الممثلة كارمن لبّس لـ"العين الإخبارية": الأدوار غير منصفة بحق المرأة
ترى الممثلة كارمن لبّس أن الأدوار غير منصفة بحق المرأة في الدراما وتستغرب من الجمهور الذي تجذبه شخصية الشرير كدورها في "عشرين عشرين".
طُبعت شخصية "رسمية" التي تؤدّيها الممثلة اللبنانية كارمن لبّس في أذهان الجمهور المتابع للمسلسل الرمضاني "عشرين عشرين"، ورغم أنّ "رسمية" تشارك في دورها في أعمال غير مشروعة تساعد فيها "الرّيس" صافي الديب (الممثل قصي خولي) في حيازة وبيع المخدرات، إلا أنّ الجمهور أغفل هذا الجانب وأحبّ صاحبة القلب الصلب.
وفي حديث خاص مع "العين الإخبارية" تعتبر "لبّس" أن الأدوار غير منصفة في حق المرأة بالدراما، ودائماً المرأة الكبيرة تجسد دوراً هامشياً، داعية المنتجين والكتّاب والمخرجين إلى البحث عن معنى الحب ما بعد الخمسين.
وعن دورها في "عشرين عشرين" تعبّر عن استغرابها من الجمهور الذي تجذبه شخصية الشرير، وقالت: "لا أعني الشر الحاضن للقتل والإجرام، بل الذي يحمل في طيّاته كماًّ من الغموض"، موضحة أنّ "هذا التفضيل قد يندرج ضمن إطار "فشة الخلق" لأننا في الوضع الراهن الذي يمرّ به العالم، هناك المهموم والفقير والمغمور بالمشاكل الذي ليس في مقدوره مواجهة هؤلاء الأشرار".
وفي تعريفها لشخصية "رسمية"، قالت: "هي مرأة أصبحت حزينة نتيجة أمر ما، ودخلت قلب الجمهور لأنّ المشاهد رأى في عينيها ولمس في تصرفاتها أنّ هناك أمراً غامضاً ووجعاً تسببا في تحوّلها إلى امرأة قاسية.. تعاطفوا مع رسمية وعاشوها وصدّقوها لأنّ هناك العديد من الأشخاص في لبنان تحديداً، وأنا على معرفة بهم من مكتومي القيد، لا يملكون هوية، وضعهم مزري، غير قادرين على التعلّم والزواج والعمل والسفر.. هم مسجونون في بلد كبير، وهذا هو وضع رسمية في المسلسل".
ولفتت إلى أن "الجمهور أحبّ رسمية ولبّس تعلّقت بها أيضاً"، مضيفة "هي المرة الأولى التي أجسّد فيها هذا الدور.. الجمهور اعتاد على كارمن لبّس التي تجسد دور المرأة الأرستقراطية والقوية، ولكن لم يعتاد على كارمن في دور القوية".
صرخة كبيرة يطلقها "عشرين عشرين"
مسلسل "عشرين عشرين" من كتابة نادين جابر وبلال شحادات وإخراج فيليب أسمر وإنتاج "الصبّاح إخوان"، يُطلق صرخة كبيرة على جميع الأصعدة، خصوصاً الفساد، ولكن يتميز بإلقاء الضوء على من لا يملكون هويات، وتعتبر "لبّس" أن: "هؤلاء لا ذنب لهم ويجب حل مشكلتهم ولدوا هكذا.. أيضاً هناك العنف ضد المرأة، صحيح هناك نشاطات وحملات من قبل الجمعيات، ولكن لا يكفي، بل لا بد من دور فعال للمرأة في المجتمع، وممنوع أن تضرب وتتعرّض للذّل".
وأضافت: "كلّي إيمان، بأنه من خلال الدراما نستطيع أن ننشر الوعي في المجتمع، وليس ضرورياً برسائل مباشرة، بل عبر السهل الممتنع والمضمون الجيد وتسلية الجمهور، وفي الوقت نفسه توعية هذه الشريحة من خلال أعمال درامية، لا سيّما وأنها تدخل كل منزل.. لا يجب أن نسطّح الأعمال الدرامية وتقديم ما هو سخيف، لأنها تعلق في رأس المشاهد.. يمكن أن نوجد مضمونا جميلا، مسلياً ولكن في الوقت نفسه يتضمن طرحاً لمواضيع من شأنها تطوير وزرع فكرة صغيرة في رأس شخص ما متسمر على الشاشة، من شأنها أن تجعله يعيد النظر ببعض المفاهيم المجتمعية".
تعترف "لبّس": "كان لي دعسات ناقصة، فأنا أعيش من خلال مهنتي، وللأسف ولدنا في لبنان، لا تأخذ الممثلة حقها كما يحصل في الخارج، ربما لأنّ الانتشار يحصل ضمن لبنان فحسب والدول العربية.. الأجر الذي نتلقاه ليس كافياً ليؤمّن الراحة المادية المطلوبة، لذلك هناك حاجة دائمة للاستمرار في مزاولة المهنة".
وتلفت إلى أنّ "وضع المرأة في الفن لا يأخذ حقه، المرأة التي تصل إلى سن الخمسين عليها بالتقاعد في كل الأصعدة، علماً أنه في هذه المرحلة العمرية تعكس المرأة نضجاً جميلاً، ومع ذلك يتم الاستعاضة عنها بالشابات الجميلات، لذلك نرى التشوهات من خلال جراحات التجميل لأنّ التلفزيون هو مرآة مجتمعنا، والتقليد دخل اللاوعي، وهو ما يدفع الكثير من النساء إلى اللجوء لهذه العمليات رغبة منهنّ في عدم الكشف عن أعمارهن الحقيقية في ظلّ إغفال صورة المرأة الحقيقية الناضجة بعيداً من هذه المزيّفات".
الأدوار غير منصفة في حق المرأة
هو محور يمكن أن تستفيض فيه "لبّس" بلا توقّف وتقول: "الأدوار غير منصفة في حق المرأة بالدراما، دائماً المرأة الكبيرة تجسد دوراً هامشياً، تؤدي فيه دور الأم الضعيفة. لا دور أساسياًلها، باستثناء في مصر والإمارات والكويت التي تنصف شركات الإنتاج المرأة في هذا العمر المتقدّم، المرأة هي أساس المجتمع، حتى في الحب يكون تقديمها أنضج وأوعى".
ودعت المنتجين والكتّاب والمخرجين إلى البحث عن معنى الحب ما بعد الخمسين "لأنّنا نعود إلى إشكالية المجتمع الذكوري وصورة الرجل الذي يقيم علاقة مع فتاة تصغره سناً، لترد له الحياة.. والعكس صحيح في ما يتعلق بعلاقة المرأة بشاب يصغرها سناً ووقوف المجتمع ضدها، جميعها قصص كليشيات، لا تدخل في عمق الصعوبات التي يمكن أن تعيشها المرأة في هذا العمر، للأسف، نحن مظلومون على جميع الأصعدة، نأمل أن تولد أدوار لنساء في عمر معين شرط ألا تكون في إطار كوميدي، بل بأدوار أساسية تحاكي معاناتها".
وتسأل: "لماذا لا تستطيع المرأة أن تحب وهي في عمر الخمسين أو الستين؟. لماذا على البطل أن يصغرها دائماً في السن؟ مثلما غير مستحب أن تحب المرأة رجلاً يصغرها في السن، الأمر نفسه بالنسبة للرجل الذي يحب امرأة في عمر ابنته. علينا تغيير هذا المفهوم، من خلال الدراما".
تتبع "لبّس" استراتيجية أشبه بالعرف لدى قبولها تجسيدها دوراً معيّناً: "أبحث عن محورية دوري في قصة العمل، لا يعني لي حجم الدور، قد أؤدي مشهداً واحداً يكون هو الأساس في كل القصة. أقرأ قبل النوم، هو عرف بالنسبة لي، في حال لم أستطع النوم وأردت معرفة الأحداث يكون مؤشراً إيجاباً، وإذا حدث العكس أطرح علامات استفهام قبل الموافقة على الدور".
جديد لبّس
كارمن لبّس موجودة حالياً في تركيا، حيث تصوّر مسلسل "على الحلوة والمرة" الذي ينتمي إلى الفئة الرومانسية الكوميدية، وتقول: "على الجمهور أن يرفّه عن نفسه من خلال هذه النكهة بالأعمال، ليس علينا دائماً أن نقدم الوجع والحزن"، والعمل من بطولة نيكولا معوض، ودانا مارديني، وباميلا الكيك، وجو طراد، وسلمى المصري.
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4yMjkg جزيرة ام اند امز