"زبابيات الشجر".. أمل الباحثين لعلاج جفاف العيون
"زبابيات الشجر" ثدييات تنتشر في الغابات الاستوائية بجنوب شرق آسيا، وتشبه البشر جينياً، ما أتاح توظيفها في علاج أمراض العيون.
توصّل باحثون في جامعة ألاباما الأمريكية، من خلال دراسة على حيوان "زبابيات الشجر"، إلى اكتشاف أسباب مرض جفاف العيون عند البشر.
وتعتبر "زبابيات الشجر" مجموعة ثدييات تنتشر بكثرة في الغابات الاستوائية بجنوب شرق آسيا، وتتميّز بارتفاع معدل كتلة الدماغ إلى الجسم، أكثر من أي حيوان ثدي آخر, كما تشبه البشر جينياً.
واستُخدِمت هذه الحيوانات على نطاق واسع كنموذج لقصر النظر في مدرسة البصريات، فضلاً عن توظيفها في بحوث أمراض العيون الأخرى مثل "الجلوكوما" (المياه الزرقاء).
وهذه المرة الأولى التي يتم استخدامها في بحث يتمحور حول مرض جفاف العين، نُشِر في عدد مايو/أيار الجاري من دورية "كيمياء و فيزياء الدهون".
وتؤدي مستويات "دهون ميبوم"، وهي الزيوت التي تنتِجها غدد الجفن، دوراً بارزاً في وقوع الإصابة المرضية، إذ تشكّل الطبقة الدهنية الأبعد لفيلم رقيق يغطي سطح القرنية.
ويحافظ الفيلم المسيل للدموع على تزييت القرنية، كما يدعم وظيفة العين الطبيعية، بينما تعمل الطبقة الدهنية على تأخير تبخّر الغشاء المسيل للدموع.
وعندما يكون هناك تغيير غير طبيعي في تكوين "دهون الميبوم"، وبالتالي الطبقة الدهنية، تتبخّر الدموع بسرعة كبيرة، ويحدث مرض جفاف العين.
وخلال الدراسة وجد الباحثون أن شكل "دهون ميبوم" عند حيوانات "زبابيات الشجر" مشابه لشكله لدى الإنسان، ما أتاح إجراء مقارنات عملية في تحليل أمراض العين الجافة.
وأثناء المقارنة اكتشف الباحثون اختلافات طفيفة جداً تمنع حدوث المرض عند هذه الحيوانات، ما سيقودهم عبر دراسات لاحقة إلى تحديد مُكوِّناتٍ، يُرجَّح أن تكون مهمةً في منع التبخّر المُسبّب لجفاف العين.