"بينالي الشارقة للأطفال".. حكاية الدمج بين الفن والإنسانية في "فن أبوظبي"
خمسون لوحة يعود ريعها لعلاج أطفال السرطان
يعتبر "بينالي الشارقة للأطفال" الأول على مستوى الخليج، كما تقول مديرة الإدارة العامة لمراكز الأطفال بالشارقة ريم بنت كرم لـ"العين".
وجوه بتعابير حزينة وسعيدة.. وجوه صامتة وأخرى غاضبة، رسمها الأطفال ضمن "بينالي الشارقة للأطفال"، أكثر من خمسين لوحة ركزت على رسم الوجوه في مختلف حالاته الإنسانية ومختلف المشاعر التي يمر بها الشخص، وتأثير ذلك على ملامح الوجه بطبيعة الحال.
ويمكن الاستدلال على الحرفية العالية في رسم هذه اللوحات التي عرضتها المؤسسة، كونها لا تقل شأنًا عن لوحات الكبار في الكثير من الخصائص الفنية والتشكيلية، وصولاً إلى الفلسفة الجمالية للوحات النابضة بألوان الطفولة في أروقة البينالي.
ويشارك "بينالي الشارقة للأطفال" في فعاليات "فن أبوظبي" في دورته السابعة لهذا العام، مع المؤسسات الثقافية المشارِكة في الفعالية التي اختتمت أعمالها يوم السبت 21 نوفمبر 2015.
ومشروع "بينالي الشارقة للأطفال" يشارك بفكرة تساعد الأطفال المصابين بالسرطان، من خلال عرض لوحات يرسمها الأطفال أنفسهم في مزاد علني.
ومن المقرر أن يذهب ريع المزاد كاملاً، إلى مبادرة "أنا"، إحدى مبادرات جمعية أصدقاء مرضى السرطان، المعنية بدعم الأطفال المصابين بمرض السرطان، وأطلقت المبادرة في العام 2014 من قبل قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الأطفال، بحسب بيان صحفي للبينالي.
أول بينالي على مستوى الخليج
تقول ريم بنت كرم، مدير الإدارة العامة لمراكز الأطفال بالشارقة، رئيسة "بينالي الشارقة للأطفال"، إن البينالي "يتميز بنفسه على أنه أول بينالي للأطفال على مستوى دول الخليج العربي".
وتضيف بنت كرم لـ "بوابة العين": "وصلنا في البينالي 1068 عملاً رسمها الأطفال، إلا أن الأعمال التي تأهلت للمسابقة النهائية بلغت 55 عملاً فقط".
وبحسب الكثير من المتابعين، تتميز اللوحات الفنية المعروضة بـ "نشر قيم المحبة والسلام، والتعاضد والتعاون"، مضيفين أنها "تعكس رؤية الأطفال في مناطق مختلفة من العالم لما يدور حولهم".
وأوضحت رئيسة "بينالي الشارقة للأطفال" أن الغاية من هذه المبادرة هي "دمح الأطفال مع المجتمع، من خلال التعاون مع مبادرة (أنا ونحن) لسرطان الأطفال".
وما يميز هذه الفعالية هذا العام هي لوحة بعنوان Dream رسمتها الطفلة الإماراتية أمل علي، وهي رسم ثلاثة صحون، استوحيت منها تصميم الصحون الحقيقية نفسها فيما بعد.
وتقول بنت كرم، إن تكلفة علاج طفل واحد مصاب بالسرطان تبلغ 250000 درهم إماراتي، وهذا ما نسعى إلى تأمينه وعلاج ما أمكن من الأطفال المرضى، مؤكدة أن الفكرة هي في "دعم العمل الخيري وتعزيز التكافل المجتمعي".
هذا البينالي تتوسطه طاولة صغيرة مخصصة للأطفال تشرف عليهم مجموعة موظفات إماراتيات، ومحاولة تسليتهم وتعليمهم في نفس الوقت، الأمر الذي جعله مكاناً جاذباً للأطفال القادمين مع ذويهم إلى فن أبوظبي، الذي لم يغفل الاهتمام بالأطفال بشكل عام في ركن آخر أطلق عليه "ركن الأطفال".
وتبدي بنت كرم ارتياحها من مدى الإقبال على هذا النشاط الفني - الإنساني، والذي يساعد على تبني فكرة ورؤية واضحة بشأن معرفة الحد الفاصل بين الفن والتكافل الاجتماعي.
وتختتم السيدة ريم بنت كرم، مدير الإدارة العامة لمراكز الأطفال بالشارقة، رئيسة "بينالي الشارقة للأطفال"، حديثها لـ "العين" قائلةً: "ليس غريبًا أن تكون الفنون واحدةً من الأحجار الأساسية في فهم لغة الحياة، وبنائها، وأيضاً بالارتقاء بالذائقة العامة التي ترشد المرء إلى مراعاة الآداب في التعامل مع الناس، واحترام المكتسبات والإنجازات، فهي وسيلة إلى حياة مبتغاة، وسبيلاً لاكتشاف الذات، وما إبداعات هؤلاء الصغار إلا دعوة لكل محبي الخير، كي يكونوا حاضرين في المزاد، ومساهمين في تحفيز الإبداع، ومساعدة المرضى، ومن يستحق العلاج من الأطفال".
aXA6IDE4LjExNi45MC41NyA= جزيرة ام اند امز