بالصور .. العين ترصد قصة كفاح بنك الطعام الأردني
المهندسة الأربعينية كوثر قطارنة تحكي لـ"العين" قصة كفاحها لتأسيس بنك الطعام الأردني.
الأب والأم يتركان الأثر الأكبر في تنشئة الأطفال، ومنذ طفولتي علمني والدي مجموعة من القيم، ومن أهمها أن لا أسمح بإهدار الطعام؛ فهو نعمة من الله عز وجل، ومن تلك اللحظة بدأت أفكر بمشروعي الخاص الذي رافقني طوال حياتي، وفي عام 2012، قررت تأسيس بنك الطعام الأردني؛ لوقف الهدر في كميات الطعام الفائضة، سعيًا لسد حاجة العائلات المحتاجة من الناحية الغذائية ...".
المهندسة الأربعينية كوثر قطارنة طوال رحلة تأسيس البنك كانت تتذكر كلمات والدها التي خلقت في نفسها العزيمة، وبعد البحث العميق وجدت أن هنالك بنك طعام مصري، استطاعت من خلاله تسهيل قيام فكرتها، حتى أصبح البنك الآن يرى النور.
تقول قطارنة لـبوابة "العين" الإخبارية: "البدايات كانت صعبة جدًّا، ولكن الآن لا أتذكر سوى النجاحات وكيف أنني مع مجموعة من المختصين استطعنا مساعدات العائلات، فالأمن الغذائي حاجة أساسية، ونسعى من خلال البنك القضاء على الجوع، ففي العالم يتم إهدار 42% من الإنتاج الغذائي دون فائدة، وبالمقابل تقدر نسبة الجوع بحسب آخر الدراسات بـ12%، أي أنه لو تم إنقاذ ثلث ما يهدر من الغذاء سيتم القضاء على الجوع".
الجوع نتيجة لمشاكل معقدة:
من خلال الجمعيات الموجودة في المحافظات البعيدة عن العاصمة عمان، استطعنا الوصول للعائلات المحتاجة، وبالفعل وصلنا إلى 18 ألف عائلة ويتم تزويدها بالطرود الغذائية التي تحوي المواد الأساسية من أرز وسكر وغيره، في حين أننا نعمل في العاصمة والعقبة والبحر الميت بشكل مختلف من خلال التعاون مع الفنادق لأخذ الطعام المطبوخ وتوزيعه على شكل وجبات، من خلال كوادر مختصة وتوفير ثلاجات مخصصة لهذا الأمر، تجنبًا للتسمم الغذائي.
تضيف: لقد نجح البنك في الوصول إلى عائلات عديدة، وخاصة التي لا يوجد بها معيل قادر على العمل، فهنالك الكبار بالسن، والمصابين بأمراض لا تسمح لهم بالعيش طبيعيًّا، وأيضًا الأيتام، فهذه الفئات من الأولويات التي نهتم بها. وبحسب الإحصائيات الأخيرة الرسمية فيوجد نسبة فقر في الأردن تقدر بـ14% من مجموع السكان. وهي نسبة لا نستطيع تجاهلها. مشكلة الجوع في الأردن مشكلة ناتجة عن مشاكل عميقة ومتعقدة مثل البطالة والفقر ووجود ضغط على الدولة من قبل عمليات اللجوء. وغيرها من الأسباب. نحاول من خلال البرامج التي نعدها أن نخفف من حدة الصعوبات التي تواجه الدولة والأسرة الأردنية بالمجمل.
الخروج من دائرة الفقر:
لقد واجهت العديد من العقبات؛ من بينها كيف سأثبت أن فكرتي بإنشاء بنك هي فكرة صحيحة، وكيف سأجد التمويل المادي، فالعائلات المحتاجة من السهل الوصول إليها من خلال الجمعيات ودراسات الحالة، والأهم من ذلك أن أستطيع أن أوفر تمويلًا بشكل دائم حتى يبقى عمل البنك قائم. من أكثر الأسئلة التي وجهت لي: كيف سأعمل على نقل الطعام وأحافظ على سلامته من الناحية الغذائية، وبالفعل كانت السيارات المثلجة هي الحل بالإضافة إلى تعاون الفنادق.
بفضل الله عز وجل ساندني زوجي وعائلتي وأبنائي الثلاثة، حتى أصبح أكثر إرادة وصلابة، وبالفعل تمكَّنت من عمل علاقات تشابكية مع العديد من المؤسسات. وكان لبنك الطعام المصري الدور الأبرز، ومن الجدير بالذكر أنه تم إنشاء شبكة بنوك إقليمية لتصبح مظلة لجميع بنوك الطعام التي يتم إنشاؤها في دول المنطقة والتي تعمل بنفس فكرة وآليات نموذج بنك الطعام المصري، تم تأسيس 16 بنك طعام في آسيا وإفريقيا وأستراليا.
تتابع: أحاول مستقبلًا من خلال البنك أن أحسن وضع الأسرة وأن لا تظل لمدة طويلة معتمدة على المساعدات، من خلال تأهيل شخص على الأقل من كل أسرة ليكون منتجًا وعاملًا فاعلًا للمساهمة من إخراجها من دائرة الفقر، وتم الاتفاق مع وزارة الزراعة للقيام بمشروع الزراعة الرأسية، ومن خلاله يتعلم الشخص مهارات الزراعة وينتج ويبيع ويوفر لعائلته الأساسيات من الغذاء.
تحقيق الحلم:
وأخيرًا أخبر كل امرأة أنها تستطيع أن تكون عنصر فعال في المجتمع، وخاصة أنها هذه الأيام قد تعلمت واكتسبت مهارات التفكير الناجح، ولديها خبرة مبدئية كيف تخطط لأي مشروع خاص، البحث عن أي مشروع يمثل ذاتها، وأن لا تبقى بدون فكرة تسعى لتحقيقها؛ فالهدف من الحياة هو تحقيق الذات من خلال حلم صغير له فوائد جمة.