خبراء لـ"العين": ٥ مشاهد تعكس إنجاز "عاصفة الحزم" سياسيا وعسكريا
تثبيت شرعية هادي والاقتراب من تحرير صنعاء وتدمير ٨٥٪ من أسلحة الحوثيين، وإعادتهم لوضعهم الطبيعي وإخضاعهم لوقف إطلاق النار والمفاوضات..
لم يكن يتخيل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وإلى جانبه جماعة "الحوثيين" الانقلابية أن يسطر يوم ٢٦ مارس/آذار الماضي بداية جديدة لتاريخ اليمن، تختلف عن تلك النهاية التي أرادوا لهذا البلد أن تكون عليها، فما بين ليلة وضحاها انقلب الوضع الميداني، منذ أطلق التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، عملية "عاصفة الحزم" فجر ذلك اليوم، لتكتب معادلة يمنية جديدة تكون فيها الكلمة العليا سياسيًا وعسكريًا للشرعية.
تلك المعادلة، كُتبت عندما استطاعت "عاصفة الحزم"، بغاراتها الجوية الشاملة، تبديد جميع التوقعات بقرب سقوط مدينة عدن في أيدي الحوثيين، واستهدفت بعد ذلك مواقع عسكرية موالية لصالح وأخرى تابعة للحوثيين في صنعاء وبقية المحافظات.
وبعد مرور عام، شهد تسارع الأحداث، ظهور الإنجاز السياسي والعسكري الذي نجح التحالف العربي في تحقيقه، وهو ما تعكسه ٥ مشاهد رئيسية، رصدتها بوابة العين الإخبارية استنادا إلى حديثها مع خبراء عسكريين وسياسيين، وهي تثبيت شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة اليمنية التي استأنفت عملها في اليمن، والاقتراب من تحرير العاصمة صنعاء، وتدمير أكثر من ٨٥٪ من أسلحة الحوثيين إلى جانب تحجيم الدعم الخارجي لهم سواء في وصول المساعدات أو تهريب الأسلحة إليهم عبر إيران.
أما المشهد الرابع والخامس، فبحسب الخبراء العسكريين، يتلخصان في وقف إطلاق النار في ١٠ أبريل/نيسان المقبل وما يعقبه من مفاوضات مرتقبة في ١٨ من الشهر نفسه إلى جانب إعادة الحوثيين إلى مكانهم الطبيعي بما يتناسب مع حجم تواجدهم داخل اليمن، بعيدًا عن المطامع التي كانت تجتاحهم في السابق.
منع عراق جديد
العميد صفوت الزيات العميد السابق في الجيش المصري، قال لبوابة العين إن "عاصفة الحزم استطاعت خلال عام تحقيق ما يمكن أن نصفه بالإنجاز السياسي والعسكري، فبعدما كانت الغلبة للحوثيين، وكانوا في طريقهم نحو عدن، اليوم نجد الحكومة الشرعية تباشر عملها حاليًا، وأصبح هناك حديث عن الاقتراب من حصار صنعاء وتحريرها، بل ووصلنا لمرحلة الحديث عن وقف إطلاق النار وبعدها ستتم إجراء مفاوضات، وكلها أمور تبرهن على نجاح العاصفة في منع اليمن من التحول لسيناريو "عراق جديدة".
الزيات، الذي أصر على تخيل السيناريو المعاكس للوضع الحالي، في حال عدم وجود عاصفة الحزم، قال: "لو تُرك الأمر على ما كان عليه لكانت الدولة اليمنية تسير في الفلك الإيراني وتخضع لواحدة من الطوائف التي تستخدم العنف (في إشارة للحوثيين)، ولكان التقدم نحو الأراضي الجنوبية السعودية وشيكًا، لكن الجهد الذي بذلته العاصفة منع كل ذلك".
دليل آخر عسكري تحدث عنه الزيات، قائلًا: "إذا ما اتجهنا للإنجاز العسكري سنجد ما يقرب من ٨٥٪ من الأنظمة الصاروخية المدفعية والبالستية تم تدميرها، وتدمير منشآت التخزين الخاصة بالذخائر والأسلحة التي سيطر عليها الحوثيون، وأصبح المتوفر لديهم فقط الأسلحة الخفيفة والتي هي عماد حرب العصابات، ومع استمرار التحالف في حربه ستحسم المعركة لصالح اليمنيين".
محمد نبيل فؤاد، الخبير العسكري المصري ومساعد وزير الدفاع الأسبق، قال لبوابة العين إن "عاصفة الحزم نجحت في إيقاف المد الحوثي، وتحجيمه باستعادة بعض المناطق اليمنية، أما العاصمة وهي الفيصل فما زال هناك معركة يخوضها التحالف للسيطرة عليها".
تحجيم الحوثيين
وأضاف أن "تحجيم الحوثيين وتضييق الخناق عليهم إنجاز، كان من الطبيعي أن يعقبه مفاوضات لاسيما أنه في إمكان الرياض رفع سقف مطالبها وفق ما حققته على الأرض بعد عام من بدء العاصفة".
وبحسب الخبير العسكري، فإن "سياسية الحوثيين تسعى لإدخال الجميع في حرب استنزاف، لكن هو ما فطنته السعودية التي لن تكشف عن أوراقها في أول جلسة للمفاوضات، بل ستعكس حجم سيطرة التحالف على الأرض، داخل المباحثات، بعدما توالت خسارات الجانب الحوثي بشكل كبير".
متفقًا معه عاد الزيات ليتحدث عن أن إنجاز دول الخليج في اليمن مكنها من ضبط الحجم الحقيقي لتمثيل الحوثيين، وشيئا فشيئا سيكون تمثيلهم في المفاوضات وفق تمثيلهم الفعلي داخل المجتمع اليمني، بعيدًا عن مطامعهم التي منوا أنفسهم بها خاصة مع تضييق الخناق على الدعم الإيراني بريًا وبحريًا.
وخسر الحوثيون الشريط الساحلي لليمن، كما حققت دول التحالف أهدافها بالسيطرة على مضيق باب المندب وجزيرة ميون، بالإضافة إلى تأمين المدن، الرئيسية والمناطق النفطية والحيوية، وكذلك تم تشغيل بعض المطارات بعد تعطلها لفترات طويلة.
خليل الخليل، محلل سياسي سعودي، وأستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض قال لبوابة العين إن العاصفة حققت إنجازات وصفها بالتاريخية، حيث أعادت الأمل لليمنيين في التخلص من الانقلابيين على الشرعية ودحض ميليشيات الحوثيين وأتباع المخلوع علي صالح، كما حررت اليمن النفوذ الإيراني وحماية الأمن العربي من الطامعين.
ملمح آخر تحدث عنه الخليل، بقوله إن عاصفة الحزم وما تبعها من عاصفة الأمل، استطاعت أن تشكل إطارًا جديدًا لقادة الخليج في الحفاظ على أمن الخليج تحت مظلة التحالف العربي وكما هيأت فرصة لأجواء عربية جديدة من التفاهم والتصالح والتعاون العسكري للوقوف أمام التهديدات وعلى رأسها الإرهاب وإيران وإسرائيل.
aXA6IDE4LjE5MS4xMDMuMTQ0IA== جزيرة ام اند امز