سعادة كبير مفاوضي المعارضة السورية بجنيف بزهرة أرسلها له أحد المقاتلين، أثرت عليها انتقادات متواصلة منذ صدور وثيقة دي ميستورا
لم يستمتع محمد علوش، كبير مفاوضي المعارضة السورية في جنيف، كثيرًا بصورة الزهرة التي أرسلها له أحد عناصر المعارضة المسلحة في سوريا، اعترافًا بالجهد الذي يبذله في المفاوضات.
علوش -الذي نشر على حسابه بتويتر صورة هذه الزهرة- معربًا عن سعادته بها، عاد ليطارد مجددًا بانتقادات، ربما أثرت سلبيًّا على استمتاعه بما تعنيه هذه الزهرة من معانٍ.
وتركزت أغلب الانتقادات على وثيقة دي ميستورا، ذات الاثني عشر بندًا، التي صدرت في نهاية الجولة الأولى من المفاوضات، وأحدثت جدلاً كبيرًا في أوساط المعارضة السورية.
وعلى الرغم من أن علوش، أعلن بالأمس رفضه لها، وتأكيده على أن هيئة التفاوض لم توقع عليها، إلا أن الانتقادات لم تتوقف، واعتبر أصحابها أن صدور تلك الوثيقة يعكس تساهلاً من المعارضة في مسار المفاوضات.
وقال علوش أمس، إن "إشعال جبهات القتال" هو "اللغة الوحيدة المفهومة" في الرد على وثيقة المبعوث الدولي للأزمة السورية "ستيفان دي ميستورا".
ولم تتطرق وثيقة دي ميستورا إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية، أو مصير نظام الأسد ورموزه، وهو ما آثار انتقادات حادة وجهتها فصائل المعارضة المسلحة لمفاوضي المعارضة.
وتطرقت الوثيقة لعدة بنود؛ من بينها "إصلاح مؤسسات الدولة وفق المعايير الدولية، ورفض الإرهاب رفضًا قاطعًا مهما كان مصدره "منظمات أو أفراد"، وإعادة بناء الجيش السوري وتفقد قواعده الوطنية مع إدراج المجموعات المسلحة فيه، وتأمين الظروف الملائمة لإعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، ورعاية وإنصاف كل من تضرر من الحرب السورية".
كما تناولت الوثيقة، التأكيد على سيادة سوريا غير المنقوصة، ورفض أي تدخل خارجي بالشؤون الداخلية للبلد، واعتبار نظام سوريا يقوم على أساس دولة ديمقراطية غير طائفية، والمحافظة على حقوق النساء في التمثيل العادل، وتأمين بيئة استقرار خلال الفترة الانتقالية بما يضمن تكافؤ الفرص، وعدم التسامح بالأعمال الانتقامية من أي طرف كان.
وينتظر أن تضفي هذه الوثيقة أجواء ساخنة على الجولة الثانية من المفاوضات، التي من المتوقع أن تبدأ يوم 9 إبريل المقبل.