في اليوم العالمي للمسرح.. 10 حقائق عن المسرح الإماراتي
في يوم المسرح العالمي، يتذكر المتفرج المسرح الإماراتي الذي يشهد نهضة غير مسبوقة في السنوات الأخيرة.
في يوم المسرح العالمي، الذي يصادف اليوم الأحد، 27 مارس / آذار، يتذكر المتفرج المسرح الإماراتي الذي يشهد نهضة غير مسبوقة في السنوات الأخيرة، سواء على صعيد النص أو الإخراج أو التمثيل أو حتى السينوغرافيا وغيرها.
وبغض النظر عن تاريخ المسرح الإماراتي الذي حفل بالعديد من التجارب التي رسمت البداية الصعبة، إلا أن الحياة المسرحية في البلد تتطور من خلال هيئات وتمويل ومهرجانات معدة بعناية بين الحين والآخر، وإن كانت إمارة الشارقة تنفرد بخصوصية مسرحية تتميز بها عن الإمارات الست الأخرى، ولاسيما في دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة.
ولكن ما الذي يتوجب عليك معرفته عن المسرح الإماراتي في يوم المسرح؟
1- بداية المسرح الإماراتي تعود إلى عام 1950 في عدة تجارب مثل ما قدمه بورحيمة في المدرسة القاسمية، ثم مسرحية "جابر عثرات الكلام" عام 1955، فمسرحية "نهاية صهيون" للدكتور سلطان بن محمد القاسمي حين كان طالباً في 1958، وأدت إلى غضب الحاكم العسكري البريطاني وقيامه بإغلاق المسرح وقتها. وكانت نصوص تلك المرحلة تعالج العديد من القضايا، بحسب متابعين، مثل غلاء المهور، والزواج من أجنبية، وأفراح الاتحاد، ومشاكل العمالة في البحر، وسواها.
2- أول مشاركة للمرأة في المسرح الإماراتي كانت عام 1972، وأسهمت فتاتان هما شادية جمعة ومنى مبارك.
3- المسرح الإماراتي يعتمد على التراث والقصص الشعبية بشكل كبير، ويعتبر التراث والتاريخ ركناً أساسياً للحاضر والمستقبل.
4- توجد في الإمارات أكثر من 16 فرقة مسرحية تتوزع جغرافياً على الإمارات السبع تقوم بإنتاج نحو 30 عرضاً مسرحياً في السنة.
5- توجد في الإمارات حوالي خمسة مهرجانات مسرحية رئيسة هي: مهرجان أيام الشارقة المسرحية، مهرجان دبي لمسرح الشباب، مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، مهرجان المسرح الجامعي، مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، وغيرها.
6- نشوء مسرح خاص للطفل الإماراتي يعود إلى عام 1982. ويزخر المسرح الإماراتي للطفل بعدة عروض قيمة، دون نسيان جهات مسرحية تدعمه، مثل جمعية المسرحيين ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ودائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وسواها من الفرق الخاصة في كافة إمارات الدولة.
7- تزخر دائرة الشارقة للثقافة والإعلام بالعديد من الكتب المسرحية التي تصدرها دائرة النشر لديها، تلك التي تعتبر مراجع ضخمة للمهتمين بالمسرح والطلبة والأكاديميين.
8- في المسرح الإماراتي أسماء هامة، مثل أحمد الجسمي وحبيب غلوم وحسن رجب وإسماعيل عبد الله وعمر غباش وغيرهم من الإماراتيين، مع العديد من المقيمين العرب الذي أسهموا بشكل رئيسي في نهضة المسرح في البلاد.
9- تقوم جهات أخرى بإنتاج مسرحيات متفرقة في الإمارات، سواء في الفعاليات الفردية أو مسارح الجامعات أو المهرجانات المتنوعة غير المسرحية.
10- يشهد المسرح الإماراتي نهضة تقنية غير مسبوقة، في الإضاءة والديكور والسينوغرافيا واستخدام المؤثرات، وبالتالي الوصول إلى فرجة بصرية مدهشة للغاية.
كلمة اليوم العالمي للمسرح
بقي أن نشير هنا إلى كلمة يوم المسرح العالمي التي كتبها المخرج الروسي أناتولي فاسيليف وترجمها الجزائري د. عبد الحليم بوشراكي، في 27 مارس / آذار 2016:
هل نحن في حاجة إلى مسرح؟
ذلك هو السؤال الذي يطرحه الكثير من المحترفين المحبطين وتتجنبه الجماهير التي أرهقها كل من السؤال والمسرح على حد سواء.
لماذا نحن في حاجة للمسرح؟
عبثيا أصبحت التراجيديات والمآسي تؤدى على مسرح الحياة اليومية فلم يبق للخشبة إلا البؤس والفراغ. ماذا يعني المسرح؟ أروقة وشرفات جذابة، أرائك مخملية، أصوات ممثلين ناعمة أو ربما العكس، شيء مختلف، زنزانة سوداء موحشة مليئة بالوحل والدم، والأجساد العارية المجنونة.
ماذا يمكن للمسرح أن يقول؟
يستطيع المسرح أن يقول أي شيء وكل شيء كيف تخلد الآلهة في الجنة، كيف يتقوقع المساجين في الكهوف المنسية تحت الأرض، كيف يدفعنا الولع والشغف نحو العلو، كيف للحب أن يهوي ليعتلي مكانه الإحباط، كيف يسكن البعض الشقق بينما يفنى الأطفال في مخيمات اللجوء، كيف سيرجعون جميعهم إلى المجهول، وكيف نتحمل غيابهم وفراقهم عنا؟
المسرح يستطيع أن يقول: كان المسرح موجوداً وسيبقى إلى الأبد. منذ 50 إلى 70 عاماً الأخيرة أصبح المسرح يتمتع بوحي نقل الكلمة، النظرة، واللمسة من جسد إلى جسد.
لا يحتاج المسرح إلى تأشيرة ليسافر إلينا بل ينفذ إلى آفاقنا دون طرق أو استئذان. إنه يمثل الجزء الشفاف من وهج النور. المسرح لا منتم إلى وطن لا جنوب ولا شمال، لا شرق ولا غرب إنه ماهية النور ينبثق من الجهات الأربعة للكون. يعترف به أي شخص راغبا فيه كان أو عنه، محبا له كان أو غير مبال به.. نحن نحتاج إلى مسرح مختلف بجميع أشكاله رغم اعتقادي أن الشكل القديم هو الأكثر إيحاء وهيمنة. إن المسرح بجميع أشكاله وطقوسه وشعائره لا يجب أن يتنافر أو يناقض مع طقوس وشعائر الأمم المتحضرة لأن الثقافة اللائكية أصبحت تنحل وتتضاءل شيئا فشيئا ليظهر ما يسمى بالمعلومة الثقافية معوضة إذ ذاك كل الكيانات البسيطة وقاطعة علينا الأمل في معرفتها يوما ما.
إني الآن أرى جيداً أن المسرح يفتح أبوابه الكرم للجميع.. تبا للآلات الرقمية والأجهزة الذكية، مرحا لفضاءات المسرح الدافئة، هيا إلى المسرح، رصوا الصفوف والأروقة، متعوا نظركم وسمعكم بالصور الحية، المسرح في متناول اليد، لا تهمشوه ولا تضيعوا فرصة المشاركة القيمة التي نتقاسمها في حياتنا الفارغة والمجهدة. نحن نحتاج إلى كل أشكال المسرح.. شكل وحيد للمسرح لا يجمع كل الناس، مسرح الأدوار السياسية، مسرح المصيدة السياسية، مسرح التفاهة السياسية، مسرح الرعب مسرح يتجاوزنا لسنا نرغب فيه.
لا نرغب بمسرح الجثث ولا مسرح الدم في طرقاتنا وفي ساحاتنا في عواصمنا وأريافنا، مسرح منافق آفاق يقذف معتقداتنا ويشك في أدياننا.
aXA6IDMuMTM4LjEyNi41MSA= جزيرة ام اند امز