«الخلايا العصبية الزومبي» تُفاجئ العلماء وتكشف أسرار تعلم الدماغ
كشف الباحثون في مؤسسة تشامباليمود في لشبونة بالبرتغال، عن اكتشاف رائد في علم الأعصاب، حيث سلطوا ضوءا جديدا على الآليات الكامنة وراء التعلم المخيخي.
وتكشف النتائج التي توصلوا إليها، والتي نُشِرت في مجلة "نيتشر نيورساينس"، عن وجود "خلايا عصبية زومبي" داخل المخيخ، والتي تلعب دورا حاسما في التعلم الترابطي.
ويشير التعلم الترابطي إلى العملية التي يتعلم الكائن الحي من خلالها ربط اثنين أو أكثر من المحفزات أو الأحداث معا، ويحدث هذا النوع من التعلم عندما ترتبط استجابة محددة بمحفز معين، مما يؤدي إلى تغيرات في السلوك.
ويُعرف المخيخ، الذي يشار إليه غالبًا باسم "الدماغ الصغير"، بدوره المحوري في تنسيق الحركات وتسهيل التعلم من خلال ربط الإشارات الحسية بالإجراءات المناسبة.
وفي دراسة أجراها باحثون من مختبر كاري التابع لمؤسسة تشامباليمود، تم فحص الألياف المتسلقة، وفئة من المدخلات المخيخية، وأهدافها، وخلايا بوركينجي، في سياق التعلم الترابطي باستخدام الفئران.
وباستخدام علم البصريات الوراثي، وهي طريقة دقيقة للتحكم في خلايا الدماغ بالضوء، تلاعب الباحثون بنشاط الألياف المتسلقة أثناء تجربة تكييف رمش العين.
ومن اللافت للنظر أن الفئران تعلمت ربط الإشارة البصرية بالطرف استجابةً لألياف التسلق المنشطة صناعيا، مما يسلط الضوء على الدور الحاسم لهذه الألياف في التعلم الترابطي.
ومع ذلك، اتخذت الدراسة منعطفًا غير متوقع عندما أدخل الباحثون بروتينا حساسا للضوء، وهو Channelrhodopsin-2 (ChR2)، في الألياف المتسلقة، وأدى هذا التغيير إلى جعل الألياف المتسلقة غير قادرة على الاستجابة بشكل مناسب للمحفزات الحسية، مما أدى إلى اكتشاف رائع، وهو ظهور "الخلايا العصبية الزومبي"، وبيان دورها في عملية التعلم.
وتقول الدكتورة تاتيانا سيلفا، المؤلفة الأولى للدراسة: "توفر هذه الدراسة أدلة دامغة على الدور الأساسي للألياف المتسلقة في التعلم الترابطي المخيخي، واكتشاف الخلايا العصبية الزومبي يقدم رؤى جديدة لقدرة الدماغ على التكيف والاستجابة للإشارات الحسية، مما يعزز فهمنا لوظيفة المخيخ".
وتمتد آثار هذا الاكتشاف إلى ما هو أبعد من أبحاث علم الأعصاب، مما يوفر طرقا محتملة لمزيد من الاستكشاف في آليات التعلم والتكيف في الدماغ.
aXA6IDMuMTQ1LjExMC45OSA= جزيرة ام اند امز