هذه الدورة تتميز بتشييد منشآت كبيرة للمهرجان، ضاعفت من ساحات العرض فيه، كما حافظت على مظهره التراثي.
انطلقت مساء أمس الخميس في مدينة الوثبة في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، فعاليات مهرجان "الشيخ زايد التراثي" لعام 2015، والذي يعد أبرز تظاهرة تراثية في الإمارات العربية المتحدة، وذلك بحضور رسمي رفيع تمثل في الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي وزير الداخلية، وحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وبمشاركة واسعة من العارضين المحليين والدوليين، وبحضور جماهيري كبير.
وفي تمام الساعة السابعة مساء، أُطلقت الألعاب النارية معلنةً انطلاقة المهرجان التي كانت مع (أوبريت الفخر) التي نظمها القائمون على المهرجان تكريما للرئيس الإماراتي الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وتميزت هذه الدورة بتشييد منشآت كبيرة للمهرجان، ضاعفت من ساحات العرض فيه، كما حافظت على مظهره التراثي، حيث بنيت أسوار وبوابات المهرجان على الطراز المعماري للقلاع والقصور التاريخية في الإمارات.
وعرفت هذه الدورة حضورا كثيفا من العارضين الوطنيين والدوليين حيث ناهز عدد العارضين 500 عارض، وقد تميز الجانب الإماراتي من المهرجان بترجمة ما يقوله القائمون على المهرجان، من أنه مهرجان ثقافي تراثي تاريخي متكامل، فهناك جانب لعرض الإبل والخيول والصقور والكلاب السلوقية، وجانب لعرض أنواع التمور والأكلات الشعبية، وجانب لعرض الخيم الإماراتية التقليدية التي كان يستعملها البدو ومجسمات لآبار المياه ومجسمات للسفن التي كانت تستعمل في صيد السمك والبحث عن اللؤلؤ في عرض البحر.
إضافة إلى المأكولات وآلات الطهي، وهناك جانب آخر للسيارات القديمة الطراز التي استعملت قبل قيام الاتحاد، ومن ناحية هناك الفرق الفنية المختلفة التي تقدم الفلكلور والرقصات الإماراتية التقليدية، وقد تجسد الحضور الإمارتي في تعدد الساحات والمعارض والقرى والأجنحة التراثية في المهرجان مثل "جناح ذاكرة الوطن" و"الأحياء التراثية" و"معرض العادات والتقاليد" و"الواحة الزراعية" و"معرض الصقور" و"واحة التراث" و"ساحة صناعة السفن" و"ساحة ركوب الخيل" و"معرض زايد والخيل" و"ساحة ألعاب زمن أول".
وإضافة إلى الجانب الإماراتي تبرز الأحياء التراثية والسعودية والعمانية، والمغربية، والبحرينية، والمصرية الكازاخستانية، وكل حي من هذه الأحياء التراثية يقدم صناعات يدوية ومنتجات محلية تقليدية –مع تفاوتها في الحضور- تمثل ثقافة بلدها وتراثه في جوانب معينة.
ومن أبرز الأجنحة المشاركة في المهرجان، (جناح ذاكرة الوطن) التابع للأرشيف الوطني، حيث اصطحبنا المشرف على الجناح في المهرجان، السيد فرحان المرزوقي مدير إدارة التواصل المؤسسي والمجتمعي في الأرشيف الوطني، وقمنا بجولة بمعيته في الجناح التابع للأرشيف الوطني وقد أدلى لنا بتصريح قال فيه:
"نحن في الأرشيف الوطني نمثل ذاكرة دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال الجمع والمحافظة على الوثائق والصور المتعلقة بالدولة، ونحن نشارك هنا لأن هذا المهرجان مهرجان تاريخي ثقافي تراثي وبالتالي نحن نمثل تكاملية المهرجان، نقوم ومن خلال ما لدينا من وثائق وصور وأفلام بعرض تاريخ الدولة في جميع مراحلها".
وأضاف: "إن شكل جناحنا يمثل جزءا مهما من تاريخ الدولة حيث تحاكي البناية التي تضم جناحنا الشكل المعماري لـ"قلعة الجاهلي" الموجودة في مدينة العين، هذه القلعة التي أسسها الشيخ زايد الكبير سنة 1891 وهو الذي نجح في توحيد القبائل في إمارة أبو ظبي".
ومن خلال بوابة "رحلة مع الزمن" –يوضح المرزوقي– "نستطيع أن نُري الجميع ما كان عليه الواقع قديما وحديثا من خلال عرض صور لأماكن ومرافق قبل النهضة الحديثة وقبل قيام الاتحاد وعرض صور من نفس الأماكن والمرافق في الوقت الحالي من أجل إبداء الفرق وتعريف الأجيال الجديدة بمدى جسامة المجهودات التي بذلت لتغيير الأمور إلى الأفضل".
ويضيف: بوابة "رحلة مع الزمن" تحوي شاشات عرض تُظهر صور أماكن معينة من الوطن قديما وتظهر في نفس الوقت ما آلت إليه الأمور حاليا، كما لدينا جناح "حماة الوطن" وهو جناح خاص بالقوات المسلحة وتاريخها وحاضرها من أجل تثمين ما تقوم به من الدفاع عن حوزة الدولة وسلامتها وسلامة ساكنيها.
وفي المعرض الخاص بالمنتجات الزراعية، لفت انتباهنا الجناح الخاص بمركز خدمات المزارعين، حيث التقينا السيد إيهاب سمارة، ولدى سؤاله عن نوعية مشاركة المؤسسة التي يمثلها وعن توقعه في ما يخص نجاح هذه الدورة فأجاب:
نحن –زيادة على أننا من رعاة المهرجان- نقوم بعرض المنتجات في (الواحة الزراعية) الخاصة بنا كنوع من دعم المزارعين من خلال عرض منتجاتهم الزراعية كالخضراوات والفواكه إضافة إلى لحوم الدواجن، ونتوقع نجاح هذه الدورة أكثر من سابقاتها نتيجة لتشييد هذه المساحات الواسعة للمهرجان ولكثرة العارضين، ونتوقع حضور الكثير من الزوار، لكن الافتتاح إنما تم قبل لحظات ونتوقع تزايد الزوار في الليالي المقبلة.
وفي الحي التراثي المغربي التقينا السيد علواتي حسن من الحي المغربي حيث صرح لنا بقوله:
"إن هذه هي مشاركتهم الثانية في إطار الحي المغربي الذي يمثل حضوره أبرز حضور في هذا المهرجان بعد الإمارات الدولة المضيفة"، متابعا "أنا هنا أبيع معروضات مختلفة مثل الحلي الفضية والحجرية وألواح تقليدية للكتابة وأوانٍ منزلية مختلفة، إضافة إلى الخناجر والسيوف، والجميع صناعة تقليدية يدوية مغربية خالصة، وباقي زملائي يعرضون حليا وألبسة ومأكولات مغربية تقليدية، كما أن واجهات الحي مستوحاة كما ترى من العمارة المغربية، ولدينا مكبرات صوت تطلق موسيقى مغربية لإضفاء لمسة مغربية خالصة على الحي".
كما التقينا بعض الزوار في ساحات المهرجان كان أولهم محمد عبيد المنصوري الذي صرح لنا بأنه (اعتاد على حضور ليالي المهرجان منذ سنوات مصطحبا معه زوجته وأطفاله من أجل الابتعاد عن ملل البيت، لكنه كما يقول نادرا ما يشتري أشياء من المهرجان).
وطالعنا السيد ناصر الحميري وهو زائر آخر على تجربته قائلا: "آتي دائما إلى المهرجان خاصة في أيام العطل، وقد لاحظت هذه السنة التوسعة الكبيرة التي أجريت على مساحته، وأرجو أن ينعكس ذلك على نجاح المعرض الذي يساعد أجيالنا الناشئة في معرفة تاريخها).
ومع هذه الانطلاقة التي يرى العارضون والزوار على حد سواء أنها تبشر بمهرجان ناجح لهذه السنة يبقى أن نذكر أنه ومع أن الانطلاقة الرسمية تمت البارحة إلا أن النشاطات الفعلية ستمتد لثلاثة أسابيع هي عمر هذا المهرجان السنوي الذي يعد أبرز نشاط تراثي في دولة الإمارات يحاول القائمون عليه من خلاله ربط المواطن بتراثه وتعريف الآخر بهذا التراث في عالم تعز فيه المواءمة بين تبعات الحداثة في مجتمع معين والمحافظة على خصوصيته الثقافية في نفس الآن.
aXA6IDE4LjExNy43MS4yMzkg
جزيرة ام اند امز