أكاديمي فلسطيني لـ"العين": إسرائيل تُضخّم تقديراتها لتسونامي
استند في تحليله لحقائق علمية وتاريخية
أكاديمي فلسطيني متخصص يفند التقديرات الإسرائيلية حال حدوث موجات تسونامي قد تضرب منطقة شرق البحر المتوسط.
قال أكاديمي فلسطيني متخصص، إن إسرائيل تبالغ كثيرًا، بل تضخم لأبعد مدى، في تحضيراتها وتوقعاتها لحدوث تسونامي مدمر، سوف يضرب شواطئها في أي لحظة، مشيرًا إلى أنه استند في تحليله لهذا الأمر على حقائق علمية وتاريخية.
وقال الدكتور خالد العيلة، وهو أكاديمي فلسطيني حاصل على درجة الدكتوراه في الجغرافيا السياسية، ومتخصص في شؤون الجدار الفاصل والسياسة الإسرائيلية، في حديث خاص مع بوابة "العين" الاخبارية، إن فلسطين ستتأثر بشكل بطيء في حال حدوث تسونامي، ولكن ليس كما تدعيه إسرائيل بأنه سيكون مدمرًا للغاية.
وبحسب توقعات إسرائيلية، فإن تسونامي حال دخوله السواحل الإسرائيلية، مسافة 300 متر فقط، فإنه سيسبب كارثة كبيرة سيكون ضحيتها آلاف القتلى والجرحى ومئات الآلاف من المشردين.
وأضاف أن سبب تأثير تسونامي البطيء على فلسطين لبعدها عن مكان حدوث التسونامي، وإن كانت فلسطين من ضمن المنطقة التي سيجتاحها التسونامي -إن حدث-، موضحًا أن ارتفاع الأمواج حال حدوث ذلك سيكون ما بين 3-5 أمتار، وليس كما تدعيه إسرائيل أكثر من ذلك.
وأضاف أن دولًا ستكون أكثر تضررًا من فلسطين، كمصر وليبيا والجزائر والمغرب وتونس وإيطاليا واليونان وجزرها.
وعرف الدكتور العيلة، التسونامي، بأنه مجموعة من الأمواج العاتية، تنشأ من تحرك مساحة كبيرة من المياه، مثل المحيط، كما ينشأ أيضًا من الزلازل، والتحركات العظيمة سواءً على سطح المياه أو تحتها، وبعض الانفجارات البركانية والانفجارات تحت سطح الماء، والانهيارات الأرضية والزلازل المائية، كبير وارتطام المذنبات وانفجارات الأسلحة النووية في البحار.
وأوضح أن سرعة أمواج تسونامي تصل في المحيط الهادي إلى 800 كيلو متر في الساعة عبر المسطحات المائية، وهو الأمر الذي يساعد على تحريك الأمواج بارتفاع لأكثر من 16 مترًا، مؤكدًا أن طبيعة الصخور الموجودة في المحيطات أو البحار لها الأثر الكبير في حدوث هذه الظاهرة؛ كونها نارية انكسارية من الحمم البركانية، وهي قابلة لحدوث الزلازل والبراكين.
وقال المتخصص في الجغرافيا السياسية، إن صخور البحر المتوسط هي التوائية ورسوبية قابليتها أقل بكثير لحدوث زلازل وبراكين، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن سرعة الرياح قد تكون تدميرية نوعًا ما على سواحل البحر المتوسط.
واستبعد أن تكون نسبة تدمير الرياح على سواحل البحر المتوسط كبيرة؛ حيث لن تصل لـ20% من تسونامي إندونيسيا في المحيط الهندي.
وأوضح الدكتور العيلة، أنه في حال حدوث تسونامي في منطقة البحر المتوسط، فإن كلًا من جزيرة صقلية الإيطالية وكريت اليونانية، وليبيا ومصر ستتأثر بشكل كبير، مشيرًا إلى أن التسونامي يحدث في البحر المتوسط كل قرن، كان آخر موجاته في العام 1908 عندما قتل آلاف الأشخاص؛ بعدما ضرب زلزال مدمر بقوة 7 درجات، مدينة مينيسا الإيطالية، وتسبب بأمواج تسونامي بارتفاع 10 أمتار.
واعتبر المتخصص في الجغرافيا السياسية، أن احتمالات تغيرات المناخ، وارتفاع مستوى البحر، أخطر من حدوث الزلازل؛ حيث إن منطقة البحر المتوسط تقع على الحافة الخاملة للزلازل؛ كون صخوره رسوبية التوائية.
وصنف الدكتور العيلة، منطقتي خطر في المنطقة العربية حال حدوث زلزال مدمر شبيه بتسونامي، الأولى منطقة البحر الأحمر كونها منطقة انخساف قديم، وصخور انكسارية تسهم في حدوث الزلازل، وهو الأمر الذي أحد مثل هذه الزلازل في مصر واليمن؛ حيث ساعد في نشاطه على وجود التفجيرات النووية التي تجريها إسرائيل وكذلك وجود بحيرة السد العالي.
وأضاف أن المنطقة الثانية، هي منطقة الجزيرة العربية وهي تتحرك حركة عكس عقارب الساعة، وتتجه إلى أعلى نحو تركيا وإيران؛ حيث توجد هناك حركة دائبة محسوسة ومقاسه بدقة فلا بد أن تكون كل هذه التغيرات مرتبطة بالمحيط الهندي وما حدث فيه.
يذكر أن سلطة السواحل الوطنية الإسرائيلية كانت قد نشرت، الأسبوع الماضي، يافطات كبيرة على شواطئ بعض المدن الإسرائيلية، تحمل تحذيرات من خطورة موجات المد البحري العنيفة المعروفة بتسونامي، وهو المشهد غير المألوف في الأوساط الإسرائيلية.
وأعلنت السلطة الإسرائيلية، أنها قامت بنشر هذه اليافطات من أجل فحص استعدادات السكان لمواجهة محتملة مع حدوث تسونامي مدمر، قد يضرب إسرائيل في أي وقت؛ حيث جاء نشر هذه اليافطات ضمن مشروع اختباري تقوم به، خصوصًا في ظل الإحصائيات التي تشير إلى أن تسونامي يصل إلى منطقة حوض شرق المتوسط كل مائة عام.
aXA6IDMuMTUuMTQ5LjI0IA==
جزيرة ام اند امز