يوم الأرض.. مناسبة فلسطينية للتمسك بالحقوق والثوابت
في ذكرى يوم الأرض ينهض الفلسطينيون للتأكيد على هوية أرضهم العربية الفلسطينية، ويقارعون خلالها رواية الاحتلال الإسرائيلي المزيفة
وجد الفلسطينيون في حلول الذكرى الـ (40) ليوم الأرض التي توافق، غدا الأربعاء، مناسبة للتأكيد على تمسكهم بأراضيهم والحقوق الفلسطينية، والتنديد بالانتهاكات الإسرائيلية التي لم يسلم منها البشر أو الشجر والحجر، فيما شهدت الأراضي الفلسطينية فعاليات ميدانية، بينما من المقرر أن يشهد الداخل الفلسطيني يوم غدٍ إضرابًا شاملاً.
وتعود الذكرى إلى عام 1976 حين صادرت سلطات الاحتلال آلاف الدونمات من الأراضي ذات الملكية الخاصة أو المشاع في قرى دير حنا وعرابة وسخنين؛ داخل الأراضي المحتلة منذ عام 1948؛ الأمر الذي أثار غضب الفلسطينيين بإعلانهم الإضراب الشامل في الأراضي المحتلة وهو ما تطور إلى المواجهة والصدام مع شرطة الاحتلال مما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات.
رافعة للصمود
ورأت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، أن يوم الأرض "يشكل رافعة لصمودنا وتعزيز إصرارنا على مقاومة الاحتلال".
وأدانت عشراوي باسم اللجنة التنفيذية في بيان تلقت "بوابة العين" نسخةً منه، ما وصفته بـ"حملة التطهير العرقي المدروسة والمتواصلة التي تقودها حكومة الاحتلال بقيادة بنيامين نتنياهو، الذي ارتكز منهجه السياسي على تعزيز العنصرية والتطرف، وجسد الجوهر الحقيقي لطبيعة النظام الإسرائيلي الإرهابي الذي يواصل سياساته القائمة على تحدي العالم باعتباره مبنيًّا على التمييز والإقصاء ورفض الآخر".
وحيت عشراوي نضالات وصمود أبناء الشعب الفلسطيني، خصوصا في مناطق عام 1948 وقالت: "إن هذا اليوم كان وما زال يشكل مناسبة للتأكيد على وحدة شعبنا، وإن تكريس هذه الوحدة في أراضي عامي 1948 و1967، وبمختلف أماكن وجودنا في المنافي واللجوء، وإنهاء الانقسام وتغليب المصلحة الوطنية؛ يمثل أولوية قصوى لتعزيز قوتنا في مواجهة السياسات العنصرية الإسرائيلية".
واتهمت إسرائيل بأنها "تواصل استباحة كل ما هو فلسطيني وتستهتر بحياة الإنسان، فما زالت تقتل أبناء الشعب الفلسطيني، وتسرق أراضيهم في مناطق عام 1948، وتواصل وضع يدها وبشكل متعمد على أراضي دولة فلسطين ومواردها الطبيعية ومقدراتها، وتعزيز وجود المستوطنين وحمايتهم، خصوصا في القدس المحتلة وغور الأردن، وبناء الجدار العنصري، وتهويد مدينة القدس، وعمليات الإعدام والقتل وهدم المنازل، والحصار الجائر على قطاع غزة، وتعزيز الخطاب الرسمي التحريضي وارتكاب جرائم حرب، والمصادقة على القوانين والاقتراحات العنصرية، في مخالفة صارخة للقوانين الدولية والإنسانية".
وقالت عشراوي "إن شعبنا وقيادته ماضون في نضالهم لتجسيد حقوقنا الوطنية المشروعة، وتعزيز ثباتنا بمواجهة المشروع الاستعماري الاستيطاني، والمخططات الاحتلالية والتصفوية، والمحاولات العبثية لاقتلاعنا من أرضنا ومحونا من سياق التاريخ".
انعطافة تاريخية
من جهتها، اعتبرت دائرة اللاجئين في حركة حماس في بيان لها؛ أن يوم الأرض يعد انعطافة تاريخية في مسيرة بقاء الفلسطينيين وانتمائهم، وتشبثهم بهويتهم منذ نكبة 1948، تأكيدًا على حقهم بوطنهم وأرضهم، ورغم مرور 40 عامًا لم ولن يمل الفلسطينيون من إحياء هذا اليوم، الذي يجمع فيه الكل الفلسطيني على أنه واحد من أبرز أيامهم النضالية.
ودعت القوى الوطنية الفلسطينية لإبراز وحدتها والتفافها حول الحقوق والثوابت الفلسطينية، والعمل على محاسبة كل مفرط بهذه الحقوق، واستثمار المناسبات الوطنية في العمل الوحدوي المشترك لتأكيد الحقوق الوطنية الثابتة.
رصد السياسات العنصرية
وعشية الذكرى رصد مركز عدالة سياسات الأرض والمسكن الإسرائيلية في عام 2015، مشيرًا إلى أن البلدات العربية حصلت خلاله على 4.6% فقط من الوحدات السكنية الجديدة، و0.8% نسبة القرى العربية من البلدات التي تلقت دعمًا حكوميًّا بموجب "مناطق الأفضلية القومية"، وأكد المركز استمرار وتصعيد السياسات العنصرية التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية التي تسبب بشكلٍ مباشرٍ في تفاقم أزمة الأرض والمسكن في القرى والمدن الفلسطينية داخل إسرائيل.
إضراب في الداخل
وفي الداخل الفلسطيني، دعت "لجنة المتابعة العليا" داخل أراضي 48، الجماهير العربية، إلى إضراب شامل، يوم غد الأربعاء، في القرى والمدن العربية، بمناسبة الذكرى.
وحثت لجنة المتابعة، في تصريح تلقت بوابة "العين" نسخةً منه الجماهير الفلسطينية "للالتزام بالإضراب الشامل في الذكرى الأربعين ليوم الأرض الخالد، يوم الأربعاء، 30 مارس/آذار الجاري".
ولجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، أعلى هيئة تمثيلية للمواطنين العرب داخل الخط الأخضر، وتمثل كافة الطيف السياسي العربي.
وقالت حركة الأحرار الفلسطينية إن ذكرى يوم الأرض تحتم علينا مزيدًا من التمسك بثوابتنا الوطنية وحقوقنا المسلوبة، وعدم التنازل أو التفريط ولو بشبر واحد من أرضنا المباركة.. الأرض لا تقبل القسمة.
ميدانيًّا
بدأ اتحاد لجان العمل الزراعي في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، سلسلة فعاليات لإحياء ذكرى يوم الأرض، في مختلف محافظات القطاع.
وافتتح العمل الزراعي فعاليات يوم الأرض بوقفة تضامنية شرق مدينة غزة، قرب السياج الفاصل تمثلت في زراعة أشتال من الزيتون في أراضي المنطقة، التي دمرها الاحتلال عدة مرات، تأكيدًا على حق شعبنا في أرضه وتعزيزًا لصمود المزارعين في المناطق الحدودية.
وأكد سعد الدين زيادة -المسؤول في اتحاد لجان العمل الزراعي- أهمية إحياء مثل هذه المناسبات الوطنية وتعزيز صمود المزارعين وتمكينهم من الوصول الى أراضيهم، رغم اعتداءات الاحتلال المستمرة وإطلاق النار عليهم.
كما نظمت حركة حماس مظاهرة عند الحدود الشرقية من بلدة عبسان الكبيرة جنوب قطاع غزة، غرس خلالها عدد من المشاركين أشتال زيتون في الأرض المقابلة لمواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة الحدودية.
وقال يحيى القيادي في حماس، خلال مؤتمر عقد على هامش المظاهرة: إن "الأرض الفلسطينية لا تقبل القسمة بيننا وبين الاحتلال الغاصب".
وأضاف موسى "شعبنا لا يقبل قسمة أرضه، لذلك هو شعب واحد في الداخل والشتات وفي كافة أماكن وجوده على الأرض الفلسطينية".