مسؤول يمني لـ"العين": صالح متورط في تفجيرات واغتيالات عدن
صالح استخدم ورقة القاعدة للحصول على دعم إقليمي ودولي، ويريد استخدامها الآن لتقويض الأمن وبعث رسائل أن البديل عنه الإرهابيون والمتطرفون
في الوقت الذي يتلقى تنظيم القاعدة الإرهابي ضربات موجعة في مناطق متفرقة باليمن، تتهم قيادات أمنية يمنية، الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، والانقلابيين الحوثيين بالوقوف وراء هذه الجماعات المتطرفة ودعمها بالسلاح، لتقويض الأمن.
وفي تصريحات لبوابة "العين"، قال مدير شرطة عدن "شلال شائع"، إن التحقيقات كشفت تورط صالح، والحوثيين في التفجيرات التي تستهدف المدينة ومعسكراتها وعمليات الاغتيالات التي تتم بحق قيادات أمنية ومدنية وقضائية وعسكرية.
وخلال الأيام الماضية، قتل العشرات من أعضاء التنظيم الإرهابي، إثر غارات للطيران الأمريكي بدون طيار، وطيران التحالف العربي الذي استهدف مواقع له في عدن، وأبين وشبوة جنوب البلاد.
ومنذ أيام، يواصل طيران التحالف العربي، وتحديدا الطيران الإماراتي دكّ معاقل وأنصار التنظيم الإرهابي في عدن، مستخدمًا مروحيات "أباتشي" في "المنصورة"، و"البريقة" في عمليات نوعية تهدف إلى إعادة الأمن، والاستقرار إلى العاصمة الموقتة عدن.
وخلال الأشهر الماضية، شن التنظيم الإرهابي أكثر من خمسين عملية في عدن التي تشهد تفجيرات متتالية، استهدفت مقر قصر الرئاسة والأمن، ومعسكرات للجيش وقوات التحالف ونقاط تفتيش، ونفذ عشرات الاغتيالات أبرزها اغتيال محافظ عدن السابق، "جعفر محمد سعد".
وبينما تستهدف التفجيرات العاصمة المؤقتة عدن، اعتبر مراقبون أن عدم استهداف أي عمليات تجمعات للحوثيين، وأنصار صالح، الذين قاموا بعمل مسيرات، وتجمعات في صنعاء، يكشف بوضوح علاقة الانقلابيين والمخلوع بهذه الجماعات التي ظلت في تفاهم مستمر مع صالح أثناء فترة حكمة للبلاد، وتحظى بدعم وحصلت قياداتها على مزايا وتم الإفراج عن العديد منها من السجون.
ومثلما استخدم صالح ورقة القاعدة للحصول على الدعم الإقليمي والدولي بحجة مواجهتها بطريقة غامضة، أراد الآن استخدامها لتقويض الأمن وبعث رسائل للعالم أن البديل عنه في المناطق والمدن المحررة، الإرهابيين والمتطرفين.
والواضح أن الحملات، التي تتم هذه الأيام ضد القاعدة، بدأت تحقق نجاحًا كبيرًا خصوصًا في عدن، وسط تصميم وعزم إماراتي كبير، لاستئصال الإرهابيين، وإعادة السكينة للعاصمة المؤقتة.
ويقول مراقبون، إن المرحلة المقبلة التي من المقرر أن تشهد وقف إطلاق النار، والدخول في مفاوضات في الكويت في العاشر من أبريل/ نيسان المقبل، ستكون مرحلة للتفرغ التام لاستهداف التنظيم الإرهابي، وإن العمليات القتالية الجوية والبرية، ستستهدف أوكار التنظيم وقياداته من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية، ودولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت مصادر عسكرية لبوابة "العين"، إن رصدًا دقيقًا تم خلال هذه الفترة لأماكن ومعسكرات للتدريب للإرهابيين، وإنه سيتم استهدافها الأيام المقبلة لتلحق بالتنظيم الإرهابي خسائر فادحة.
والثلاثاء الماضي، قُتل 40 عنصرًا على الأقل من القاعدة في قصف أمريكي، استهدف معسكرا للتنظيم الإرهابي جنوبي البلاد، تلاه قصف استهدف آخرين في أبين وشبوة وعدن.
وقال مسؤول محلي: "قُتل 40 عنصرا على الأقل من القاعدة، وجُرح 25 آخرون في القصف الجوي" الأمريكي، الذي استهدف معسكرًا في منطقة حجر في محافظة حضرموت، والواقعة غرب مدينة المكلا (مركز المحافظة) التي يسيطر عليها التنظيم منذ أبريل/ نيسان 2015.
وأكدت مصادر قبلية حصيلة القتلى، مشيرةً إلى أنهم من المجندين الجدد في التنظيم، حيث كانوا يتلقون تدريباتهم في المعسكر، بينما "نجا مقاتلون آخرون في المعسكر، من القصف".
وأوضحت المصادر أن عناصر التنظيم، الذين يسيطرون على المكلا، أخلوا مباني رسمية، يتواجدون فيها تحسبًا لضربات جديدة، ونشروا 5 عربات عسكرية في محيط المستشفى الذي نقل إليه الجرحى.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون)، قد أعلنت أن الجيش الأمريكي شنّ غارة جوية يوم الثلاثاء على معسكر تدريب لتنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، وهو فرع القاعدة في اليمن، ما أسفر عن مقتل "عشرات المقاتلين".
وقال المتحدث باسم "بنتاغون" بيتر كوك: "وجه هذا الهجوم ضربة لقدرة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على استخدام اليمن كقاعدة لشن هجمات تهدد الأمريكيين، وذلك يوضح التزامنا بهزيمة القاعدة وحرمانها من ملاذ آمن".
وأوضح أن معسكر التدريب كان يستخدمه أكثر من 70 مقاتلا للقاعدة، مضيفًا: "سنواصل تقييم نتائج العملية لكن التقييم الأوّلي يشير إلى القضاء على عشرات من مقاتلي القاعدة في جزيرة العرب".
واستهدفت "القاعدة في جزيرة العرب"، أهدافًا غربية منها محاولة تفجير طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة في عام 2009، وأعلنت مسؤوليتها عن هجوم على مقر صحيفة "شارلي إبدو" في باريس أسفر عن مقتل 12 شخصًا العام الماضي.
ورغم ذلك، تعرضت "القاعدة في جزيرة العرب" لانتكاسات شملت الضربات الجوية الأمريكية، وتواجه أيضًا منافسة من فرع جديد لتنظيم داعش في اليمن.
aXA6IDMuMTM4LjEyMS43OSA= جزيرة ام اند امز