أوباما للصحافيين الأميركيين: ابحثوا عن الحقيقة
هو درس في الصحافة، ما أعطاه الرئيس الأميركي باراك أوباما لوسائل الإعلام الأميركية منتقداً طريقة تغطيتها للانتخابات الرئاسية.
هو درس في الصحافة وبأخلاقيات المهنة، ما أعطاه الرئيس الأميركي باراك اوباما لوسائل الإعلام الأميركية في معرض انتقاده لطريقة تغطيتها للانتخابات الرئاسية. درس بأبسط قواعد المهنة التي من المفترض أن تبحث عن الحقيقة وتغيب من يسعى لتغيبيها أو تشويهها. بهذا الإطار دعاها أوباما إلى التوقف عن التركيز على نسب المشاهدة لكشف المرشحين في الانتخابات الرئاسية الذين لا يترددون في "الكذب" والذين "تعتبر حملاتهم بعيدة عن المنطق".
وبدون أن يذكر المرشح الأوفر حظاً بكسب تأييد الحزب الجمهوري دونالد ترامب بالاسم، استغل اوباما مراسم لتوزيع جوائز على صحافيين في واشنطن ليندد بشدة بالتغطية الإعلامية للحملات الانتخابية.
"هناك جمهور يريد الحقيقة وينتظر الصحافة أن تنقلها له" قال أوباما مستعرضاً فيلم "سبوتلايت" المنقول عن قصة حقيقية لمجموعة صحافيين من صحيفة بوسطن جلوب يحققون في الاعتداءات الجنسية المرتكبة من قبل قساوسة في أبرشية بوسطن بحق أطفال، مما أدى إلى استقالة برنارد لوو كاردينال في 2002.
وقال أوباما إن "القيام بعملنا بشكل جيد لا يقتصر فقط على إعطاء الكلام إلى أحد"، في إشارة إلى التغطية المتواصلة التي تخصصها شبكات التلفزيون لترامب وحملته رغم الجدل الذي تثيره.
الناخبون سيستفيدون أكثر إذا قامت وسائل الإعلام بـ"التحري والمساءلة والمطالبة أكثر (...) وإذا ترافقت مليارات الدولارات التي تنفق على التغطية الإعلامية المجانية مع محاسبة جدية" برأي الرئيس الأميركي، وذلك في إشارة واضحة إلى ترامب الذي يعتمد في شهرته على الظهور بشكل شبه متواصل ضمن نشرات الأخبار.
وقال أوباما: "ما نراه اليوم يقوض ديموقراطيتنا ومجتمعنا"، في تعبير واضح عن استياء البيت الأبيض من الوضع. وأضاف "عندما يبتعد المسؤولون المنتخبون وحملاتنا الانتخابية تماما عن المنطق والوقائع والتحليلات وعندما لا يعود للصواب والخطأ أهمية، فإن ذلك سيحول دون أن نتخذ القرارات الصحيحة باسم الأجيال المقبلة".
واعتبر اوباما أن الاستخفاف باللياقة السياسية وهو موضوع تركز عليه حملة ترامب هو مجرد "عذر للتفوه بأقوال مهينة أو للكذب بوقاحة". كما لفت اوباما إلى أن الانتقادات الشديدة التي يوجهها بعض المرشحين إلى دول أخرى بدأت تثير القلق في الخارج. وقال إن القادة الأجانب يدركون أن "الولايات المتحدة ليس فيها مكان للسياسات غير المتوازنة".
إلا أن أوباما لم يتوقف عن تجاوزات الصحافة الأميركية فقط، بل تطرق إلى تغيير مفهوم الصحافة أمام التطور التكنولوجي والإنترنت وتدفق المعلومات، وقال "مهنة الصحافة في ظل التغييرات الطارئة عليها، باتت أصعب، وفي ظل تدفق الأخبار والمعلومات، بات الإقبال والاهتمام بالمعلومة أقل.. نحن في عصر تغلق فيه الصحف وغرف الأخبار.. فـ"حياة" الخبر والحاجة إليه تقلصت".
ورأى أوباما "أن كل هذا خلق ضغطاً إضافياً على الصحافي الذي يحاول أن يواكب هذا التدفق ويسارع لنشر المزيد من الأخبار بغض النظر عن مصداقيتها، ونجده في سباق مع السوشيال ميديا التي ينشر عليها أيضاً التعليقات السريعة والتغريدات غير الموثقة ويلاحق أخبار المشاهير والموضوعات التافهة.. من دون التعمق في جل القضايا الهامة.. ومن ثم نجد أننا نعجز عن فهم العالم وفهم بعضنا البعض كما يجب".
aXA6IDMuMTQwLjE5Ny4xNDAg جزيرة ام اند امز