بمهمة مع الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس)، معتبرة أنه "سلوك عدواني وغير مقبول" من قبل موسكو.
وقال بيان لوزارة الدفاع الرومانية إن الطائرة البولندية كانت تقوم بدورية روتينية مع حرس الحدود الروماني لصالح "فرونتكس"، عندما اعترضتها "مناورات عدوانية وخطيرة" قامت بها بشكل متكرر مقاتلة "سوخوي سو-35" روسية.
وأوضح البيان أن حادث الطائرة البولندية غير المسلحة وقع "في المجال الجوي الدولي فوق البحر الأسود" على بعد 60 كيلومترا شرق المجال الجوي لرومانيا، مشيرا إلى أنه مع وقوع الحادث وضع حلف شمال الأطلسي الطائرات الرومانية والإسبانية المشاركة في المهمة "في حالة تأهب"، قبل أن يتمكن طاقم الطائرة البولندية من الهبوط بها بسلام.
وتمكنت الطائرة البولندية من الهبوط في رومانيا "بعد انخفاضها بشكل حاد في الجو" ثم مواجهتها "صعوبة خطيرة في التحكم" بها بسبب "الاضطراب" الذي نجم عن الحادث، بحسب المصدر ذاته.
واعتبرت بوخارست الحادث "دليلا آخر على النهج الاستفزازي للاتحاد الروسي فوق البحر الأسود".
ولم ترد "فرونتكس" بشكل فوري على أسئلة وكالة فرانس برس، كما امتنع حرس الحدود البولندي أيضا عن التعليق على الحادث، موضحا أن بيانا في هذا الشأن سيصدر في وقت لاحق الأحد.
وتم نشر الطائرة البولندية في رومانيا في 19 أبريل/نيسان الماضي، ومن المقرر أن تبقى هناك حتى 17 مايو/أيار الجاري ضمن مهمة لوكالة "فرونتكس" نظمتها رومانيا وتشمل أيضا إسبانيا والسويد.
المسيرات تهاجم
يأتي ذلك فيما استمرت الإنذارات من الضربات الجوية لعدة ساعات حتى صباح اليوم الأحد فيما يقرب من ثلثي أراضي أوكرانيا، بينما قال المسؤولون إن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت عددا من الطائرات المسيرة من بينها واحدة في المجال الجوي للعاصمة كييف.
وقالت الإدارة العسكرية في كييف إنه "خلال أحدث إنذار جوي، تم رصد طائرة استطلاع مسيرة للعدو في المجال الجوي لكييف، وتم تدمير الطائرة، ولم تقع إصابات أو أضرار".
وامتدت الإنذارات من كييف ومناطق إلى الغرب منها مرورا بجميع المناطق في الشرق وكذلك جنوبا إلى منطقة خيرسون وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا منذ أعوام.
وقال مسؤول عينته روسيا في القرم إن أوكرانيا دفعت بأكثر من 10 طائرات مسيرة إلى أجواء شبه الجزيرة.
وأفاد مسؤولون محليون في عدة مناطق أوكرانية بأنه تم نشر أنظمة الدفاع الجوي ليلا، لكن لم ترد معلومات حتى صباح اليوم عن الخسائر أو الأضرار المحتملة.
وزادت وتيرة الضربات على أهداف تسيطر عليها روسيا خلال الأسبوعين الماضيين، خاصة في شبه جزيرة القرم.
وتقول كييف، دون تأكيد أي دور لها في تلك الهجمات، إن تدمير البنية التحتية يمثل استعدادا لهجومها البري المزمع.
فاغنر تخرج من باخموت
من جهتها، أعلنت مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة، أنها تنوي تسليم المواقع التي تسيطر عليها في مدينة باخموت شرقي أوكرانيا للقوات الشيشانية، التي يقودها الرئيس رمضان قديروف.
وقال يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة "فاغنر" في رسالة له "أشكر رمضان أخمادوفيتش (قديروف) على موافقته على الأرجح على إتاحة الفرصة للحصول على كل ما هو ضروري وكل الموارد اللازمة، لتولي مواقعنا في باخموت".
وأضاف "إنني أتصل بالفعل بممثلي الرئيس الشيشاني من أجل البدء في نقل المواقع على الفور، بحيث في 10 مايو/أيار الجاري، في الوقت الذي وفقا لحساباتنا سنستنفد إمكاناتنا القتالية تماما وسيأخذ رفاقنا أماكننا ويستمرون.. بقي في باخموت ما يزيد قليلا عن كيلومترين مربعين".
وكان قديروف قال الجمعة إنه مستعد لإرسال القوات الشيشانية التابعة له إلى باخموت، ليحلوا مكان مجموعة "فاغنر".