ارتفاع أسعار الحديد يهدد مشروعات البناء في غزة
ارتفاع أسعار الحديد المسلح الخاص بمشروعات البناء في قطاع غزة، يهدد استكمال مشروعات البناء المختلفة بغزة.
أثار ارتفاع أسعار الحديد المسلح الخاص بمشروعات البناء في قطاع غزة، بشكل مفاجئ، حفيظة مواطني غزة، ومقاوليه، ومدى تأثيره على استكمال مشروعات البناء، سواءً على صعيد الإعمار أو البناء الذاتي.
وارتفعت أسعار الحديد بشكل كبير، بنسبة تفوق الـ140 دولارًا أمريكيًا للطن الواحد؛ حيث كان يقدر سعره قبل الارتفاع بـ1850 شيكلا، أي ما يعادل 480 دولارًا أمريكيًا، قبل أن يصل سعره لـ2400 شيكل أي ما يعادل 620 دولارًا.
وأرجع مسؤولون فلسطينيون هذا الارتفاع، بسبب ارتفاع أسعار الحديد عالميًا، وزيادة الطلب عليه، الأمر الذي أثر على سعره داخل قطاع غزة الذي يرتبط اقتصاده بالاقتصاد الدولي.
وقال الدكتور عماد الباز، وكيل مساعد وزارة الاقتصاد الوطني، لـ"بوابة العين" الإخبارية، إن ارتفاع أسعار الحديد هو ارتفاع عالمي، لعدة عوامل أبرزها ارتفاع الطلب العالمي عليه.
وأضاف أن وزارته تتابع عن كثب كل أسعار مواد البناء ومن ضمنها الحديد، مع التجار، موضحًا أن وزارة الاقتصاد لا تسمح بأية حالات غلاء أو احتكار من قبل التجار.
وأقر "الباز" بأن ارتفاع أسعار الحديد، قد يؤثر سلبيًا على مشروعات البناء، خصوصًا في ظل ارتفاعها بهذا الشكل.
وحذر مقاولون ومختصون، من خطورة هذا الارتفاع الذي طرأ على أسعار الحديد في غزة، وهو الأمر الذي سيؤثر على مشروعات البناء الخاصة بهم؛ حيث سيتكبدون خسائر كبيرة بسبب دخولهم لمشروعات وعطاءات بالأسعار القديمة للحديد الذي ارتفع سعره بشكل مفاجئ.
وقال رئيس اتحاد المقاولين، مروان جمعة، إن أسعار الحديد في تصاعد مستمر، وهو الأمر الذي كبد المقاولين خسائر فادحة؛ كونهم اشتروا كميات كبيرة من الحديد بأسعار قبل الارتفاع.
وأوضح، في تصريحات صحفية له، أن الارتفاع المفاجئ لأسعار الحديد كبد المقاولين وشركاتهم خسائر كبيرة، خصوصًا تلك التي تعاقدت لإنجاز مشروعات بنية تحتية مع مؤسسات دولية ولجنة الإعمار، من خلال مشروعات وعطاءات حصلوا عليها.
وأعرب "جمعة" عن أمله في أن يتم تخفيض الأسعار من مصدرها لتعود إلى وضعها الطبيعي، ولا تؤثر على التجار والمواطنين.
بدوره، طالب الخبير الاقتصادي، محمود أبو كريم، في حديثه مع "بوابة العين" الاخبارية، بأن يتم ربط الأسعار بجدوى الغلاء، مشيرًا إلى أن هذا الأمر سيعمل على عدم تعرض شركات المقاولات لخسائر أكبر من تلك التي لحقت بهم.
وأضاف أن المواطن أيضًا تضرر من ارتفاع هذه الأسعار؛ حيث زادت الضغوط عليه، خصوصًا من يعتزم البناء، إلى جانب أن هذا الارتفاع أثر كثيرًا على مخططاتهم وتحضيراتهم للبناء.
وعبّر "أبو كريم" عن خشيته من ارتفاع الأسعار لأكثر من ذلك، في ظل الحديث عن أن هذه الأسعار لا تزال في تصاعد تدريجي مستمر، لكنها لم تستقر؛ حيث تشير التقديرات إلى أنها سترتفع لأكثر من ذلك.
وتستورد فلسطين احتياجاتها من الحديد المسلح من تركيا وأوكرانيا؛ حيث زاد الطلب بشكل كبير على الحديد بعد بداية مرحلة الإعمار التي تسير ببطء منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل عامين تقريبًا.
وقال المواطن محمد زقوت، والذي يقوم حاليًا بأعمال بناء في منزله، إنه فوجئ بارتفاع الأسعار؛ حيث اشترى قبل نحو شهر طن الحديد بسعر أقل كثيرًا مما اشتراه هذه الأيام.
وأضاف، لـ"بوابة العين" الإخبارية، أن هذا الأمر أثر بشكل كبير على مخططاته لاستكمال البناء، كون هذا الارتفاع في أسعار الحديد كلفه مبالغ مالية كبيرة تفوق قدرته.
أما المواطن حسن حبيب، فقد أكد تراجعه عن فكرة البناء في الوقت الراهن؛ بسبب ارتفاع أسعار الحديد.
وقال لـ"بوابة العين" إنه كان يخطط للبناء بعد انخفاض الأسعار، لكنه تفاجأ بارتفاعها مجددًا، الأمر الذي قد يضطره لتأجيل مخططه في البناء حتى تعود الأسعار لطبيعتها.
وكانت أسعار الأسمنت قد ارتفعت بنسبة بسيطة الشهر الماضي، لكن هذا الارتفاع لم يكن ليصل إلى الارتفاع في أسعار الحديد؛ حيث ارتفع الحديد بنسبة تعادل 3 أضعاف ارتفاع الأسمنت.
وعانى قطاع غزة، الذي لا يزال يئن تحت الحصار الإسرائيلي منذ 10 أعوام، من شح كبير في مواد البناء والحديد، قبل أن تسمح إسرائيل، العام الماضي، بإدخاله للقطاع الخاص، لتدب الحياة من جديد في قطاع الإنشاءات الذي اصطدم مجددًا بالأسعار المرتفعة للحديد.
يذكر أن حرب إسرائيل الأخيرة على قطاع غزة في العام 2014 خلفت دمارًا كبيرًا لآلاف الوحدات السكنية ما بين دمار كلي وجزئي وبسيط.