هاني سالم مسهور
كاتب
كاتب
ليست كل الدول تُعرَف بمواقفها، فبعضها يُعرَف بتردّدها، وأخرى بصمتها، لكن دولة الإمارات العربية المتحدة، طُبعت ذاكرتها السياسية بكلمة واحدة لا تخطئها العين: "الفزعة".
لم يكن بيان جماعة الإخوان المسلمين الموجّه إلى علي خامنئي مجرد انفعال عاطفي أو انحياز لحظي في زمن الصواريخ والرماد، لقد كان بيان "بيعة أخيرة".
في ذروة التصعيد بين إيران وإسرائيل، كانت كل التوقعات تشير إلى أن جماعة الحوثي ستندفع بكامل قوتها إلى خط المواجهة، وأنها ستستثمر الضربة الإسرائيلية في العمق الإيراني لإعادة تقديم نفسها كفاعل مركزي فيما يسمى "محور المقاومة"، بل كأداة ردع في البحر الأحمر.
قد يُسجَّل تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي ضمن المكاسب الكبرى في الحرب على الإسلام السياسي، لكن أيّ متابع يدرك أن التصنيف ليس نهاية المعركة، بل بدايتها.
في 28 مايو/أيار 2025، أعلن «مجلس البرهان» تشكيل لجنة وطنية للتحقيق في اتهامات استخدام الجيش السوداني لغاز الكلور ضد قوات الدعم السريع.
ما حدث في واشنطن ليس حادثًا معزولًا، بل صدى متأخر لانفجارٍ أكبر وقع قبل أكثر من عقدين في نيويورك.
بين دولة الإمارات وتيارات الإسلام السياسي معركة ليست جديدة، ولا تحتاج إلى أقنعة.
لم تكن محكمة العدل الدولية وهي ترفض دعوى حكومة السودان ضد الإمارات تُصدر حكما قانونيا فحسب، بل كانت تضع نقطة الختام على فصول طويلة من التزوير السياسي والتضليل الإعلامي الذي مارسته جماعة الإخوان المسلمين، بشتى واجهاتها الإقليمية والدولية.
بعض الحقائق لا تحتاج إلى عدسات مكبّرة، بل إلى شجاعة في النظر، فتقرير خبراء الأمم المتحدة الأخير حول السودان لم يأتِ بجديد على من يعرفون خريطة الأدوار في هذه الحرب القذرة..