"بوليتيكو" تتوقع فشل زيارة زيلينسكي لواشنطن
توقعت مجلة بوليتيكو الأمريكية، الأربعاء، فشل زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لواشنطن، مؤكدة أنه قد "يعود خالي الوفاض".
وأضافت في تحليل أن الرئيس الأوكراني الذي وصل واشنطن واجتمع مع نظيره الأمريكي جو بايدن، يحمل أحد أكبر طلباته للولايات المتحدة منذ اندلاع الحرب مع روسيا في فبراير/ شباط الماضي، لكنه قد يعود خالي الوفاض.
وبحسب مراقبين، فإن ثمة مواجهة متوقعة بشأن الأسلحة التي تطلبها كييف، فضلا عن محاولة كل من بايدن وزيلينسكي استخدام الزيارة للتأثير على الكونغرس القادم.
وفي الأسابيع الأخيرة، انخرط المسؤولون الأمريكيون في محادثات مع نظرائهم في كييف وفي أوروبا حول مقدار الدعم العسكري الذي ستواصل الولايات المتحدة تقديمه لأوكرانيا لمساعدتها في قتالها خلال الشتاء.
وناشدت كييف إدارة بايدن مباشرة للحصول على أسلحة أكثر تقدمًا بوصفها "أسلحة تقود الطريق إلى النصر"، لكن تردد الولايات المتحدة يحبط المسؤولين الأوكرانيين في وقت يحاولون فيه التقدم في ساحة المعركة ومواصلة المعارك ضد القوات الروسية.
أسلحة بعيدة المدى
وقال بيل تيلور، السفير الأمريكي السابق لدى أوكرانيا: "إنه يحتاج إلى أسلحة بعيدة المدى لتمكينه من استباق هجوم روسي متوقع.. وهو يحتاج إلى دعم مالي فوري لإبقاء حكومته تعمل ، وهو يعلم أن الكونغرس سيتخذ قرارات بشأن هذه البنود خلال أيام."
وبينما تعهدت إدارة بايدن بمواصلة دعم كييف في جهودها لمحاربة القوات الروسية داخل أوكرانيا، قاوم المسؤولون الأمريكيون توفير أي موارد من شأنها أن تسمح للأوكرانيين بإطلاق صواريخ بعيدة المدى على مواقع داخل روسيا.
وتوقع المراقبون أن تكون المناشدات الأوكرانية لأنظمة الصواريخ التكتيكية طويلة المدى، أو ATACMS ، وطائرات غراي إيجل وريبر بدون طيار ، قد هيمنت على الاجتماع مع بايدن وفريقه للأمن القومي.
لكن المسؤولين الأمريكيين ليسوا مستعدين للتزحزح، بحسب مصادر لـ"بوليتيكو"، التي قالت إن البيت الأبيض رفض بشكل قاطع إرسال أجهزة ATACMS.
ووفق الصحيفة فإن مبرر المسؤولين الأمريكيين بأن كلفة القيام بذلك باهظة، وقد يؤدي إرسال صواريخ بعيدة المدى إلى كييف إلى المخاطرة باستفزاز روسيا باستخدام أسلحة يحتمل أن تكون أكثر فتكًا داخل أوكرانيا.
وأثار هذا التردد الأمريكي قلق المسؤولين الأوكرانيين وأجبر كبار القادة العسكريين داخل البلاد على طلب المساعدة من الآخرين، بما في ذلك دول خارج التحالف الغربي.
وستقدم الإدارة الأمريكية حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 2 مليار دولار والتي ستشمل لأول مرة بطارية دفاع جوي باتريوت ومجموعة ذخيرة الهجوم المباشر المشترك - التي تحول القنابل غير الموجهة للطائرات المقاتلة إلى ذخائر دقيقة التوجيه، حسبما قال مصدر مطلع للصحيفة.
وشملت الحزمة أيضًا ما قيمته 850 مليون دولار من المدفعية والذخائر الأخرى من المخزونات الأمريكية الحالية.
ونظام باتريوت هو جائزة طال انتظارها من كييف والنسخة المتجهة إلى أوكرانيا تم تصميمها لاعتراض الصواريخ الباليستية.
وسيكون ذلك- وفق بوليتكيو- إضافة رئيسية لدفاعات كييف ضد الهجمات الروسية المستمرة على البنية التحتية الحيوية للعاصمة.
لكن أوكرانيا تريد بشدة أيضًا تحقيق تقدم عدواني في الجزء الشرقي من البلاد قبل أن تفقد الكثير من الزخم ويقول المسؤولون في كييف إن الأسلحة الموعود بها ليست كافية لذلك.
ويتفق مسؤولو إدارة بايدن على أن أوكرانيا "تمر بلحظة حرجة".
قال مسؤول أمريكي كبير للمجلة الأمريكية، إن الوضع على الأرض من المرجح أن يزداد سوءًا هذا الشتاء.
ومن المرجح أن تحاول إدارة بايدن استخدام الزيارة للتأكيد على دعمها العام لكييف وعزمها على مواصلة دعم أوكرانيا خلال ما يحتمل أن يكون بعضًا من أحلك أيام الحرب.
وعلى الرغم من التقليل من شأن مخاوفهم علنًا، إلا أن مساعدي البيت الأبيض أصبحوا قلقين بشأن تأثير استيلاء الجمهوريين الوشيك على الكونغرس على تمويل كييف.