بيروت تحتضن الملتقى الأول للرواية العربية
ملتقى للرواية العربية يجمع حشدًا من الروائيين العرب والمترجمين لمناقشة أهم الظواهر والقضايا المتعلقة بالنوع الأدبي الأبرز
في مواكبة للنشاط الروائي العربي غير المسبوق، وفي سياق استكمال الجهود السابقة في إقامة ملتقيات للرواية (أشهرها ملتقى القاهرة للرواية العربية)، تنظّم الجمعية اللبنانية للفنون التشكيلية (أشكال ألوان) «الملتقى الأول للرواية العربية»، في بيروت، خلال الفترة من 29 أبريل إلى 2 مايو 2016.
يشارك في الملتقى أكثر من 30 روائيًا لبنانيًا وعربيًا ومترجمًا أجنبيًا؛ منهم: إلياس خوري، إلياس فركوح، إليزابيتا بِرتولّي، إنعام كجه جي، إيمان حميدان، أحمد السعداوي، أحمد محسن، أحمد ناجي، علي بدر، محمد الشحات، محمود الورداني، حسن داود، شكري المبخوت، مها حسن، محمد أبي سمرا، وضاح شرارة، صموئيل شمعون، منى برنس، جبّور الدويهي، جمال جبران، خالد المعالي، فاطمة البودي، طالب الرفاعي، سحر مندور، ليانة بدر، ميرال الطحاوي، رشيد الضعيف، بشير مفتي، كمال الرياحي، نجوى بركات، مايا أبو الحيّات، هلال شومان، وجدي الأهدل.
يأتي هذا الملتقى الأدبي العربي الموسّع، ضمن الجهد المنهجي، الذي تحتضنه الجمعية اللبنانية للفنون التشكيلية (أشكال ألوان)، لمقاربة التحولات المعاصرة في اللغة العربية وآدابها وفنونها السردية ووظائفها التعبيرية والتواصلية، ولهذا جاءت المحاور الخمسة التي تدور حولها فعاليات ملتقى الرواية.
وإذا كان من المعروف أن الرواية العربية تشهد ازدهارًا غير مسبوق، كمًا ونوعًا، وعدد الروائيين العرب بات كبيرًا، وإنتاج الروايات لا يتوقف على مدار السنة، في مختلف البلدان العربية بلا استثناء، وهي اليوم واجهة الثقافة العربية، وكتّابها هم الأبرز مكانة وحضورًا، طباعة الروايات ونشرها وتوزيعها أصبحت هي العمل الأول لدور النشر، التي تتنافس على جذب الروائيين واكتشاف الجدد منهم، فإن المحور الأول تناول عددًا من الأسئلة المتعلقة بهذا الجانب، من قبيل:
ما هي أسباب ازدهار الرواية العربية، كمًا ونوعًا ومقروئية؟ وهل باتت الرواية العربية هي التعبير الثقافي الأول عن التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية؟ وهل صارت، تبعًا، هي قاطرة تطور اللغة المكتوبة (غلبة النثر على الشعر)؟ وهل يمكن القول بأن ازدهار فن الرواية صاحبه أيضًا ازدهار القراءة والمقروئية، وتوسع ملحوظ في سوق الكتاب العربي، وازدياد عدد الطبعات، وتطور تقنيات الطباعة، والعناية الفنية بالأغلفة والورق.
في ما يناقش المحور الثاني أسئلة حول قضايا وموضوعات مثل: هل يمكن تعيين سمات خاصة للرواية العربية عمومًا، أم أن لكل إقليم أو بلد لغته وسماته و"خطه" الروائي؟ ما هو التطور الأبرز الذي يمكن ملاحظته في تقنيات السرد بالرواية العربية؟ إلى أي حد كان للثورات والحروب والاضطرابات السياسية دورًا في إعادة الاعتبار للرواية الواقعية والطابع التسجيلي للسرد؟ بل أيضًا في إعادة الاعتبار للخطاب السياسي في الرواية؟ خصوصية أدب البوح والسيرة والشهادة الشخصية والتوثيق التاريخي في الرواية السورية والعراقية؟ هل صحيح أن الرواية العربية هي أولًا سيرة ذاتية ومذكرات واعترافات شخصية؟ هل تجاوزت الرواية العربية السجال القديم حول الثالوث المحرم (جنس- دين- سياسة)؟
ويأتي المحور الثالث عن (الترجمة والرواية العربية) الذي يرصد ترافق ازدهار الرواية العربية مع تطور آخر بالغ الأهمية، يتمثل في الترجمة الواسعة والحثيثة للروايات العربية إلى اللغات الأجنبية الحية، على نحو مستدام، وليطرح الأسئلة التالية: ما هو أثر ازدهار الترجمة، من وإلى العربية، على الإنتاج الروائي؟ من يخاطب الروائي؟ ما هو قارئه الافتراضي؟ ما هي نظرة القارئ الأجنبي للرواية العربية؟ لماذا يقرأها؟ ما هي أسباب إقبال الدور الأجنبية على إصدار الروايات العربية المترجمة؟
المحور الرابع يدور حول عدد من الظواهر التي اتصلت بالرواية وتجلياتها؛ منها مثلًا بروز دور الجوائز العديدة المخصصة للرواية العربية، خاصة في السنوات الأخيرة، في صنع "نجومية" كتّابها، وفي التأثير على إنتاجها، وعلى تسويقها وانتشارها، كما على ذائقة القراء وميولهم. ومع هيمنة فن الرواية الواضح، نشهد "نزوحًا" من القاصين والشعراء نحو تأليف الروايات، بوصفها النوع الأدبي المرغوب والمقروء، بما يعاكس تاريخ الأدب العربي الذي كانت الصدارة فيه للشعر.
من هنا جاء طرح الأسئلة المتعلقة بـ: هل الرواية العربية هي اليوم أساس الصناعة الثقافية (مؤسسات وسوق ووظائف)؟ وإلى أي مدى كانت الرواية العربية السبب المباشر في توسع وازدهار النشر والطباعة والتوزيع والمكتبات؟ وهل أصبحت الجوائز المؤثر الأقوى، إيجابًا أوسلبًا، على الإنتاج الروائي (تجارب وشهادات)؟ ثم كيف نقيّم تجربة "محترفات" الرواية وورشها، في تطوير الكتّاب الجدد؟
وأخيرًا، المحور الخامس عن بعض أشكال الخطابات الروائي العربي وانشغالاته الأساسية؛ إذ تبدو الرواية العربية قائمة أساسًا على نقد المجتمع، التمرّد على الأهل وعلى التقليد وعلى السلطة، ومن ثم يطرح السؤال: هل الرواية هي تحديدًا خطاب أخلاقي مضاد؟ أم هل هي انتصار لخيار الفرد وحريته؟ وهل هي حصرًا بنت المدينة، ووعي الطبقة الوسطى وأحوالها؟ ما الذي تغيّر هنا ما بعد مثال نجيب محفوظ؟
aXA6IDMuMTQwLjE5Ni41IA==
جزيرة ام اند امز