كيف تكتشفين إصابة طفلك بالتوحد
بوابة "العين" تستوضح من الأطباء السبل والفحوصات التي يجب على كل أم معرفتها قبل تشخيص إصابة طفلها بالتوحد
تواجه سارة خلاف وهي أم في أواخر العقد الثالث من العمر مشكلة كبيرة بعد علمها بإصابة طفلها الذي لم يتجاوز الثالثة من عمره بمرض التوحد، الخبر الصدمة الذي تلقته سارة عندما باغتها الطبيب فور توقيع كشف طبي روتيني على الطفل ودون إجراء أي فحوصات بعبارة قاسية هي "ابنك معاق يا مدام" جعلتها تتسأل عن طريقة الفحص الخاص بمرض التوحد.
صدمة الأم الشابة جعلتها تبحث عن معلومات كثيرة عن هذا المرض الذي ترفض أن تطلق عليها إعاقة رغم تصنيفه هكذا علميًّا، لكنها تؤكد أن طفلها ذو قدرات خاصة.
وتشير الدراسات الطبية إلى إصابة طفل على الأقل بين 150 طفل من الجنسين، وطفل واحد من كل 94 طفل ذكر، حيث يعد الذكور هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض بأربعة أضعاف.
ويعد" التوحد" الذي يحتفل العالم باليوم العالمي به في الثاني من شهر أبريل، أحد اضطرابات التطور التي تظهر عادة قبل بلوغ الطفل عامه الثالث ويؤثر المرض على قدرة الطفل على التواصل مع المحيطين به.
بوابة "العين" الإخبارية يستوضح من الأطباء المتخصصين ماهية الفحوصات التي يجريها الطبيب للطفل، والتي يجب على كل أم معرفتها قبل تشخيص إصابة طفلها بمرض التوحد.
يقول دكتور رامي عبدالخالق استشاري نمو وسلوكيات الطفل، إن هناك بعض الفحوصات المطلوبة إجراؤها من الطبيب المعالج تتعلق بقياسات الوزن والطول وحجم الرأس وغيرها، كما يشارك في التشخيص طبيب نفسي وأخصائي تخاطب وطبيب أعصاب لتحديد حالة النمو التي يكون عليها الطفل.
وتنقسم الاختبارات التي توجه للطفل إلى قياس التجاوب الاجتماعي والسلوكيات الصادرة عن الطفل والتواصل مع المحيطين.
ويشير إلى أن مراقبة سلوك وتفاعل الطفل مع الوسط المحيط به يعد مؤشرًا هامًّا لقياس حالته عن طريق وضع الطفل في غرفة مخصصة تحتوي على بعض الألعاب والصور الملونة وغيرها، وتصنف حالة التوحد وحدتها لدى الطفل على حسب التفاعل مع الوسط المحيط به مثل حركات الوجه والتواصل البصري ومحاولات شد الانتباه.
وتوضح دكتورة رانيا نعمان استشاري طب الأطفال بجامعة عين شمس في حديثها لـبوابة "العين" أن هناك العديد من الفحوصات الطبية التقليدية التي تجرى على الطفل ومنها على سبيل المثال أشعة الرنين المغناطيسي على المخ لاستبعاد وجود أعراض مرضية أخرى مثل السرطان أو الصرع الذي قد تتشابه أعراضه مع مرض التوحد.
وتؤكد نعمان أن قياسات محيط الرأس يعد نقطة هامة في الفحوصات لتحديد ما إذا كان حجم الرأس طبيعيًّا أم لا، بالإضافة إلى فحص الذراعين والساقين للبحث عن أي تشوهات.
كما يجرى للطفل اختبارت لقياس مستوى السمع، فنتيجة الضعف اللغوي الذي يعانيه طفل التوحد ينبغي التأكد من قدرته على السمع بشكل جيد، هذا بالإضافة إلى تحليل الأحماض الأمينية والغدة الدرقية.
ويشير دكتور عبدالخالق إلى أن قدرة الطفل على الاستجابة وفهم الأوامر المطلوبة منه أثناء الاختبارات النفسية تساعد على دقة تشخيص الحالة ومنها درجة فهمه للغة عندما يطلب منه شيئًا معينًا، كما ان استعمال الطفل ذاته لبعض الكلمات لتكوين جمل قصيرة وبسيطة تتماشي مع عمره يعد نقطة هامة لتقييم حالته.